facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

طارق مصاروة .. قلم لم ينكسر

طارق مصاروة .. قلم لم ينكسر

د. عدنان سعد الزعبي

القبة نيوز-رحم الله استاذنا طارق مصاروة، فقد التقيته عام 1980 في صحيفة الراي حيث كنت طالب اعلام في جامعة اليرموك والتقيته مرة أخرى عام 1983 في التلفزيون الاردني في مكتب الراحل محمد كمال حيث كنت أتدرب في التلفزيون الاردني لاغراض التعيين . وفي كلتا الحالتين كنت دائما ابدي احترامي وتقديري للجرعات الوطنية التي كان الراحل يشحنها فيمن يجلس معه . فهو صاحب ثوابت في عمله الاعلامي حيث يقول: " إن الحق والشعب والوطن ثلاثة لا بديل عنها في ضمائرنا ".


كان رحمه الله لا يتوانى عن نقد أي مسؤول او مشروع او استراتيجية لا تحقق احد هذه الثوابت وبأسلوب اختزالي جميل نتعلم منه الفكرة وبالتالي الفكر واللغة وجمال التعبير .

رحم الله ابا علي فقد زاملته في صوت الشعب عام 1986 عندما كان رئيسا لتحريرها وكانت توجيهاته لنا دائما المثابرة والتحمل . وعملت بمعيته ما يزيد عن عام حيث كانت صوت الشعب شمعة مضيئة وسط الاعلام الاردني تتميز بالجراة والسقف العالي وقول الحق ،غايته الشعب وطموحه المواطن .

رحم الله ابا على عندما تشرفت بزيارته للعرب اليوم عام 2012 عندما كنت رئيس هيئة المحررين فيها واصطحبني معه الى لقاء في مركز الغدد الصماء وامراض السكري حيث يعقد الدكتور كامل العجلوني مؤتمرا صحفيا عن هذا المرض في الاردن. فكانت تعليقاته تنصب في دور الاعلام التوعوي والاعلام الصحي بل التربية الصحية التي يجب ان تشارك بها كل القطاعات ، وعاب على الحكومة حيث تمسك بزمام الاعلام دورها في توعية الناس

رحم الله ابا علي الذي تشرفت بزيارته لمكتبي في وزارة المياه عام 2014 واعلمني بانه يقوم بمشاريع حصاد المياه لمنزله وانه لا يحتاج حنفية السلطة ولا ماءها وتمنيت عندها ان تكون المواطنة لدى كل الاردنيين بهذا المستوى .

رحم الله ابا على شجاعا صادقا حرا لا يقبل الخطأ ولا يشجع عليه , وعندما سالته عن تقييمه لاعلامنا الاردني عام 2014 قال لي على ما اذكر : "المشكلة ليس بالاعلام . المشكلة بمن يقومون عليه , فاذا اردت إفساد الشعوب , رأس عليهم من لا يعرفهم ولا يدرك اولوياتهم وأوجاعهم "

اليوم وقد ودعنا حياة عزيز مليئة بالعطاء والمثل العليا , فاننا نستذكر في المرحوم وطنيته وحبه لثرى هذا لوطن وانتمائه لمعادلة المواطنة الصادقة التي تخلق من الفرد مواطنا صالحا .

رحم الله ابا على ونحن نستذكر تاريخه المتفاني مع صحبه من شلة الاعلام الغيورين الطموحين بالارتقاء بالنهج الاعلامي الوطني والتصدي للحاقدين على الوطن الذين اشبعوا الدنيا صراخا وحقدا ، لنجد صوتا اردنيا معتدلا صادقا يؤمن بالقومية ويرفض الغرور والاحتكار السياسي .

نودع اليوم زميل عتيق تليد ونتطلع لواقع يخلو من اعمدة اعلامية اللهم ما ندر , نراهم يكتبون واقلامهم مرتجفه من سلطة من يعتقدون انهم على راس القانون . فالقانون المسلط على الرقاب قانون عقاب لا قانون توجية وضبط وتطوير ,فلا يدعي احد انه نصير للديمقراطية بكلمات او تصاريح معسولة , من منطلق أن تعزيز الحرية يحتاج لمن يعرف معناها ، ويدرك المهنية في الحرية ومسؤولياتها في العمل الاعلامي.

رحمك الله استاذنا واغمدك فسيح جنانه.


 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )