دمشق قد تتعامى عن قرار الرئيس
ماهر ابو طير
القبة نيوز-يتصرف الرئيس الأميركي بطريقة غير مسبوقة مقارنة ببقية الرؤساء الأميركيين، إذ لا يتورع عن توزيع المدن العربية على من يريد، وكأنها من ممتلكاته الشخصية، فهذا هو أمير البر والبحر، وسلطان المدائن، ووالي العرب والروم والعجم، معا.
من القدس التي اعترف بها عاصمة لإسرائيل، وصولا إلى الجولان وإعلانه نيته الاعتراف بسيطرة إسرائيل عليها، يواصل الرئيس إدارة السياسة الخارجية، ولا كأن أحدا أمامه، هذا فوق ان كل قراراته تخالف القوانين والقرارات الدولية، وهو من هذه الزاوية، لا يعترف أيضا، بقرارات الأمم المتحدة، التي صيغت إثر حرب 1967.
يدخل الرئيس الأميركي على حملة رئيس الحكومة الإسرائيلية، وكأنه أيضا، يدير هذه الحملة، فيقدم القدس، مسبقا لبنيامين نتيناهو، ثم قبل أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية، يقدم الجولان على طبق من ذهب، معلنا انه بمثابة طرف في هذه الانتخابات الإسرائيلية، منحازا إلى نتيناهو، في وجه منافسيه في إسرائيل.
إذا كانت القدس تحت الاحتلال، ولا توجد دولة فلسطينية بالمعنى الكامل حتى تطالب بها، فإن حالة الجولان مختلفة تماما، إذ أن الدولة السورية، قائمة، برغم حالة الفوضى التي تعاني منها، وهذا يجعل الحالة مختلفة في بعض تفاصيلها، عن حالة القدس المعلنة عاصمة لدولة غائبة حتى الآن، ولم تقم بشكل رسمي وكامل، على أرض الواقع.
لكن علينا أن نسأل السؤال عما سيفعله السوريون أمام هذه الحالة، وهل سيقبلون هذا الاعتراف الأميركي بالجولان وقد مرت عقود على هذا الاحتلال، ولم تفعل الدولة السورية شيئا، من اجل استعادة الجولان، دون ان ننسى هنا، ان هناك أوراقا كثيرة، اليوم، في يد الدولة السورية، اغلبها يرتبط بوجود جماعات مسلحة، قادرة على الرد عبر جبهة الجولان، وارباك القرار الأميركي المرتقب، مع الاخذ بالبال، حسابات دمشق الإقليمية، وعلاقتها بحزب الله وإيران، وميزان المصالح، الذي قد يولد رد فعل، وقد لا يولده أيضا، خصوصا إذا اكتشفت دمشق ان التعامي عن ملف الجولان، قد يساعدها في تسوية ازمتها العامة!
هذا يعني أن المراهنة على توليد رد فعل من دمشق الرسمية، مراهنة قد تنجح، وقد لا تنجح، لان الدولة السورية أمام أزمات أخطر حاليا، وهي أيضا، جزء من حسابات أوسع في الإقليم قد تدفعها الى التصعيد، أو حتى التعامي عن ورقة الجولان، إذا كان هناك ثمن يرتبط برفع السيف عن عنق الدولة السورية الحالية، وهذا الكلام يجب ان يقال لان الافتراض ان دمشق الرسمية سوف تشعل جبهة الجولان، افراط عاطفي، لا يأخذ في حساباته تعقيدات الوضع السوري على أكثر من مستوى.
معنى الكلام، ان واشنطن لم تعلن نيتها هذه لولا حساباتها العميقة أيضا، بعدم وجود موانع، وربما تستعمل واشنطن هذه الورقة للمقايضة في حسابات الإقليم، وهي حسابات تشمل اطرافا عدة، لكن بالتأكيد -ودون مقايضات أصلا- فإن قدرة السوريين على افشال هذه الخطوة منخفضة للغاية، أمام معاركهم الكثيرة المفتوحة داخل سورية، من جهة، أو في معارك الإقليم التي تمتد عبر العراق إلى إيران، ثم في سورية ولبنان أيضا.
رد فعل الأوروبيين مقدر، الذين رفضوا القرار الأميركي، لكن الأوروبيين أيضا، يأخذون مواقفهم ولا يتبعونها بأي خطوات لمنع إدارة ترمب عن هكذا قرارات، وهذا ما شهدناه في الملف الأكثر حساسية أي ملف القدس، وهذا يعني أن المواقف عبر البيانات لن تغير شيئا من الواقع، وهذا ما سيكون أيضا في حال الإعلان عن صفقة القرن، بمعزل عن رأي الأوروبيين، الذين لا تأبه واشنطن كثيرا لاعتراضاتهم السياسية.
من المؤسف أن يقال هنا استخلاصا، ان ترامب الذي تجرأ في قرار كما القدس لن يحسب أي حساب لقرار مرتبط مثل الجولان، وسيأخذه آجلا ام عاجلا، وعلينا أن نفكر مطولا في مغزى قرارات إدارة ترامب بشأن القدس والجولان، وإذا ما كانت جزءا من تسويات تدريجية ما قبل صفقة القرن، وتوطئة لها، ولرضى الإسرائيليين أولا.
الغد
من القدس التي اعترف بها عاصمة لإسرائيل، وصولا إلى الجولان وإعلانه نيته الاعتراف بسيطرة إسرائيل عليها، يواصل الرئيس إدارة السياسة الخارجية، ولا كأن أحدا أمامه، هذا فوق ان كل قراراته تخالف القوانين والقرارات الدولية، وهو من هذه الزاوية، لا يعترف أيضا، بقرارات الأمم المتحدة، التي صيغت إثر حرب 1967.
يدخل الرئيس الأميركي على حملة رئيس الحكومة الإسرائيلية، وكأنه أيضا، يدير هذه الحملة، فيقدم القدس، مسبقا لبنيامين نتيناهو، ثم قبل أسابيع من الانتخابات الإسرائيلية، يقدم الجولان على طبق من ذهب، معلنا انه بمثابة طرف في هذه الانتخابات الإسرائيلية، منحازا إلى نتيناهو، في وجه منافسيه في إسرائيل.
إذا كانت القدس تحت الاحتلال، ولا توجد دولة فلسطينية بالمعنى الكامل حتى تطالب بها، فإن حالة الجولان مختلفة تماما، إذ أن الدولة السورية، قائمة، برغم حالة الفوضى التي تعاني منها، وهذا يجعل الحالة مختلفة في بعض تفاصيلها، عن حالة القدس المعلنة عاصمة لدولة غائبة حتى الآن، ولم تقم بشكل رسمي وكامل، على أرض الواقع.
لكن علينا أن نسأل السؤال عما سيفعله السوريون أمام هذه الحالة، وهل سيقبلون هذا الاعتراف الأميركي بالجولان وقد مرت عقود على هذا الاحتلال، ولم تفعل الدولة السورية شيئا، من اجل استعادة الجولان، دون ان ننسى هنا، ان هناك أوراقا كثيرة، اليوم، في يد الدولة السورية، اغلبها يرتبط بوجود جماعات مسلحة، قادرة على الرد عبر جبهة الجولان، وارباك القرار الأميركي المرتقب، مع الاخذ بالبال، حسابات دمشق الإقليمية، وعلاقتها بحزب الله وإيران، وميزان المصالح، الذي قد يولد رد فعل، وقد لا يولده أيضا، خصوصا إذا اكتشفت دمشق ان التعامي عن ملف الجولان، قد يساعدها في تسوية ازمتها العامة!
هذا يعني أن المراهنة على توليد رد فعل من دمشق الرسمية، مراهنة قد تنجح، وقد لا تنجح، لان الدولة السورية أمام أزمات أخطر حاليا، وهي أيضا، جزء من حسابات أوسع في الإقليم قد تدفعها الى التصعيد، أو حتى التعامي عن ورقة الجولان، إذا كان هناك ثمن يرتبط برفع السيف عن عنق الدولة السورية الحالية، وهذا الكلام يجب ان يقال لان الافتراض ان دمشق الرسمية سوف تشعل جبهة الجولان، افراط عاطفي، لا يأخذ في حساباته تعقيدات الوضع السوري على أكثر من مستوى.
معنى الكلام، ان واشنطن لم تعلن نيتها هذه لولا حساباتها العميقة أيضا، بعدم وجود موانع، وربما تستعمل واشنطن هذه الورقة للمقايضة في حسابات الإقليم، وهي حسابات تشمل اطرافا عدة، لكن بالتأكيد -ودون مقايضات أصلا- فإن قدرة السوريين على افشال هذه الخطوة منخفضة للغاية، أمام معاركهم الكثيرة المفتوحة داخل سورية، من جهة، أو في معارك الإقليم التي تمتد عبر العراق إلى إيران، ثم في سورية ولبنان أيضا.
رد فعل الأوروبيين مقدر، الذين رفضوا القرار الأميركي، لكن الأوروبيين أيضا، يأخذون مواقفهم ولا يتبعونها بأي خطوات لمنع إدارة ترمب عن هكذا قرارات، وهذا ما شهدناه في الملف الأكثر حساسية أي ملف القدس، وهذا يعني أن المواقف عبر البيانات لن تغير شيئا من الواقع، وهذا ما سيكون أيضا في حال الإعلان عن صفقة القرن، بمعزل عن رأي الأوروبيين، الذين لا تأبه واشنطن كثيرا لاعتراضاتهم السياسية.
من المؤسف أن يقال هنا استخلاصا، ان ترامب الذي تجرأ في قرار كما القدس لن يحسب أي حساب لقرار مرتبط مثل الجولان، وسيأخذه آجلا ام عاجلا، وعلينا أن نفكر مطولا في مغزى قرارات إدارة ترامب بشأن القدس والجولان، وإذا ما كانت جزءا من تسويات تدريجية ما قبل صفقة القرن، وتوطئة لها، ولرضى الإسرائيليين أولا.
الغد