البطوش يكتب: شباب لا ترهبهم ارستقراطية الفرص المخملية!
د. بسام البطوش
القبة نيوز-في ظل حالة عامة من التركيز على السلبيات، وتجاهل الإيجابيات، والعزوف عن إبراز نقاط القوة، والتنصل من تقديم حلول منطقية، ومقاربات واقعية لمشكلاتنا، وخطوات عملية ومبادرات تطبيقية لمواجهة تحدياتنا، تبرز مساهمة حقيقية واثقة في صناعة المستقبل، ومعالجة الخلل، وبناء الأمل.
بحمد الله، أتيح لي أن أكون جزءاْ من تجربة أردنية واعدة، يجري ترسيخها بثبات وعزم. تحيي الأمل، وتنعش الثقة، وتشد العزيمة. وتشق أمام شبابنا، طريقا آمنا، واضح المعالم، محدد الأهداف والرؤى. إنها جامعة الحسين بن عبدالله الثاني التقنية، إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، حيث تشاد دعائم قوية لمستقبل الأردن، وحيث يجري استثمار ممنهج في ثروة الأردن الحقيقية المتمثلة في الشباب.
تسعى الجامعة بثبات نحو تقديم مساهمة جادة وعملية لإحداث فرق في مسيرة التعليم العالي، عبر ما تقدمه من أنموذج تعليمي تقني متقدم، يسهم في توفير حلول حقيقية على المدى الاستراتيجي، لمشكلاتنا المركبة في بعديها الاقتصادي والاجتماعي، ومواجهة ثنائي الفقر والبطالة، وتقديم ضمانات عملية لتوفير مطالب الراهن والمستقبل التنموية، بالغة التعقيد، في زمن سريع التغير. هاهنا، تكمن أهمية ما يجري في جامعة الحسين التقنية، بعيدا عن الأضواء والادعاء؛ فنحن أمام مسارات متنوعة في التعليم التقني الحقيقي، ومسارات مرنة في بناء قدرات الشباب الأردني، وفتح آفاق الريادة والابتكار أمامهم، وتأهيلهم لدخول المستقبل، والمساهمة الواثقة في بناء الأردن القادم، والانطلاق نحو مستقبل أكثر تقدما وازدهارا وإنتاجا وأمنا واستقرارا.
في هذه اللحظة، تنعقد في جامعة ولي العهد، بالتعاون مع وزارة الاتصالات، دورة تضم حوالي 60 مهندسا أردنيا في تخصصات الاتصالات والحاسوب، مدتها ثلاثة أشهر، سيتبعها كما سبقها سلسلة من الدورات والبرامج. المشاركون في هذه الدورة، بعضهم يحمل درجة البكالوريوس، وبعضهم يدرس في مرحلة الماجستير، وقام بتأجيل دراسته للالتحاق بها! الأغلبية شابات أردنيات جئن من المحافظات، تخرجن في الجامعات الأردنية منذ سنوات، ولم يعثرن على فرصة عمل حقيقية في تخصصاتهن.
في الأسبوع الماضي أتيح لي حضور جلسة نقاش موسعة عقدت في حرم الجامعة، ضمت المشاركين في الدورة، وعدد من رجال الأعمال، وممثلي الشركات العاملة، في قطاعي الاتصالات والحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، جرى حوار يشرح القلب، ويثلج الصدر، أوضح فيه الشباب ما تحصّلوا عليه فيما مضى من عمر الدورة، من إعادة بناء لمهاراتهم التقنية في شبكات الحاسوب، والبرمجة، والأمن السيبراني، وفي مجال مهارات الحياة، وبناء القدرات الشخصية، و اللغة الإنجليزية. وتحدث ممثلوا قطاع الأعمال عن احتياجات سوق العمل، مؤكدين توفر فرص عمل واعدة في قطاع الحاسوب والمعلوماتية، لمن تتوفر لديهم الكفايات والقدرات المطلوبة لإشغال هذه الوظائف.
إذا نحن أمام حقيقة أن الفرص متوفرة في هذا القطاع، لكن التأهيل غير متوفر! إذا، فلماذا لا نعمل على خلق تعليم بمعايير جديدة، يؤهل الشباب قبل تخرجهم للحصول على عمل، ولنعمل بموازاة ذلك، في مشروع وطني كبير على إعادة بناء قدرات وكفايات الخريجين السابقين لتأهيلهم للمزاحمة في سوق العمل. المهمة نبيلة وصعبة، لكنها تستحق المثابرة والنضال من أجلها، لأنها أداتنا الأقوى لتعزيز فرص الحياة الكريمة أمام أجيالنا.
القادمون من محافظات الأردن وقراه وبواديه ومخيماته، نقرا في وجوههم وعيونهم وكلماتهم، ما يتيح لنا قراءة هموم شباب الوطن، وما يواجهونه من تحديات، كما يتيح قراءة شمس الأردن على قسماتهم، ومستقبل الأردن في عيونهم. هم شباب لم تتح لهم قسوة الظروف واختلالات التنمية، في الأطراف، نيل مستوى عادل من الفرص، لكنهم يصرون على قرع أبواب المستقبل والحياة، عبر التقاط المتاح من المبادرات والبرامج لإعادة بناء الذات والقدرات والكفايات والمهارات. قرأت في كلام عدد من الشباب ضمن هذه الكوكبة، رسالة هامة بأن شباب المحافظات، وهم يبحثون عن الأمل، لا ترهبهم ارستقراطية الفرص المخملية المتاحة لأبناء الذوات، فثقتهم ببلدهم وبذواتهم وبقدراتهم، وما أتاحته لهم مبادرات ولي العهد وجامعته، من فرصة حقيقية، تغنيهم عن الارتهان للإحباط والقنوط، وتفتح لهم نافذة للأمل.
الجميل أن هكذا برامج ومبادرات تجري بدون ضجيج، وتسري بهدوء وسلاسة في شرايين الوطن، في حين يتواصل العزف على وتر الإحباط في الفضاء العام !! وأخيراْ، فلنتذكر أنه في اللحظة التي ولدت فيها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، ولدت جامعة ولي العهد، لتجسد مشروعا وطنيا واعدا لخدمة الشباب الأردني، وللمساهمة في صناعة المستقبل.
* عميد شؤون الطلبة في جامعة الحسين بن عبدالله الثاني التقنية.
بحمد الله، أتيح لي أن أكون جزءاْ من تجربة أردنية واعدة، يجري ترسيخها بثبات وعزم. تحيي الأمل، وتنعش الثقة، وتشد العزيمة. وتشق أمام شبابنا، طريقا آمنا، واضح المعالم، محدد الأهداف والرؤى. إنها جامعة الحسين بن عبدالله الثاني التقنية، إحدى مبادرات مؤسسة ولي العهد، حيث تشاد دعائم قوية لمستقبل الأردن، وحيث يجري استثمار ممنهج في ثروة الأردن الحقيقية المتمثلة في الشباب.
تسعى الجامعة بثبات نحو تقديم مساهمة جادة وعملية لإحداث فرق في مسيرة التعليم العالي، عبر ما تقدمه من أنموذج تعليمي تقني متقدم، يسهم في توفير حلول حقيقية على المدى الاستراتيجي، لمشكلاتنا المركبة في بعديها الاقتصادي والاجتماعي، ومواجهة ثنائي الفقر والبطالة، وتقديم ضمانات عملية لتوفير مطالب الراهن والمستقبل التنموية، بالغة التعقيد، في زمن سريع التغير. هاهنا، تكمن أهمية ما يجري في جامعة الحسين التقنية، بعيدا عن الأضواء والادعاء؛ فنحن أمام مسارات متنوعة في التعليم التقني الحقيقي، ومسارات مرنة في بناء قدرات الشباب الأردني، وفتح آفاق الريادة والابتكار أمامهم، وتأهيلهم لدخول المستقبل، والمساهمة الواثقة في بناء الأردن القادم، والانطلاق نحو مستقبل أكثر تقدما وازدهارا وإنتاجا وأمنا واستقرارا.
في هذه اللحظة، تنعقد في جامعة ولي العهد، بالتعاون مع وزارة الاتصالات، دورة تضم حوالي 60 مهندسا أردنيا في تخصصات الاتصالات والحاسوب، مدتها ثلاثة أشهر، سيتبعها كما سبقها سلسلة من الدورات والبرامج. المشاركون في هذه الدورة، بعضهم يحمل درجة البكالوريوس، وبعضهم يدرس في مرحلة الماجستير، وقام بتأجيل دراسته للالتحاق بها! الأغلبية شابات أردنيات جئن من المحافظات، تخرجن في الجامعات الأردنية منذ سنوات، ولم يعثرن على فرصة عمل حقيقية في تخصصاتهن.
في الأسبوع الماضي أتيح لي حضور جلسة نقاش موسعة عقدت في حرم الجامعة، ضمت المشاركين في الدورة، وعدد من رجال الأعمال، وممثلي الشركات العاملة، في قطاعي الاتصالات والحاسوب وتكنولوجيا المعلومات، جرى حوار يشرح القلب، ويثلج الصدر، أوضح فيه الشباب ما تحصّلوا عليه فيما مضى من عمر الدورة، من إعادة بناء لمهاراتهم التقنية في شبكات الحاسوب، والبرمجة، والأمن السيبراني، وفي مجال مهارات الحياة، وبناء القدرات الشخصية، و اللغة الإنجليزية. وتحدث ممثلوا قطاع الأعمال عن احتياجات سوق العمل، مؤكدين توفر فرص عمل واعدة في قطاع الحاسوب والمعلوماتية، لمن تتوفر لديهم الكفايات والقدرات المطلوبة لإشغال هذه الوظائف.
إذا نحن أمام حقيقة أن الفرص متوفرة في هذا القطاع، لكن التأهيل غير متوفر! إذا، فلماذا لا نعمل على خلق تعليم بمعايير جديدة، يؤهل الشباب قبل تخرجهم للحصول على عمل، ولنعمل بموازاة ذلك، في مشروع وطني كبير على إعادة بناء قدرات وكفايات الخريجين السابقين لتأهيلهم للمزاحمة في سوق العمل. المهمة نبيلة وصعبة، لكنها تستحق المثابرة والنضال من أجلها، لأنها أداتنا الأقوى لتعزيز فرص الحياة الكريمة أمام أجيالنا.
القادمون من محافظات الأردن وقراه وبواديه ومخيماته، نقرا في وجوههم وعيونهم وكلماتهم، ما يتيح لنا قراءة هموم شباب الوطن، وما يواجهونه من تحديات، كما يتيح قراءة شمس الأردن على قسماتهم، ومستقبل الأردن في عيونهم. هم شباب لم تتح لهم قسوة الظروف واختلالات التنمية، في الأطراف، نيل مستوى عادل من الفرص، لكنهم يصرون على قرع أبواب المستقبل والحياة، عبر التقاط المتاح من المبادرات والبرامج لإعادة بناء الذات والقدرات والكفايات والمهارات. قرأت في كلام عدد من الشباب ضمن هذه الكوكبة، رسالة هامة بأن شباب المحافظات، وهم يبحثون عن الأمل، لا ترهبهم ارستقراطية الفرص المخملية المتاحة لأبناء الذوات، فثقتهم ببلدهم وبذواتهم وبقدراتهم، وما أتاحته لهم مبادرات ولي العهد وجامعته، من فرصة حقيقية، تغنيهم عن الارتهان للإحباط والقنوط، وتفتح لهم نافذة للأمل.
الجميل أن هكذا برامج ومبادرات تجري بدون ضجيج، وتسري بهدوء وسلاسة في شرايين الوطن، في حين يتواصل العزف على وتر الإحباط في الفضاء العام !! وأخيراْ، فلنتذكر أنه في اللحظة التي ولدت فيها الاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية، ولدت جامعة ولي العهد، لتجسد مشروعا وطنيا واعدا لخدمة الشباب الأردني، وللمساهمة في صناعة المستقبل.
* عميد شؤون الطلبة في جامعة الحسين بن عبدالله الثاني التقنية.