facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

ماذا يخفي الملك عن الشعب؟

ماذا يخفي الملك عن الشعب؟

أ. د. محمد الفرجات

القبة نيوز-ملك وريث عرش هاشمي أبا عن جد، وحفيد رسول الأمة، لا أظنه يسكت ويكتفي بتغريدات تويتر لا تصل إلا لإثنين بالمئة من شعبه، على إعتبار أن التويتر للطبقة البرجوازية وبجانبهم الحاكمة فقط.


الخطاب الملكي نهج الهاشميين منذ الثورة مرورا بالتأسيس إلى الدسترة فبناء النهضة، وحتى عبدالله الثاني إبن الحسين نهج مخاطبة شعبه وجيشه، وكاشفهم وصارحهم.

الكثيرون من عشاق الخطاب الملكي، ومنهم الأجداد والآباء ممن إعتادوا سماع الخطاب الملكي، على المذياع وعلى شاشات التلفزيون، في المدن والقرى والبوادي والأرياف والمخيمات، في المصانع والحقول والميدان، وحتى الشباب عبر السوشيال ميديا الفيسبوكي، كلهم يتساءلون عن سبب إكتفاء الملك بالتويتر لمخاطبة شعبه بجمل قصيرة، ويأتي ذلك في ظروف نفسية صعبة، يحتاج فيها الإبن سماع دوي أبيه في أركان البيت، فيتعدل الوضع أيا كان معوجا، ويقوم أيا كان يحتاج تقويما.

ما الذي يمنع الملك عن خطابه الذي إعتدنا عليه منه ومن آبائه الميامين الكرام؟

رئيس الوزراء المغربي السابق تحدث عن تحدي دولي وضغوطات يواجهها الملك، ومر تصريحه مرور الكرام وهوجم أحيانا كثيرة عبر إخباريات السوشيال ميديا في خضم الوضع النفسي القلق الذي يعيشه الشعب بسبب الأزمة الإقتصادية التي تعصف وتهز أركانه.

التحديات والضغوطات التي تواجه الملك هي تضييقات دولية غير معلنة، تهدف لتمرير صفقة القرن، وبالمقابل طي ملف القضية الفلسطينية، ليكتب على جيلنا في كتب التاريخ بأننا بعنا وهودنا قبة الصخرة وفلسطين، وهذا ما لا يريده الملك، ويناور بتكتيك سياسي ذكي ضده.

المعادلة تشير إلى رخاء إقتصادي غير مسبوق مقابل التخلي عن فلسطين، أو أزمة إقتصادية خانقة مستمرة تترجم على شكل أعراض يعرفها الجميع من فقر وبطالة في كل بيت.

الملك إكتفى بالإشارة إلى هذه التحديات والضغوطات في جولاته على المحافظات، ولقاءاته مع أبناء الوطن في ديوانه.

مشروع الملك النهضوي دولة الإنتاج الذي جاء بحكومة الرزاز لترسي دعائمه أصبح في مهب الريح، وهو الذي إستخلصه الملك من أوراقه النقاشية، ويرسم مستقبل البلاد السياسي والإقتصادي، ونخشى أن يذهب مع الرزاز، حيث لن يصلح بتقليدنا وعرفنا للأسف ليأتي مع الحكومة اللاحقة، حيث لم نعتد على عبور مشاريع الدولة من حكومة لأخرى، ونفرح لذلك بينما هو سبب بلائنا في الواقع.

هنا تتغير المعادلة لتقول: نحن لا نقبل صفقة القرن، ويضيع مشروعنا الذي يرسم مستقبلنا مع الحكومة التي صارت في مهب الريح... وسيزداد التضييق علينا دوليا بينما لا نسمح لأنفسنا بأن ننهض وطنيا.

هنا يأتي دور الملك بمكاشفة ومصارحة الشعب بهذه التحديات، ووضع خطة عمل وطنية مستسقاة من مشروعه النهضوي، لتقويم وإستقامة أمرنا، وإلا فإن حالة وفجوة اللاثقة تنتقل من بين المواطن والحكومة، إلى ما بين المواطن والقيادة، الأمر الذي لا نريده تحت أي ظرف.
 
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )