facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الملك في العراق

الملك في العراق

القبة نيوز-زيارة مهمة للعراق، قام بها جلالة الملك عبدالله الثاني، وهي زيارة محورية في لحظة أردنية ليست بالسهلة داخلياً بفعل الوضع الاقتصادي، لكنها زيارة توكيد على أن الأردن يسعى لفتح ملفات جديدة، ويتجه لمقاربة جديدة في علاقاته الخارجية، التي يعتبر ملف العراق جزئاً أساسياً؛ فيها لارتباط العراق بمعادلة الأمن الاقتصادي والاجتماعي بالإضافة لما يقدمه الأردن للعراق من فرص اقتصادية ذات أبعاد جديرة بعناية العراقيين. زيارة الملك لم تكن اقتصادية وحسب، بل التقى فيها أقطاب السلطة العراقية، وفقاً للراهن العراقي، ممثلاً برئاسته ورئيس الوزراء وقادة المرجعيات الدينية والقوى السياسية الفاعلة ورئيس مجلس النواب. وتتمثل فرص الاقتصاد الاردني في انبوب النفط العراقي البصرة- العقبة، واقامة المنطقة الحرة، وتأهيل الطريق البري بين البلدين، وملف الديون المستحقة للأردن، وهو ما أكدته المباحثات الأردنية التي ترأسها الملك عبدالله مع رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي. في اللقاء الملكي أيضا مع الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي ورئيس تيار الإصلاح والإعمار عمار الحكيم هناك تأكيد على العلاقات التاريخية، بين البلدين، وثمة تقدير عراقي للزيارة الملكية التي وصفت بأنها تاريخية «ومشهود لها عند العراقيين»، وهي تأتي في ظل ندرة الزيارات العربية على مستوى القادة للعراق، وكل هذا الجفاء للعراق للأسف او عدم التفاعل معه ايجاباً، يحدث في ظل مقولة الكثيرين بضرروة عدم السماح لايران بالتوغل فيه. نعم الملك عبدالله الثاني أول من حذر من تمدد إيراني في المنطقة، ولكنه لا يحتجب عن أداء دور تاريخي مع العراق شعبا ونخبة سياسية ومكونات دينية، فالأردن قدم الكثير لأجل العراق، والعراق لم يقصر أيضا في دعم الأردن في مسألة النفط. العراق الجديد اليوم مختلف عن العراق ما قبل 2004، والاردن حكومة وشعبا يعي هذا التغيير. والانطلاق اليوم في العلاقات المصلحية على مستوى الوطن، يمضي بحسابات المصلحة الوطنية المشتركة وبما ينسجم وتحولات الإقليم والصراعات القومية فيه. لا يمكن أردنيا، الدفاع عن العراق دون الدفاع عن مصالح الأردن فيه، وقد مهدت زيارة دولة الدكتور عمر الرزاز، قبل أسبوعين، للزيارة الملكية بشكل إيجابي مما أسهم في منح الأردن أفضلية في أسعار النفط، ولاحقا منح المقاول الاردني معاملة مساوية لمعاملة المقاول العراقي، وهناك سوق عراقي كبير يحتاجه الأردن وسيكون منفذاً لانعاش الاقتصاد الأردني.  ختاماً، لا يريد الأردن منافسة أحد في العراق على فرص الإعمار والاقتصاد فيه، لكن للتاريخ قصته الخاصة بين  العراق، وبين الأردن وشعبه الذي قدم كل ما بوسعه يوم كان العراق تحت الحصار.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )