القبة نيوز-في قلب العاصمة الفرنسية , وبعد ستة أسابيع من الاحتجاجات وأعمال الشغب والنهب للمحال التجارية وإضرام النار فيها , وتكسير بعض السيارات في شارع الشانزليزيه . لم تنتهي بعد هذه الأزمة الفرنسية , بالرغم من تلبية بعض المطالب للمحتجين مثل العدول عن رفع أسعار المحروقات , وزيادة الحد الأدنى للأجور ما مقداره 100 يورو .

أصحاب الستر الصفراء كما يسمّون أنفسهم , لهم مطالب كثيرة قد تصل للعشرات . ولا أُخفي عليكم , فقد اختلط عليّ الأمر حينما تتبعت مطالبهم . فللوهلة الأولى ظننتها مطالب الشارع الأردني ! ومن أهم هذه المطالب إعادة النظر في عدة قضايا مثل (الإسكان والتعليم والضرائب والتأمين الصحي والعدالة في الرواتب وقوانين الانتخابات ).

بالمقابل وفي الشارع الأردني وبالرغم من تحفظي على البعض في طريقة احتجاجهم وهم قلة , وربما يكون هدفهم الإساءة للحراكيين , إلا أن طُرق الاحتجاجات في الشارع الأردني وبشكل عام كانت أكثر رُقياً عما هي عليه في الشانزليزيه . لذلك أقول : ألا يستحق هذا الشعب الراقي بأن تُلبى له بضعة مطالب , ولن أقول بضعة عشرات كما هو عند الفرنسيين . فمطالبهم متواضعة جداً , فهي تتراوح بين مكافحة الفساد والابتعاد عن جيوب أصحاب الدخل المحدود . فهم لا يريدون مناصب , ولا رواتب فلكية , ولا شيخوخة مبكرة . ببساطة أنهم يريدون العيش بأمان , وبدون خوف مما تبقى لهم من أيام الشهر لغاية استلام الراتب .  هل وصلت لكم الفكرة يا أصحاب الأقلام الصفراء ؟ تخلّوا عن الحبر الأصفر واستبدلوه بحبر الشعب . فإن لونه ثابت لا يتغير .