القبة نيوز- لا أحب مذاق القهوة الحلوة مطلقا، لكن تتملكني رغبة شديدة بانتزاع جرعة صغيرة من فنجان قهوة بحلاوة كثيفة، تمر مرورا نبيلا على براعم لساني، فقد سئمت لذعة المرارة في فناجين هذه السنة.

سنة ثقيلة، لا أريد مما تتبقى منها إلا عرق ياسمين ونجمة خضراء أقلبها بين كفيّ. وقصيدة تحبس أنفاسي وتصعد معها روحي إلى صفحة السماء وأقول لنفسي يا ليتني كنت صاحبتها فأفوز فوزا عظيما! وأريد أن أستمع إلى صدى صوت معلمة اللغة العربية في الصف العاشر، وهي تقرأ علينا أبيات أوس بن حجر بلفظ واحد وبصوت حاد:

"وَبِاللاتِ وَالعُزّى وَمَن دانَ دَينَها وَبِاللَهِ إِنَّ اللَهَ مِنهُنَّ أَكبَرُ"

أذكر أن سكونا أشبه بالموت حل على الطالبات بعدما انتهت المعلمة من القراءة حينها. أما أنا، فقد تحرك شيء في داخلي بدّد ذلك السكون ولا يزال يبدد قتام الحياة كلما قرأتها لنفسي.

وأريد مطراً ناعما يهمي على شَعري ولا تغضب منه أناقتي. ولتكتمل الأحلام، أريد ذراعين أغيب بينهما وقلباً أشتهي فيه النعاس وأمسح ضعفي ثم أنام... أريد أن أنام!