facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

الفاجعة الوطنية والخميس الأسود الحزين

الفاجعة الوطنية والخميس الأسود الحزين

القبة نيوز-داهمت السيول الجارفة مجموعة من الطلبة والمواطنين في أول شتوة في منطقة زرقاء – ماعين بالبحر الميت ما أدّى لاستشهاد 21 طالباً ومواطناً وخلّف 37 مصاباً، وهذه فعلاً كارثة لا بل فاجعة وطنية يجب أن لا تمر دون محاسبة كل مقصّر وإيقاع أقسى العقوبات بحقّهم، فهذا النوع من المغامرات غير المحسوبة والتي تؤدي للقضاء على حياة طلبة بعمر الورد يجب أن يُوقف مسلسلها في كل القطاعات من خلال تطبيق القانون والالتزام بالأنظمة والتعليمات دون مواربة.  عزاؤنا للوطن الأشم باستشهاد هذه الثلة من مواكب الشهداء الشباب، وعزاؤنا للأهل الأعزاء والذين نشاطرهم المصاب، فالرحمة لأرواح شهداء الرحلات غير الملتزمة بالتعليمات، وأمنياتنا للمصابين بالشفاء العاجل.  وزارة التربية والتعليم تقول بأن المصيبة وقعت كنتيجة لتغيير مسار رحلة الطلبة من الأزرق للبحر الميت –وإن كان يدخل في ذلك مسألة القضاء والقدر-، وإن كان ذلك صحيحاً ففي ذلك مخالفة صريحة من منظمي الرحلة، بالرغم من كل التحذيرات برداءة الأحوال الجوية في منطقة البحر الميت في أول شتوة في هذا الموسم! والمدرسة تقول بأن طلب التصريح كان لوادي الأزرق بالبحر الميت لغايات أن يتعلّم الطلبة الاستكشاف والمغامرة، وأنّى كان المخطىء في ذلك فكانت هنالك تحذيرات مسبقة لدائرة الأرصاد الجوية برداءة الطقس وتوقّع الأمطار الغزيرة، فكيف يتم السماح للطلبة بالرحلات في وقتها؟ رغم أن موافقة وزارة التربية والتعليم من خلال مديرية التربية على الرحلة كانت مشروطة بتطبيق تعليمات الرحلات المدرسية بعدم الاقتراب من السيول والمناطق الخطرة، إلّا أن هنالك مخالفات صريحة بعدم الالتزام من قبل منظمي  الرحلة ليحدث ما كان.  الكل يُجمع بأن هنالك مسؤوليات قانونية وأخلاقية وأدبية ومهنية وإدارية كتبعات لهذه الحادثة، ويجب أن لا تمر مرور الكرام، فسيادة القانون هي الفيصل في المساءلة لكل جهة وثقتنا كبيرة بجهاتنا القضائية لإحقاق الحق في ذلك. علينا الاتّعاض من الدروس المستفادة من هذه الكارثة لمحاسبة كل مقصّر –ولو بأثر رجعي- وفق القوانين المرعية، وضرورة أن يتم فتح تحقيق موسّع ليشمل كل الأطراف ومساءلتهم، وضرورة تطبيق التعليمات والأنظمة والقوانين بحذافيرها، فمطلوب فوراً محاسبة كل مقصّر. بالمقابل هنالك جهود كبيرة ومضنية وتشاركية وفزعة وطن مشكورة وفي ميزان وطنيتهم بذلتها الأجهزة المعنية وبمتابعة مباشرة من جلالة الملك حفظه الله وزيارة ميدانية من قبل دولة رئيس الوزراء، وهذه الأجهزة تحديداً في القوات المسلحة والدفاع المدني والدرك والأمن العام وسلاح الجو والأجهزة الأمنية ووزارات الداخلية والصحة والبلديات والأشغال العامة والتربية والتعليم والمركز الوطني للأزمات وشركة البوتاس ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون وبترا والأرصاد الجوية، إذ شارك ما يقارب من ألفي مشارك بعمليات الإنقاذ والإسعاف والطوارىء وغيرها، كما لا ننسى دور المواطنين الشرفاء من الأردنيين الذين ساهموا في عمليات البحث والإنقاذ، فدورهم جميعاً يرفع الرأس. ظاهرة تنصّل البعض من المسؤولية كانت واضحة من خلال إطلاق تصريحات وهذه الثقافة للأسف تؤدي لضياع الحقوق والواجبات، ولذلك نحتاج لجرأة مسؤول ليتحمل المسؤولية الأدبية والأخلاقية على الأقل إن لم تكن القانونية أيضاً؟ فالاعتراف بالخطأ للمسؤول شجاعة أدبية تؤدي لاحترام الناس له جميعاً. نحتاج لثقافة الإنذار المبكّر ليتم إعلام كل الجهات المعنية بخطورة الرحلات المدرسية إلى بعض المناطق في حال رداءة الأحوال الجوية لتصل المعلومة لشرطي السير على الطرق على سبيل المثال ليمنع باص المدرسة من الذهاب للبحر الميت حتى ولو كان تصريحه نافذاً، ونحتاج لدراسات جيولوجية لتدفق المياه السطحية لكل مشاريعنا لتجنب الكوارث المستقبلية، ونحتاج للتنسيق للكوارث الطبيعية وإدارة الأزمات من خلال المركز الوطني لإدارة الأزمات، ونحتاج لحالة وعي من كل الناس المجتمع والأهل وأجهزة الدولة لقرارات تهم مصلحة أبنائنا والحفاظ على حياتهم. بصراحة، خسرنا شباباً بعمر الورد هم مستقبل هذا الوطن، ونواسي آباءهم المكلومين وأمهاتهم الثكالى، وندعو بالشفاء للمصابين، لكننا نتطلع لتكون هذه الحادثة الأليمة درساً لكل المقصّرين من خلال إيقاع أقسى العقوبات وتطبيق القانون عليهم، فلقد حان الوقت ليحاسب المقصرون ويكافأ المخلصون، ونتطلع أيضاً لإدارة أزماتنا بشكل تكاملي وتنسيقي أفضل.

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير