الصحفي احمد دحموس

القبة نيوز-الانسان بحاجة الى الديمقراطية ليمارسها على ارض الواقع مع نفسه ومع الآخرين وبشكل متوازٍ وهي التي تقود الى فتح بوابات الحرية وهي افضل وابرز انماط الحكم للشعب ولكن ذلك لا يتم بسهولة ابداً لأن الافكار والآراء تأتي دائماً متباينة ومتعارضة في كيفية استعمالها. والعقل والمنطق يقولان ان الديمقراطية هي التي تدعم الاقتصاد وتساهم في نموه وتحتاج الديمقراطية الى قوانين توافقية بين غالبية شرائح المجتمع لتخدم الجميع ليأخذ الاقتصاد دوره في رفع مستوى معيشة الفرد.

وحاجة المواطن الى رغيف الخبز لا تقل اهمية عن حاجته للديمقراطية فكلاهما يشكلان التوازن والتلاؤم والتناغم، فإن فقد او اضاع الانسان ايا منهما فالخلل يقع والمصاعب تزداد والاحباط يأخذ مكانه في النفوس وفي افراد المجتمع. التغيير يأتي في صور عديدة منها الدعوات الى الاصلاح وان لم يحدث من السلطات الحاكمة فإن الطريق الذي يحقق ذلك يبدأ بالحوار وان لم ينجح فالاعتصام والتظاهر والاحتجاج بالاسلوب السلمي هو الذي يجعل الآذان تسمع والعيون تشاهد والعقول تفكر.

الازمات التي تصيب المجتمع احد مصادرها عدم سيادة القانون على الجميع والذي يفتح الابواب على مصاريعها لانتشار الفساد بأشكاله وانواعه واصنافه وتزول مؤشرات الديمقراطية ورغيف الخبز الاقتصادي والاجتماعي للأفراد جميعاً. الآراء والافكار حول الديمقراطية والاقتصاد وان كانت عند البعض تبدو مختلطة الا ان تحقيقهما كهدفين رئيسيين يدفعان المجتمع الى رفع المعاناة عن افراده، فليس بالامكان تفضيل الديمقراطية على الاقتصاد او العكس، وليس احدهما اكثر أهمية من الآخر.

فرغيف الخبز يحتاجه الفرد واسرته ومجتمعه لينمو ويعيش بكرامته وكذلك الديمقراطية يحتاجها الفرد واسرته ومجتمعه ليتعامل من خلالها مع الآخرين فالجميع يكونون المجتمع. ولا تأتي الثورات الحقيقية الا من نبض المواطن المقهور والمظلوم ومسلوب الارادة وجوعه وقمعه وان جاءت تحت مسميات عصرية كالاصلاحات او التغيير او ما الصقوا بها من عبارات كثورات الربيع التي تفتقد الى روح ثورات الشعوب التي لا تنبض «ارواح» الانظمة الحاكمة الا بالاعتماد على الآخرين الذين يمكنهم توفير الديمقراطية ورغيف الخبز لهم.