حُرّاس الفحيص، حرّاس الوطن !
د. نضال القطامين
القبة نيوز-يقفون على الأسوار وعلى الطرقات، مثلما تقف الأسود، يضفوا على الليالي العتيقة مسحة أمن ويد قوية ترد كيد المرجفين إلى نحورهم، ويهتفوا وهم على النواصي وأكتاف الطرقات: لن يمرَّ الهمج، ولا مغسولو الأدمغة، ولا كلّ أولئك الذين يرون الدين قتلاً والجنة تحت دماء المسلمين.
في كل حين، سيمتطي الفرسان صهوات جيادهم بصمت، ويجرّدون أسلحتهم على نحور الهمج ورؤوس الفتنة فيهم، وينشدون دون ضجيج نشيد أجدادهم على أسوار القدس حين كانوا يغنّوا، لن يمرّوا....
سيبقى الأردن باب مفتوح للجميع، المهاجرين واللاجئين والباحثين عن الأمن والطعام والرزق، وهو عروبي النشأة والتأسيس، إنساني الدور والوظيفة والواجب، وتبعا لذلك، فسيبقى الأمن خط مهم لا يمكن تجاوزه، ولقد اضطلعت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة بأدوار بطولة ومجد في العمليات الوقائية الاستباقية التي كشفت عن خطط إجرامية تهدف الى النيل من هذا الوطن ومواقفه الخالدة، وتنفّذ أفكاراً سوداء ترعرعت في رؤوس الفتنة أعداء الدين والانسانية والسلام، وستبقى بطولاتهم أوسمة ونياشين، وسترفع القبعات احتراماً لكل الفرسان؛ للجيش وللأمن وللدرك، وللمخابرات العامة خط الدفاع الصلب للوطن في الداخل والخارج.
مواقف البطولة الخالدة ، رماحٌ في أعناق رؤوس الفتن، وسيوفٌ على نحورهم، وشهداء هذا الوطن وجنوده، هم صفوة النخبة، وهم الذين لهم علينا واجب الإمتنان والشكر والوفاء، ولهم كذلك واجب لفظ كل الهمج الذين يتخذون الدين ستارا يخفون به إجرامهم، وتجفيف المنابع التي يستقي منها هؤلاء المغرر بهم فكرهم ورؤيتهم القاصرة.
يتوسد علي قوقزة بندقيته ويغفو، هذه الأرض التي تنام فيها أيها البطل، هي ذاتها التي يأوي اليها الشهداء، وهي ذاتها التي تخرج القمح، خبزا لنا وحياة، وسيبقى هذا الوطن يحمل رسالته الخالدة في الوحدة والحرية، وفي الدفاع عن السلام، وبينما تغفو مشفوعاً برحمة ربك ودعاء الأردنيين، يرقد بقية الأبطال على أسرّة الشفاء؛ ليعودوا للميدان يكملون رسالة جهازهم ورسالة وطنهم.
لن تغيب يا علي، انت هناك في الارض وفي فؤاد الوطن، ستشاهد الربيع يكسي سهول القرية، وقلوب الأحبة، والميادين، وستكون مع الرفاق في الرياضة الصباحية وفي اعتمار الخوذة 'طرقتين'، حين ينادي الوطن..
على منكبي الطريق الذي يصل الوطن بقبرك، سيمشي أهلك وأصدقاؤك كأنما يزفوا عريسا....على منكبي الطريق، تغلي المراجل والدموع في وجه الرفاق وفي مشهد الوداع، ولك يهتفون صامتين...لن يمرّوا مادامت روحك فينا...
في القلب حزنٌ عليك يا زين الشهداء، وما زالت الأمهات يواظبن على انجاب الشهداء، أكرمنا جميعا، تحتجب شمسك، لكنها تشرق على أنحاء الوطن، تنام في تراب الارض الذي ينبت الورد، لكن روحك ستبقى في الميدان، تمشي في الطابور وتناور وتستريح، ثم تعود الى السرية، وفي خطاك بعضٌ من نشيد حبيب الزيودي الى 'وصفي':
نادى النشامى يربعي حذركو تهونوا.... الخيل لن حمحمت ننزف لها نزفي.
واقول لليسألوا هاظ الشبل منا..... يوم(ن) دنت ساعته ما خيب الظنِ .
يا مغلين أرضنا و مرخصن دمك..... السنديان استند على جبالنا يضمك.
الموت لاجل الوطن ما يهمنا .....وحنا من يومنا يا وطن نعاهد و نوفي.