معالي عقل بلتاجي "شعلة"مھرجان جرش
- تاريخ النشر : 2018-07-20 19:14:46 -
أسعد العزوني
القبة نيوز - بالأمس حضرت حفل إفتتاح مھرجان جرش في دورتھ ال 33 تحت عنوان"الكرامة"،والذي جاء بعد نسخة العام الماضي بعنوان "القدس"،وللتسمیة معنى ومغزى كبیرین بطبیعة الحال،وبعد إلقاء كلمات افتتاح البروتوكولیة المعتادة في ھكذا مناسبات ،من قبل مندوبة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسین /وزیر السیاحة معالي السیدة لینا عناب،ومعالي رجل الدولة المخلص للعرش الھاشمي ،الرجل الأول الذي یتربع على عرش المھرجان العقل عقل بلتاجي ،أوقدت الوزیرة شعلة المھرجان إیذانا ببدء الفعالیات رسمیا.
عند المغادرة كانت ھناك شعلة متوھجة أخرى بحب الأردن وقیادتھ الھاشمیة تلقفتھا وسائل الإعلام المحلیة والعربیة والدولیة المرابطة على الباب،وھي بطبیعة الحال رجل الدولة المخضرم اللیث أبو اللیث معالي عقل بلتاجي،صاحب الباع والذراع في الترویج للأردن وإعطاء الصورة الصحیحة عنھ وعن قیادتھ الھاشمیة بكل ثقة وإقتدار ،دون أن یرف لھ جفن خوفا أوترددا أو نفاقا،فواثق الخطوة یمشي ملكا ،وھنا نقول أن واثق الفكرة یتحدث دررا.
تعرفت على الرجل مذ كنت صحفیا في جریدة العرب الیوم المغدورة بمناسبة إستقبالھ لوزیر السیاحة الفلسطیني في تلك الفترة بفندق الریجنسي،ولأنني كنت أرغب بإجراء حوار مع الوزیر الفلسطیني ،حدث لغط بیني وبین أحد الأشخاص الذي لم یكن فاھما لدرسھ كمسؤول وتبین لي انھ مسؤول العلاقات الخارجیة في وزارة السیاحة ،وأثناء ذلك ظھر على الفور أبو اللیث وسأل عن سبب المشادة فأخبرتھ بالأمر ،وعندھا أسمع المسؤول كلاما یستحقھ ،وامسك بیدي وأدخلني إلى حیث یجلس الوزیر الفلسطیني وقال لھ انني أرغب بإجراء حوار معھ الآن .
أجریت الحوار وطلبت من مصوري المغادرة لكن العقل عقل بلتاجي كان یترصدني ،فقبل أن أصل إلى الباب فوجئت بھ یمسك بیدي ویقول :وین رایح؟فأجبتھ انني أنھیت المقابلة وعليّ الإنصراف ،لكنھ حلف با ثلاثا أنني لن أغادر قبل تناول العشاء،فقلت لھ مستحیل ،لكنھ قال :لا تفكر ان الخروج من الحمام مثل دخولھ ،وظل ممسكا بیدي وأدخلني عنوة إلى صالة العشاء وأصر على جلوسي بجانبھ مع انھ یستقبل وزیرا.
كان أبو اللیث حریصا على وضع ما لذ وطاب أمامي ،علاوة على انھ كان یستشھد بي عندما یروي قصة ذات مغزى أونكتة تتناسب مع روحھ المرحة الخالیة من عقد النقص والمنسوب العالي من الأنا،وكان بذلك یحاول تخفیف التوتر عندي بسبب موقف مسؤول العلاقات الخارجیة الذي لم یكن حصیفا بما یكفي. بعد تناول العشاء غادرت المكان ولم تنشأ بعدھا علاقة "بیزنس"بیني وبین اللیث أبو بعید قائمة على الإحترام والتقدیر المتبادلین.
اللیث كما یفعل البعض،لكن موقف الرجل ترك بصمة في نفسي،ونشأت علاقة من مرة كان معالي أبو اللیث یرافق رئیس إحدى الدول في زیارتھ للأردن ،وأثناء لقائھ بالصحفیین بدأ یسھب في الحدیث عن بلاده،لكن العقل عقل بلتاجي وبطریقة ساحرة تنم عن إقتدار وتمكن وموھبة لا تجارى ،أوحى لھ دون ان یشعر انھ في الأردن ،وبرمشة عین تحول الرئیس لمدیح الظل العالي في الأردن وقیادتھ الھاشمیة ،وكال مدیحا ما بعده مدیح لجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسین .
بالأمس أذھلني ھذا العقل المخضرم وانا أستمع إلیھ وھو یتحدث لوسائل الإعلام عن مھرجان جرش للثقافة والفنون ،وكیف حول المناسبة للحدیث عن الأردن وقیادتھ الھاشمیة ،وماذا یعني إطلاق إسم القدس على نسخة العام الماضي منھ ،وإسم الكرامة على نسخة العام الحالي ،وكان تحلیلا مقنعا.
إستعرض العقل عقل بلتاجي تاریخ الأردن وربط بكل الإقتداء الماضي بالحاضر بالمستقبل،وإستحضر مستنطقا حجارة وأعمدة جرش ،وجعلھا تتحدث عن واقعنا وتاریخنا ،ولو كنت في مجال تقییم الرجل لتجاوزت كل الحدود ومنحتھ 500 من 100،ولأعطیتھ 100 شھادة بروفیسور بكافة العلومم المعروفة وحتى غیر المعروفة،فھو بحق رجل دولة ممتاز وبإمتیاز حباه الله بكل مقومات رجل الدولة بعد تجلیاتھ أمام وسائل الإعلام إنتقل إلى ملعب إبداعي آخر كان ینتظره بمحض الصدفة ،فقد كان عدد من كبار المسؤولین المحلیین في جرش یتحاورون وقوفا مع السفیرة العراقیة المحبة للأردن السیدة صفیة الشیخ طالب السھیل،التي كانت تسھب في الحدیث عن الحراك الجنوبي في العراق بكل العقلیة المنفتحة ،ودون تخوین أوتكفیر للحراكیین كونھا سفیرة وتمثل الجانب الرسمي لبلادھا ،وكان أولى بھا ان تتمنطق بالسیف والخنجر لتطعن الحراكیین الجنوبیین في خواصرھم حتى المقتل كما یجري في الوطن العربي على وجھ الخصوص-بغض النظر عن موقفي أنا شخصیا من ھذا الحراك ومن یقف وراءه ولماذا جاء في ھذا التوقیت بالذات-،وقالت ان حكومة بغداد مع الحراك وأن العراق إستفاد من حراك الأردنیین الحضاري الثاني وولي عھده الأمین الحسین بن عبد الله الثاني مع الموقف الشعبي .
الأخیر في الدوار الرابع ،وكیف تناغم الموقف الرسمي ممثلا بجلالة الملك عبد الله عند ذلك تدخل العقل عقل بلتاجي فجأة وبطریقة لبقة محببة لنفس المتلقي،وقال عبارة لا تنم إلا عن ذكاء خارق وتفكیر مستقر :"معالي وزیرة العلاقات الدولیة العراقیة"،ولعمري أن خلع ھذا اللقب على السیدة السفیرة لھ تبعاتھ ومدلولاتھ وھي انھا سفیرة مقتدرة جدیرة بالإحترام ،كما انھ شخصیا مستمع جید ومتحدث لبق یستحق الإحترام أیضا،ولعمري أیضا ان ھذه العبارة یجب ان تخصص لھا مساقات جامعیة في مجال العلاقات الدولیة في الجامعات العالمیة. لم اتمالك نفسي فقلت لھ :یا أبا اللیث عندما قلت لك قبل قلیل انك رجل دولة ممتاز وبإمتیاز فإنني وضعت كلماتي في موازین الذھب لأنك تستحقھا،وعند إنتھاء الحدیث صافح الرجل سعادة السفیرة ، وقام وبحركة لطیفة بتقبیل بدھا كما یفعل أمھر الساسة والدبلوماسیین ودون ان یلمحھ أحد ربما سواي،ومن فوري غادرت إلى المسرح الجنوبي .
كلمة أخیرة وھي ان اللیث أبو اللیث رجل یملأ المكان الذي یتواجد فیھ ،ویزید من قیمة الموقف الذي یتخذه ،ویعلي من شأن الفكرة التي یتبناھا عن قناعة وإیمان،وعادة فإن مواقفھ كلھا نابعة من إیمانھ المطلق بالقیادة الھاشمیة ،وبالتأكید فإنھ لیس بحاجة لواحد مثلي ان یمدحھ ،لكنھ حري بي أن أعطیھ حقھ طالما كنت شاھدا على مواقفھ المشرفة ،وإنصافھ للأمانة والتاریخ.
تابعوا القبة نيوز على