القبة نيوز - محمد الفاعوري

للمرة الثانية وعل مدار يومين يتفاجئ سكان البادية الشرقية بدخان ازرق كثيف مجهول المصدر مصحوب برائحة كبريت يغطي سماء البلدات المتاخمة للشريط الحدودي الشمالي ووفق مصدر طبي " للقبة نيوز" ان (14) مواطنا من منطقة السرحان أصيبوا أمس باختناقات وحالتهم حسنة .

وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي حالة هلع بين المواطنين وتحذير من دخان كثيف مجهول المصدر مصحوب برائحة كبريت ومخاوف من تلوث كيمائي ، فيما تتجاهل الجهات الرسمية هذا الحدث ولم يصدر أي تعليق من قبلها حول ذلك ودعو الحكومة لاتخاذ اجراءات للحد من هذه المعاناة وتقديم تصريح رسمي يوضح ما حقيقة ما يجرى .

ودعت صحيفة ام القطين نور العين الاجتماعية متابعيها أخذ أقصى درجات الحيطة والحذر من الروائح الكيميائية التي مصدرها الأراضي السورية ، حيث شهدت منطقة أم القطين ومناطق الشريط الحدودي غبارا كيميائيا كثيفا غطى اجواء المنطقة طيلة ليلة امس وحت ساعات فجر اليوم .

ووفق خبراء مختصين فأن مخلفات القصف من أخطر أنواع التلوث البيئي، وهي القذائف المدفعية والهاون والقنابل العنقودية والصواريخ، والتي تقتل أعدادا كبيرة من المدنيين أو تعرضهم لإصابات أغلبها خطيرة في الجانب السوري .

وحول السموم والملوثات التي تحدثها القنابل والمتفجرات المختلفة التي تلقى علي جنوب سوريا وتسبب حرائق ودمار وموت الأحياء من إنسان وحيوانات وتدمير للحياة البرية والمزروعات والأعشاب وغيرها وتفاعلاتها المختلفة البيئية والبيولوجية وما تسببه من مصائب ومخاطر بعد انتهاء الانفجار على المناطق المحيطة ‏.

‏ يقول الخبراء ان القصف الجوي المكثف وحجم المتفجرات تتسببان بدخان يتصاعد من الحرائق الناتجة عنهما مايلعب دورا مهما في التلوث البيئي وكذلك الدخان المتصاعد من البترول المحترق مما ينتج عنه أكاسيد نتروجينية وكبريتية تؤثر علي خصوبة التربة وتؤثر على الانسان وتؤثر مخلفات مادة تي أن تي التي توجد في القنابل ورءوس الصواريخ على المياه الجوفية لأنها تغوص في التربة عدة أمتار وتسبب إصابة الإنسان والثروة الحيوانية بأضرار جسيمة وكذلك في المزروعات المتواجدة بالمنطقة وتزداد المخاطر إذا كانت هناك أسلحة بيولوجية وكيماوية ‏ وجميعها تؤثر على صحة الإنسان اليوم وفي المستقبل القريب والبعيد.‏

وقال عضو مجلس امناء جامعة ال البيت السابق الناشط الاجتماعي اشتيوي العظامات بأن المزروعات في بلدة الكوم الاحمر تضررت خلال اليومين الماضيين بسبب كثافة الدخان القادم من الحدود السوريه والذي غطى البلده باكملها لمدة ٣ ساعات منوها أن القصف المكثف سيكون له تأثير كبير على المردود الزراعي وتقلص المساحات الزراعية في شمال المملكة وخاصة في منطقة البلدات المتاخمة للشريط الحدودي .

وأدت شدة الانفجارات والقصف المدفعي الذي يترافق مع قصف للطيران في الجنوب السوري الى تصدع بعض المنازل في منطقة الشمال الاردني وتحطيم زجاج بعض النوافذ وعدم استقرار وارتباك وهلع بين المواطنيين في البلدات المحاذية للحدود الشمالية .

وقال رئيس بلدية السرحان المهندس خلف السرحان ان القصف الذي تنفذه قوات النظام السوري في منطقة الجنوب ان احد المواطنين في منطقة جابر السرحان التي تتبع للبلدية ابلغ رئيس المجلس المحلي للمنطقة بتصدع منزله وهبوط سقف ‘ المطبخ ‘ مشيرا الى انه تم الكشف الميداني على المنزل لحصر الاضرار .

ولفت السرحان الى ان البلدية ستعمد الى تشكيل لجنة للقيام بجولات ميدانية على كافة المنازل ضمن المناطق التابعة للبلدية للتأكد من خلوها من التصدعات الناجمة عن الاحداث الدائرة في الجانب السوري .

وتعيش كلّ من مناطق بلديات السرحان والامير حسين وحوشا وام الجمال وام القطين ، مأساة حقيقية نتيجة كثافة الدخان التي تغطي سماء بلداتها ، ويتقلب وفق تقلب الرياح الذي هدد حياة الكبار والصغار خصوصاً ممن يعانون من الامراض القلب والأزمة والتنفس الى جانب تعرضهم للتلوث السمعي نتيجة الاهتزازات المتتالية ودوي الانفجارات