لتدعم الدولة الكهرباء ولكن بدون خسائر
د. باسل برقان
السيد رئيس تحرير الرأي المحترم
يرجى نشر التالي رداً على مقالة الدكتور فهد الفانك في 21/6/2016 تحت عنوان "ثمن باهظ لسياسة دعم الكهرباء".
إن أسهل الحلول على المراقبين لحل مشكلة خسائر شركة الكهرباء الوطنية من الشرائح الشرائح الدنيا للإستهلاك كما تدعي الشركة، هو رفع التعرفة وإلغاء الدعم. نحترم رأي الدكتور فهد الفانك ولكنه يعلم بوضوح بأن هذا قرار سياسي غير سهل كونه يؤدي حتماً لإضرابات ورفض عنيف من الشارع.
لهذا السبب فقط نرى أن الحكومات المتعاقبة تؤجل هذا القرار و ينتقل اتخاذ القرار برفع أسعار الكهرباء من حكومة الى الحكومة التي تليها.
نقترح حلاً بديلاً إيجابيا لإلغاء الدعم (ولكن بطريقة غير مباشرة) عن الشرائح الدنيا المستهلكة من فاتورة الكهرباء. فالأردن من أقل الدول التي تعتمد على الطاقة الشمسية المنزلية وسخانات المياه على الطاقة الشمسية تحديداً ليست متداولة في الوطن مثل بعض البلاد المجاورة حيث النسبة لا تتعدى الـ 12%. ولكن في الكيان الصهيوني تصل إلى 90% من المنازل بينما في دولة مثل جزيرة قبرص تصل إلى 92%. ومن المتعارف عليه أن نسبة كبيرة من إستهلاك الكهرباء المنزلية تُهدر في تسخين المياه بالكيزرات للإستحمام وقد تصل إلى 30% من الإستهلاك الشهري.
إن مشتركي الشرائح الدنيا في الأردن هم الطبقة الكادحة والتي الغالبية العظمى منها تعمل في الدوائر والمؤسسات الحكومية الرسمية المختلفة. فتستطيع الدولة فرض قرض حسن على مئات الآلاف من الموظفين الذين يعملون بالوزارات والجيش والأمن العام والمخابرات وكافة الدوائر والمؤسسات الحكومية والرسمية المختلفة حيث قيمة القرض لا تتجاوز 300 – 400 دينار لتركيب سخان مياه شمسي وبكفالة رواتب الموظفين وتسدد على أقساط تخصم من الراتب. ستسعيد الدولة هذا القرض خلال سنة أو سنتين ولن يكلفها فلساً واحداً. تستثمر الدولة مائة مليون دينار فقط من الميزانية السنوية ولكنه إستثمار بدون أي مخاطر كونه بكفالة الرواتب ومسترد بفترة قصيرة وسيحول فوراً ثلاثمائة ألف منزل أردني (من مليون منزل) للإعتماد على الطاقة الشمسية وتنخفض خسائر شركة الكهرباء الوطنية ولكن بطريقة إيجابية بدلاً من إلغاء الدعم. ويمكن أن يزداد هذا الدعم الإيجابي مع الشرائح الدنيا من الإستهلاك بإضافة لوحة أو لوحتين طاقة كهربائية شمسية وبقرض حسن آخر مستقبلاً.
ولكل من يجادل بأن هذا حلم وأن أسطح العمارات لن تسع، فنقول اننا جميعاً ندرك بأن أسطح العمارات معبأة بالسكراب والدشات القديمة المهترئة والقمامة ، وهذه خطوة لتنظيف أسطح عمارات الأردن. والجميع يعلم بأن السخان الشمسي حجمه لن يزيد عن مترين بمترين (4 متر مربع)، مما يعني أن سطح عمارة مساحته 300 متر مربع سيخدم 50 سخان مياه شمسي إذا أضفنا مترين حركة لممرات الصيانة. ويمكن بناء هذه الوحدات بتصميم يسمح برفع الأنابيب أو المرايات فوق وأعلى خزان حفظ المياه الساخنة وذلك لزيادة المساحة المستغلة على الأسطح.
هذا حل سيغضب شركات توزيع الكهرباء الثلاثة ولكنه سريع جداً ويقينا من شر وصفات البنك الدولي وسينعكس إيجاباً وفوراً على أرباح شركة الكهرباء الوطنية.
د. باسل برقان - جمعية أصدقاء البيئة الأردنية 26-06-2016 -