وحدة التراب والتلاحم الفلسطیني یقودان إلى النصر
- تاريخ النشر : 2018-05-04 13:20:46 -
القبة نيوز - أود بدایة قبل الخوض بالمخاطر التي ستترتب على إعلان غزة إقلیماً متمرداً وفق ما تواترت الأنباء أو الاستمرار في الانقسام ما بین شطري الوطن القول أن التناقضات العربیة والإسلامیة والتحیز الأمریكي السافر للصھیونیة العالمیة باتخاذھا قرارات یمكن اعتبارھا حُكْماً أنھا خصماً بما اتخذتھ من قرارات والتي كان آخرھا بعد الاعتراف بالقدس عاصمة للإرھابیین القتلة الصھاینة وإلغائھا لحق العودة والتضییق على " الأونروا " التي تسعى لشطبھا وكل وكالة دولیة متخصصة تسند الحق الفلسطیني وتنتقد الممارسات الصھیونیة التي كان آخرھا إلغاء أمریكا لمصطلح الأراضي المحتلة عن أراضي الضفة الغربیة من تقریرھا عن حقوق الإنسان، تسھم في حالة التخبط والھذیان في الجسد والتفكیر الفلسطیني وتمنعھ من التوافق على خطوط عریضة یمكن التفاھم علیھا وتوصل لتقویة الموقف الفلسطیني وتمكنھ من نیل ولو الحد الأدنى من حقوقھ المقرة وفق القانون الدولي ..
فالھیمنة الأمریكیة على الساحة الدولیة والوھن العربي والإسلامي إقلیمیاً وقاریاً ودولیاً والأسلوب الانتقائي الیورو - أمریكي في معالجة القضایا الحساسة بالنسبة لقضیة الشعب الفلسطیني والقضایا العربیة لصالح العدو الصھیوني والذي ینذر استمراره تبعاً لذلك بخروج الأمور عن السیطرة ، ھي من فرضت الواقع المریر الذي بمختلف أقطاره .
یعیش تحت وطأتھ الشعب العربي الفلسطیني وحالة الفوضى التي یترنح تحت وقع أحداثھا الوطن العربي بطبیعة الحال أرى أن كل من یأخذ بوجھة النظر الأمریكیة ھذه یكون كمن یرى في الدعارة زكاة عن الجسد وكمن أفتى بتحلیل نكاح الجھاد لأن ھذا لا یمت إلى المصلحة العلیا الفلسطینیة أو العربیة وحتى الإسلامیة بصلة ، لأنھا تتناول القضیة من وجھة نظر میكافیلیة قصیرة النظر لھا ما بعدھا كونھا تعتمد میزان الربح والخسارة في تقدیر الأمور وتُغلّب المصلحة الآنیة والذاتیة على المصلحة العامة حتى ولو كانت على حساب الأمن العربي ..
فالإعلان عن غزة إقلیماً متمرداً یعني وقف جمیع الالتزامات المالیة عن القطاع وكذا الحال بالنسبة لاستمرار الانقسام الفلسطیني ، فتكون غزة " مھدورة الدم " صھیونیاً وأمریكیاً وتقوى شوكة المغتصبین الصھاینة في العبث والعیث فساداً في القدس عاصمة فلسطین التاریخیة والضفة الغربیة مما ینعكس سلباً على مسار القضیة للأغلبیة الصامتة التي تتحرك في الوقت المناسب للتصدي للمشاریع التصفویة للقضیة.
تفضي لاتساع شقة الخلاف والاختلاف على ما لا شيء .. فالفضل في بقاء القضیة حیة حتى اللحظة یعود فقطاع غزة والضفة الغربیة حدث تاریخي أوجدتھا النكبة الفلسطینیة ، تشكلت بفعلھا قیادة في كل منھما إحداھما في غزة حیث أعلنت فیھا حكومة عموم فلسطین وارتبطت إداریاً بمصر فیما الضفة اختارت الوحدة مع الأردن وبقیت كذلك حتى قرار فك الارتباط الأردني في العام 1988 .
فبعد أن كان قطاع غزة ینظر إلیھ بالنسبة للقیادة الفلسطینیة على أنھ منبع الثورة ورافدھا حتى سیطرة حركة حماس علیھ بعد صراع دامٍ أقصت السلطة عن إدارة شؤونھ بعد أن تم إعادة انتشار الجیش الصھیوني حولھ أصبح یثقل كاھل القیادة الفلسطینیة وخارج إطارھا السیاسي رغم المحاولات العدیدة التي جرت وتبنتھا دول عربیة عدیدة منھا مصر والسعودیة وقطر لدرجة باتت معھ ھناك تھدیدات بإعلان غزة إقلیماً متمرداً في تصریحات من ھنا وھناك لا أستطیع تحدید مصدرھا والھدف من الرویج لھا .
من وجھة نظري الشخصیة أن ذك فیھ خدمة مجانیة للعدو الصھیوني وإدارة ترامب المتصھینة والاستمرار في الانقسام والحرب الإعلامیة سیؤدي لكارثة كبیرة بالقطاع والمسمار الأخیر في نعش القضیة الفلسطینیة لصالح توجھات ترامب المتصھین الكاوبوي الھائج نحو تصفیة القضیة الفلسطینیة من القاموس الدولي ویصب في صالح العدو الصھیوني الذي سیزید الأمر اشتعالاً سواءً من خلال تقدیمھ العون والمساعدة لتوسیع الھوة بین جناحي الوطن أو منحھ التبریر لشن حرب تدمیریة على القطاع لإعادة اجتیاحھ من جدید .
المصلحة العامة تدعو للتعقل والعمل على لم الشمل الفلسطیني بدل تمزیقھ واستغلالھ صھیونیاً على أن الشعب الفلسطیني عاجز عن حل مشاكلھ وقضایاه الداخلیة فكیف یمكن منحھ دولة على ثرى وطنھ الأبدي ؟؟ فوحدة التراب والتلاحم الفلسطیني یقودان إلى النصر.
تابعوا القبة نيوز على