الشباب ... وخطر التطرف...
لشباب ... وخطر التطرف... د. خالد عبدالله البلوي دعونا نواجه الواقع بكل صدق وشفافية بعيدا عن التملق وتصوير الواقع بافضل حالاته ومقارنته بالنماذج الاسوء، دعونا نعترف بان هناك تقصير بحق الشباب يحتاج الى علاج قبل فوات الاوان، دعونا نخاطب الفكر معتمدين على المجتمع وادواته، فالشخصيات الكرتونية وصناعاتهم الواهية لن تخدم ديمومة المجتمع، والنفاق لن يوصلنا الى نتيجة، والابراج الترابية واهنة في حفظ قاطنيها. دعونا ننظر الى الولاء والانتماء كحالة وجدانية نابعة من القلب ومُتَفكر بها من االعقل - مبتعدين عن وضعها في ميزان المصالح على انها امر مادي -، لتمارس فعلا وقولا، لا تملقا ونفاقا ومصلحة. ان مشكلة الشباب تضع امامنا الكثير من الاسئلة التي تحتاج الى اجابات مسئولة شافية: فعلى من تقع مسئولية توجيه وتثقيف الشباب توجيها سليما منتجا؟. ماذا تركنا لهم من حيز في المجتمع والنخب لا ترى الا نفسها، والاحزاب لا تجمع منهم الا القليل؟.بماذا نقنعهم وبماذا نناقشهم، والمحاور عقيم الفكر؟. واين الاهتمام باكثر من نصف المجتمع ايضا " المرأة" ؟. ومازال التغني بحقوقها اعلاميا دون تحقق ذلك على ارض الواقع. ماذا نملك لاقناع الشباب بالصبر وضرورة التحلي بالواجبات الوطنية وهو يرى ان ابن فلان وعلان تسلم منصبا او وظيفة ، تجاوزا واستثناءا وهي حقه ؟. وكيف لنا ان نقنعهم بان القناعة كنز لا يفنى، حين يسألون: هل القناعة حكرا علينا؟. بماذا نجيب الشاب وهو غير قادر على تامين حاجياته ورب الاسرة لا حول له ولا قوة فدخله لا يكفيه واسرته قوتا، بعد ان مزقت مدخلاته تنامي التزاماتهم مع ارتفاع الاسعار؟. وبماذا نجيبهم حين يسألون عن العدالة الاجتماعية التي تدرس لهم في كراريس المدارس؟. تلك الاسئلة وغيرها تتطلب اعادة النظر في امور عدة وعلى الصعيدين الرسمي والمجتمعي، فعلى الصعيد الرسمي يتطلب الامر اعادة النظر في النخب المجتمعية "على اختلاف انواعها السياسية والمجتمعية والدينية "الحقيقية المُقنعة القادرة على العطاء والتي تملك الحجة والبرهان بخطابها المعتدل، شخصيات تحظى بالاحترام، واهم ما فيها انها قادرة على التغلغل الى داخل المجتمع والوصول الى الشباب، خاصة تلك الاغلبية التي نسميها بالصامتة، فكثير من الشخصيات الواهنة تدعي انها صاحبة حضور ولا تجد لها نصيب من المجتمع الا المرتزقة، وهو امر يتطلب الخروج من المكاتب الى الواقع ومن التنظير الى الفعل ومن النظر بعين المصالح الخاصة الضيقة الى المصلحة العامة، والامر الاهم معالجة الوضع الاقتصادي ذلك العدو الباطن في المجتمع الذي بات اكبر مهدد لجسمه والذي ينخر فيه ونحن نتفرج عليه، تماما كالسوسة التي تنخر الاسنان ننظر اليها كل يوم في المرآة متسائلين أزادت ام لا ؟ الى ان ينتهي الامر بخلعها، وفوق ذلك كله تتربع مسألة العدالة الاجتماعية تلك المسألة التي تزيد من الحقد وصولا الى الحنق المؤدي الى الى الانتقام من المجتمع باي وسيلة كانت. اما على الصعيد المجتمعي فاعتقد بان على الجميع ان يدرك الخطر الداهم على الشباب، اذا ما تركوا دون توجيه ومراقبة. فلا يُقبل ان يتخلى الفاعلون عن مهامهم وواجباتهم، فالخطر محدق بالجميع، والطوفان اذا جاء لن يستثني احدا اذا حلّ.