السـرحان تكتب : إليك معلمتي.. || مقالات
جميلة السرحان
القبة نيوز - حدقت طويلا في ملامحك ، وأبهرتني أحاديثك ، وطريقة كلامك وخطك الجميل ، فأخذت بالهذيان وتقليدك ،فحفظت الدرس وأتقنت الشرح حينما طلبت مني الوقوف أمام الطالبات وشرح الدرس ، رغم أن دقات قلبي أسمعت طبقات اﻷرض وفضاءات الكون ، وفرح قلبي فرحا لم يسعه الكون حين وقفت وقلت أنظروا لتكونوا هكذا..
نعم معلمتي أحببتك فعشقت الكتاب وتفوقت كما أنت ، فعدت يا معلمتي لمدرستي التي درجت أولى خطوات صغري فيها ، ووقفت كما كنت فتمثلتك بكل جوارحي ، حازمة في الدرس مستوفية الشرح ، حانية على تلميذاتي محبة لهن ، ومعززة اﻹبداع واﻹبتكار لديهن.
وإنني اليوم معلمتي وقد تجذر التعليم بأوصال روحي وتعلقت به ، ﻷفرح فرحا كبيرا حينما أرى بنياتي الطالبات ، وأسعد بهن فتلك طبيبة وأخرى مهندسة وغيرها محامية ومعلمة وأم . ويزداد فرحي برسالة من إحداهن حين تقول :أحبك معلمتي..
وغيرها أم تعود إبنتها لتتلمذ على يدي فتقبلني اﻷم أمام إبنتها وتذرف الدمع وهي تقول :إنها معلمتي وهي أمك اﻵن ، فيرتجف قلبي لتلك الحروف ، فلتهدأي بنيتي فأنت في كنف قلبي..
وإننا اليوم يا معلمتي ونحن نستعد للعودة للقاء أبنائنا الطلبة بعد عطلة نصف العام لنجدد الهمة والعزيمة ، فأقول لكل معلم ومعلمة هنيئا لكم بهذه المهنة والتي تتعاملون فيها بأنقى مراحل حياة اﻹنسان ، فالطلبة الطلبة أعزائي ، فالعلم غذاء العقل ، وهو السبيل الوحيد لنا لرفعة أمتنا بعد تطبيق تعاليم ديننا الحنيف ، وهو النور الذي ينير الدروب من بين مغريات هذه الحياة التي نحياها اﻵن ،واﻷخلاق اﻷخلاق أعزائي وتهذيب الطباع ، وخلق طلابا أكثر إبداعا في جميع مجالات الحياة في مصنعنا الصغير هذا ، لنخرج إلى مجتمعاتنا أفرادا صالحين مبدعين.
وإننا نعلم أنه درب مليء بالعقبات ، فصفوف مكتظة ، ودلال زائد للطلبة ، وما تطلبه اﻹدارات المدرسية من أوراق كتابية وخطط وتحضير وإمتحانات ، ورواتب متدنية مع ضنك الحياة ، لكن اعلموا أعزائي المعلمين أنه لا ذنب لنفوس طيبة هي بين أيدينا .
وإن التحدي صعب جدا هذه اﻷيام ، فلا ينجح شيء في الحياة إلا بالمحبة والوداد ، فإن أحببناها أبدعنا وتميزنا ، ونحن بمثابة الوالدين لطلبتنا ، فلنخلع عنا آثار الحياة المضنية خارج أسوار مدارسنا ، ونلبس أنفسنا أجمل الحلل بإبتسامة الحياة ، وإننا لقادرون بإذن الله على جعل العالم مكانا أجمل ..
فيا معلمتي هي رسالة وفاء لك ولكل من علمني حرفا ، وإنني بشوق لرؤيتهم وتقبيل جبين العلم لديهم ردا للجميل ..