جاهزية المدارس بين الواقع المؤلم والورقية المثلى
معالي وزير التربية والتعليم
جاهزية المدارس بين الواقع المؤلم والورقية المثلى
يا صاحب المعالي
ان الجاهزية لاستقبال الطلبة غدا للعام الدراسي 2017/2018 هي تقارير ورقية مغايرة لواقع الميدان التربوي ويتبناها مديرو الادارات لتصبح ذات طابع عالي من خلال التصريحات الاعلامية بعد ان يتم تصوير أول يوم دراسي باحدى مدارس العاصمة وبرعاية معاليكم ليتم الاعلان عن بدء العام الدراسي واستقبال ما يزيد عن 2000000 طالبا ومعلما وإداريا بهذه العبارة تصبح الجاهزية مطمئنة لأولياء الامور والحكومة ومجلس النواب ويبقى واقع الحال يخالف هذا الاعلان
يا صاحب المعالي إن المهنية تبدأ بالجندي وتنتهي بالقائد وإن الميدان التربوي الذي يعاني الكثير لهو يحتاج إلى القيادات الموجودة داخل مبنى وزارة التربية والتعليم وإن القائد المبدع مكانه الميدان فهم من يصنعون القرارت دون الرجوع إلى ميدانهم التربوي من خلف مكاتبهم دون اللجوء إلى اساس العمل الممنهج وهو التشاركية بين الميدان والقيادة واخذ التغذية الراجعة من الميدان ليتسنى اتخاذ القرار المناسب وخير دليل بعض الأمور التي تخص الميدان وجاهزية المدارس لاستقبال الطلبة للعام الدراسي الذي سوف يكون غدا أول ايامه.
ياصاحب المعالي
إن الواقع لهو مختلف تماما عما يكتب على الورق وإن وزراة التربية والتعليم هي وزارة كل فرد في هذا الوطن الأغر.
وان الواقع يقول عكس ما كتب على الورق وإليك الحقائق التالية:
أولا: الطلاب ومشكلة الاكتظاظ، انتقال طلاب المدارس الخاصة إلى المدارس الحكومية وعودة اعداد كبيرة قادمين من الخارج والمحافظات وهذا سبب مشكلة الاكتظاظ في المدارس وخير دليل على ذلك أن اعداد الطلبة الذين ينتظرون على قوائم الاحتياط لقبولهم في بعض المدارس يفوق اعداد الطلبة الموجودين فيها أصلا، وإن قضية الاكتظاظ لا يوجد لها علاج داخل الغرفة الصفية لان زمن الحصة الصفية 45 دقيقة واعداد الطلاب تجاوز 50 طالب داخل الغرفة الصفية فهل يكفي زمن الحصة لعدد الطلاب؟ وكيف سيتم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب مع العلم أن المطلوب من المعلم انهاء المنهاج بالزمن المحدد ووفق الخطة؟
ثانيا: هل الجاهزية يا صاحب المعالي أن يتم الصيانة داخل مبنى المدرسة واثناء الدوام الرسمي مع عدم مراعاة السلامة العامة والخصوصية في مدارس الاناث رغم ان المدارس كانت خالية اثناء العطلة الصيفية.
ثالثا: يا صاحب المعالي أين الجاهزية ونحن نبحث عن المعلم الاضافي أو المعلمة في بعض التخصصات وقد تأخذ زمنا طويلا وهذا يلحق الضرر بالطلبة وديوان الخدمة المدنية مليء بهذه التخصصات لان معلم الاضافي هو من اصحاب الحقوق المنقوصة والاجر الزهيد والذي لا يتناسب مع الذكور علما أن الامتحان التنافسي الذي عقد لمعلمي الاضافي تم فقط لاربعة تخصصات وللان لم يستكمل باقي التخصصات وسيبقى تعيينهم ينتظر الامتحان.
رابعا: اين الجاهزية والمدارس لا يتوفر فيها مستخدمين الفئة الثالثة والموجود نصفهم مرضى او يعانوا من ثقافة العيب ولم يتم توظيفهم على اسس وانما على المحسوبية والواسطة وتم تعيينهم ضمن مناطق سكنهم ومنذ زمن طويل لم يتم تعبئة الشواغر والمدارس بحاجة وخصوصا مع تزايد اعداد الطلبة مما تسبب ان تكون هذه المدارس غير نظيفة وتنتظر قدوم الطلبة ليقوموا بتنظيفها.
خامسا: يا صاحب المعالي اين الجاهزية ولم يتم تعيين المساعدين والمساعدات وبعد انتظار العطلة الصيفية ولم يتم تحديد الامتحان لهم وعند الانتهاء من الامتحان يتم تعيينهم في نصف الفصل وسوف يبدأ البحث عن معلمي الاضافي لسد النقص فلماذا لم تتم هذه الخطوة خلال العطلة الصيفية واين التخطيط المسبق.
سادسا: اين الجاهزية يا صاحب المعالي وهناك قوائم اشراف لم تصدر بعد وان كثير من الدورات تعطى اثناء الدوام الرسمي للمدارس مما يسبب ارباك لمدراء المدارس والهيئة التدريسية واضاعة الحصص على الطلبة في ظل الاكتظاظ القائم أصلا.
سابعا: يا صاحب المعالي اين الجاهزية وعدد كبير من المدارس شبابيكها ومقاعدها مكسرة وبعض الغرف لا يوجد عليها أبواب وبعض المدارس يوجد فيها نقص بالمقاعد مما يؤدي إلى جلوس ثلاثة أو أربعة طلاب على المقعد.
ثامنا: اين الجاهزية يا صاحب المعالي وكثير من المعلمين يحملون تقارير طبية تمنعهم من أداء الدور المناط بهم في ضوء الاكتظاظ والنصاب الزائد وكيف يتم التعامل معهم فهل يتم تحويلهم إلى ما يسمى بالزوائد او العمل الاداري وكيف لهم ان يتنافسوا مع اصحاب المحسوبية والواسطة ومن ينصفهم.
يا صاحب المعالي هذا واقع الميدان التربوي في ظل تغيب نقابة المعلمين عنه بانشغالهم بقرارات وزارتكم الموقرة وتبنيها واعتبروها انجازات نقابية ولكن بعد عرض واقع الحال سيصبح تسرب الطلبة وله ما يبرره او ضعف التحصيل او التغيب ويبدأ الصراع ما بين اولياء الامور والادارة المدرسية واصبح الاعتداء على المعلمين ظاهرة تغض النقابة الطرف عنها وفي حال حدوث اعتداء على معلم أو مدرسة تقوم النقابة باصدار بيان تشجب وتتسابق مع وزارتكم التي ستتابع القضية بالقضاء وبعد ذلك لم نسمع النتائج في ظل التقارير الطبية التي يحضرها المعتدي على المعلم فيصبح الجاني مجني عليه ويكمن فشل النقابة بعدم حماية المعلم بقانون وهو مطلب نقابة المعلمين من الدورة الثانية باصدار قانون لحماية المعلم.
يا صاحب المعالي هذا الواقع الذي يعيشه المعلم في ظل الظروف الاقتصادية والذي يعاني منها منذ زمن والواقع الوظيفي.
لك الله يا وطني فأنت الاعز، وسلاما عليك ايها المعلم الباني ستبقى كنخيل بغداد لن يثنيك فقر الحال ان تبقى شامخا لا تبالي سيذكر التاريخ انك الاعز كلما اشتد الحال، سلاما على الواقفين امام ساريات الاعلام لتنشد العزة والاباء ولا يبالوا بمن تاجروا بمهنتكم مهنة الانبياء، سلاما على نشميات الوطن اللواتي عاهدن الوطن ان يبقن له سندا وللطالبات منار، سلاما عليك ايها الوطن فأنت بين كل احظانك طالبات وطلاب ومعلميهم ومعلماتهم نبراسا يرفعون لصاحب الجلالة اسمى ايات الولاء.
عاش الوطن وعاش المعلم..
عضو الهيئة المركزية طايل عقاب ألنهار