خالد عبدالله القطيشات يكتب: فرسان الحق بخور البلاد وريحانها
بقلم - خالد عبدالله القطيشات
يعيش الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، وسط منطقة تعصف بها التحديات الأمنية والسياسية، ورغم ذلك ظلّ وطننا نموذجًا في الأمن والاستقرار والقدرة على مواجهة الأخطار بمهنية عالية ووعي لا يتزعزع. وفي قلب هذا الإنجاز الوطني، تتقدم الأجهزة الأمنية والمخابرات العامة الصفوف، لتكون الدرع الذي يحمي الأردن من تهديدات الإرهاب والتطرف، والعين الساهرة التي لا تنام حفاظًا على سلامة المواطنين وأمن الوطن.
لقد أثبتت الأحداث الإرهابية الأخيرة، كما أثبتت كل الظروف الصعبة التي مرّ بها الأردن على مدى العقود الماضية، أن الأجهزة الأمنية والمخابرات العامة تمتلك من الاحترافية والجاهزية ما يجعلها قادرة على التعامل مع أصعب السيناريوهات وأكثرها تعقيدًا. فقد عملت بصمت وهدوء، وبكفاءة تُدرّس، على متابعة أي تهديد محتمل، وإحباط المخططات قبل أن تتحول إلى واقع، ومواجهة أي خطر بكل شجاعة واقتدار، الأمر الذي جعل الأردن واحة أمن في منطقة مضطربة.
ولم تكن هذه النجاحات وليدة الصدفة؛ فهي ثمرة جهود متواصلة وسهر طويل يقوم به رجالٌ آمنوا بأن حماية الوطن شرفٌ لا يضاهيه شرف، فبذلوا الغالي والنفيس، ووقفوا في الخطوط الأمامية ليكون المواطن في مأمن. إن تضحياتهم الكبيرة، وشجاعتهم النادرة، وانضباطهم العالي، تجسد جميعها أسمى معاني الانتماء للوطن والإخلاص للقيادة الهاشمية وللراية الأردنية التي يقفون تحت ظلها.
إن الدور الكبير الذي لعبته الأجهزة الأمنية والمخابرات في مواجهة الإرهاب خلال السنوات الماضية، وما تزال تلعبه اليوم، كان له الأثر الأكبر في تعزيز ثقة الأردنيين بوطنهم وبقدرة مؤسساتهم على حماية حياتهم ومستقبلهم. فقد تعاملوا مع التهديدات الإرهابية بحنكة وبُعد نظر، واستطاعوا كشف خلايا إرهابية وإحباط مخططات كانت تستهدف السلم المجتمعي، ما يعكس خبرة تراكمية رائدة، وكفاءة متقدمة، ورؤية استراتيجية واضحة.
ونحن إذ نكتب هذه الكلمات، نعبر عن بالغ التقدير والامتنان لكل فرد من أفراد أجهزتنا الأمنية والمخابرات العامة، من ضباط وضباط صف وأفراد، الذين يقفون في كل لحظة على أهبة الاستعداد، يحرسون حدود الوطن، ويؤمِّنون مدنه وبلداته، ويحافظون على الاستقرار الذي ننعم به جميعًا. كما نحيّي جهودهم الإنسانية قبل الأمنية، فقد كانوا دائمًا الأقرب للمواطن، والأحرص على سلامته، والأقدر على فهم احتياجاته والتعامل معها بحكمة ووعي.
نسأل الله أن يحفظ الأردن من كل سوء، وأن يديم نعمة الأمن والأمان على هذا البلد الطيب، وأن يكتب التوفيق والسداد لرجال الأجهزة الأمنية والمخابرات العامة، جزاءً على ما يبذلونه من أعمال عظيمة وواجبات نبيلة في سبيل الوطن. فهُم — بعد الله — صمام الأمان، وحماة الراية، وعنوان العزة والكرامة.















