تُعدّ الجامعة محطة فارقة في حياة الطلبة الجدد، فهي الباب الذي يعبرون من خلاله من عالم المدرسة المحدود إلى عالم أوسع يفتح أمامهم آفاق جديدة من المعرفة والخبرة. ومع دخول الطالب إلى الجامعة يبدأ يشعر بمزيج من الحماس والرهبة، فكل ما حوله يبدو مختلف الوجوه جديدة، والبيئة أكثر اتساع، والمسؤوليات أكبر من أي وقت مضى. وهنا يبرز دور الجامعة في احتواء الطالب الجديد وتسهيل خطواته الأولى في هذه المرحلة المهمة.

فالجامعة تُعرّف الطالب على نظام جديد من الدراسة يعتمد على البحث الذاتي وحسن إدارة الوقت، وتمنحه الفرصة للتعبير عن أفكاره بحرية بعيد عن التلقين المعتاد. كما تساعده على الاندماج في مجتمع طلابي متنوع، فيتعرف على زملاء من مناطق وخلفيات متعددة، مما يوسع مداركه ويزيد من قدرته على فهم الآخرين وتقبّل الاختلاف. ويبدأ الطالب التدرج في بناء شخصيته المستقلة، فيتعلم كيف يتخذ قراراته، وكيف يعتمد على نفسه في مواجهة التحديات اليومية.

ولا يقتصر تأثير الجامعة على الجانب الأكاديمي فقط، بل يمتد ليشمل الجانب النفسي والاجتماعي، فهي تمنح الطالب مساحات للنشاطات اللامنهجية التي تنمّي مواهبه وتطلق طاقاته، وتتيح له فرصًا لاكتشاف مهارات جديدة قد تغيّر مستقبله. وقد يشعر الطالب في بداياته ببعض التوتر أو الغربة، لكن وجود برامج التوجيه والإرشاد، واهتمام الأساتذة، وتنوع الأنشطة، يساعده على تجاوز هذه المشاعر بسرعة ليصبح أكثر ثقة واستقرار.

وبمرور الوقت، يدرك الطالب أن الجامعة ليست كتب ومحاضرات فحسب، بل هي مدرسة للحياة يتعلم فيها قيمة الالتزام، وأهمية العمل الجماعي، وكيفية التعامل مع الضغوط، وأن النجاح الحقيقي لا يتحقق إلا بالمثابرة والاجتهاد. وهكذا تترك الجامعة بصمتها العميقة في شخصية الطالب، وتشكل له الأساس المتين الذي يبني عليه مستقبله المهني والاجتماعي.

وفي النهاية، فإن تأثير الجامعة في الطلبة الجدد تأثير شامل يمسّ فكرهم وسلوكهم وطموحاتهم، فهي تصنع لهم بداية حقيقية لطريق طويل نحو تحقيق الذات وخدمة المجتمع