نضال أنور المجالي يكتب …نحن شعب لن نركع إلا لله: في ظهر الملك "أردني"، وفي قلب الأردنيين "هاشمية"
لم يكن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، وهو يخاطب الأردنيين والأردنيات، يلقي مجرد كلمات عابرة، بل كان يرسم لوحة متكاملة من الإيمان والقوة والثقة المتبادلة بين القائد والشعب. مقولة جلالته الصريحة: "يتساءل بعضكم كيف يشعر الملك؟ أيقلق الملك؟ نعم يقلق الملك لكن لا يخاف إلا الله ولا يهاب شيئًا وفي ظهره 'أردني'"، ليست مجرد عبارة، بل هي دستور وطني مختصر يلخص جوهر الهوية الأردنية.
إن هذه الكلمات الملكية تلامس عمق إيماننا وتاريخنا، وتؤكد المبدأ الذي نعيش به: نحن شعب لن نركع إلا لله سبحانه وتعالى.
إيمان لا يهاب وتاريخ لا ينحني
نحن الأردنيون، شعب تأسست هويته على الإيمان المطلق والتضحية غير المشروطة. هذه الأرض، أرض الأنبياء والهاشميين، لم تعرف الخنوع يومًا. إن عزة الأردني ليست شعارًا جوفاء، بل هي عقيدة متجذرة في كل بيت وفي قلب كل مواطن. لا نخاف، لأننا نؤمن بأن ناصيتنا بقدر الله، وأن خوفنا الوحيد هو منه سبحانه.
هذا الإيمان المطلق هو مصدر قوتنا الذي يجعلنا نصمد أمام كل التحديات والضغوط الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالمنطقة. عندما يتحدث الملك عن القلق وليس الخوف، فإنه يعكس مسؤولية القائد تجاه وطنه وشعبه، بينما يؤكد أن الحماية الحقيقية تأتي من الإيمان الذي لا يتزعزع.
الراية الهاشمية: مصدر العزيمة والوحدة
رايتنا هاشمية، وهي راية الإنجاز والكرامة التي ورثناها من الثورة العربية الكبرى. هذه الراية ليست مجرد قطعة قماش، بل هي رمز لوحدتنا وقوتنا وتمسكنا بمبادئنا. إن وقوف الشعب في ظهر جلالة الملك هو العهد الذي قطعناه على أنفسنا، جيلًا بعد جيل.
عندما يقول الملك "وفي ظهره 'أردني'"، فهو يعلم أن هذا الأردني يتميز بصفات الشجاعة والوفاء وعدم المبالاة بالمخاطر في سبيل الوطن. هذا التعبير هو أسمى أنواع الثقة المتبادلة بين الأب وأبنائه.
يا زمان، نحن قادمون
في الختام، رسالتنا واضحة إلى كل من يتربص بالوطن أو يحاول اختبار عزيمة هذا الشعب. نحن شعب لا يعرف اليأس، ولا يخشى التحديات، ولا يتنازل عن كرامته. إيماننا بالله، وولاؤنا للقيادة الهاشمية، وعزيمتنا التي لا تلين، كلها تشكل جبهة وطنية صلبة لا يمكن اختراقها.
نعم، قد يشغل القائد باله، لكنه لا يهاب شيئًا، لأن خلفه جبال من الرجال والنساء، شعب أردني أبيّ لا يركع إلا لخالقه.
حفظ الله الأردن، بلدًا وقيادة وشعبًا، تحت الراية الهاشمية المظفرة.
















