facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

نضال المجالي يكتب : ​بلا رحمة ولا هوادة الأردن يُعلن حالة الاستنفار القصوى في حرب القضاء على تجار الموت

نضال المجالي يكتب : ​بلا رحمة ولا هوادة الأردن يُعلن حالة الاستنفار القصوى في حرب القضاء على تجار الموت

بقلم - نضال انور المجالي

​ "اضربوهم بكل قوة وحزم". هذه ليست مجرد توجيهات إدارية، بل هي مرسوم وطني صدر من أعلى سلطة تنفيذية أمنية، على لسان مدير الأمن العام، اللواء الدكتور عبيدالله المعايطة. إنها رسالة لا تقبل اللين أو التفسير المرن: الحرب على المخدرات في الأردن دخلت مرحلتها الأكثر شراسة وحسماً.

​زيارة اللواء المعايطة لإدارة مكافحة المخدرات يوم الأربعاء، وتحميله تحيات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة، لم تكن مجرد تكريم روتيني. كانت تفويضاً ملكياً بمواجهة "آفة المخدرات ومخاطرها المدمرة" بكل ما أوتي الوطن من قوة. هذا التأكيد على أن الملف هو "أولوية قصوى" للأمن العام يعني أننا تجاوزنا مرحلة الاحتواء إلى مرحلة الاجتثاث.

​صرخة في وجه الحدود: القوة المضادة لشبكات الإجرام العابرة

​لقد أشار مدير الأمن العام بوضوح إلى أن النجاحات التي تحققت هي ثمرة التناغم والتنسيق العالي بين الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي. هذا التكامل ليس ترفاً، بل هو ضرورة قتالية في مواجهة شبكات تهريب دولية تتخذ من حدودنا هدفاً لجرائمها.

​التوجيهات الآن واضحة: "مواصلة الحملات الأمنية المكثفة" على تجار ومروجي المخدرات في كل شبر من المملكة، والهدف هو "ضرب أوكار المهربين وإحباط مخططاتهم الجرمية". هذا يعني أن الأردن لن يكتفي بالدفاع، بل سيتحول إلى قوة ضاربة ومباغتة، لـ "تجفيف منابع" الشر من جذورها. كل من يساوم على أمن هذا الوطن واستقرار مجتمعه هو هدف مشروع للقوة والحزم.

​جبهة الوعي: المواطن هو خط الدفاع الأول

​في خضم هذا الحسم الأمني، لم يغفل اللواء المعايطة عن الجبهة الأخرى، جبهة الوعي والوقاية. الدعوة إلى "تكثيف الجهود التوعوية والتثقيفية" تؤكد فلسفة أمنية متكاملة: لا يكفي أن نُعاقب، بل يجب أن نُحصّن.

​الوقاية، كما أكد، هي "خط الدفاع الأول". وإشراك المواطن في التوعية ليس مجرد إجراء، بل هو ركيزة أساسية لبناء وعي مجتمعي رادع يحوّل كل بيت ومؤسسة ومدرسة إلى خندق دفاعي ضد سموم المخدرات.

​نموذج التعافي: حين يتحول الحزم إلى احتواء إنساني

​ويقف مركز علاج الإدمان التابع للإدارة كشاهد على الوجه الإنساني لهذه الحرب. تثمين اللواء المعايطة لجهود المركز التي توفر بيئة علاجية آمنة وسرية تؤكد التزام الدولة بحق من وقعوا ضحية في التعافي. إنه نموذج وطني يجعل من العودة للحياة السوية أمراً ممكناً دون خوف أو تردد.

​هذا التوازن بين القوة الغاشمة على المجرمين والرحمة الحانية على الضحايا هو جوهر الاستراتيجية الوطنية للوقاية من آفة المخدرات (2024–2026)، وهي استراتيجية تسعى لتعزيز التشاركية الوطنية لتكون هذه الحرب حرباً للجميع.

​ختاماً: رسالة اللواء المعايطة كانت حازمة، قوية، ولا تقبل التفسير إلا في ضوء مهمة واحدة: تطهير الوطن من هذه الآفة. على الجميع أن يدرك أن الأردن الآن في حالة استنفار قصوى. لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ضد تجار الموت، والرد سيكون دائماً: بكل قوة وحزم.
​حفظ الله الاردن والهاشمين

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير