الشتاء يقترب مبكرًا.. تغيرات جوية تهدد أجزاء من الدول العربية ببرودة غير معتادة

القبة نيوز - يُحذر خبراء المناخ من دخول العالم مرحلة تحول جوي سريع، مع بدء موجات برد غير مسبوقة بالتمدد عبر أوروبا وأمريكا الشمالية، ما يُنذر بموسم شتوي مبكر وشديد. ووفق تحليلات المركز العربي للمناخ، فإن هذه التغيرات قد تطال الدول العربية خلال الأسابيع المقبلة، حيث يُتوقع أن تشهد مناطق جبلية ومرتفعات عربية انخفاضات ملموسة في درجات الحرارة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، مع احتمال توافد كتل هوائية باردة قادمة من أوروبا.
ويشير أحدث تحليل من المركز العربي للمناخ، إلى تغيرات جوية متسارعة تُنذر بموسم شتوي مبكر وشديد، بعد أن بدأت موجات برد غير معتادة بالتمدد عبر مناطق واسعة من العالم.
وشهد فصل الصيف الحالي في منطقة شمال الشرق الأوسط طقسًا أكثر اعتدالًا من المعتاد، حيث تركزت موجة حارة واحدة قوية فقط في بلاد الشام، شمال مصر، غرب العراق، وشمال السعودية.
أما دول المغرب العربي، فعاشت تقلبات جوية حادة، مع انخفاضات مفاجئة في الحرارة تبعتها موجات حرّ قوية امتدت إلى أوروبا.
مع نهاية شهر أغسطس، بدأت المنظومة الجوية العالمية بالتغير بشكل ملحوظ. فقد تراجعت الموجة الحارة في الشرق الأوسط، وحلّت محلها كتلة هوائية معتدلة قادمة من أوروبا، ما أدى إلى أجواء لطيفة ومستقرة، ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع دون أي مؤشرات على موجات حارة خلال النصف الأول من شهر سبتمبر 2025.
في المقابل، تشهد أجزاء كبيرة من أوروبا الغربية وشمال أميركا مفاجأة جوية، مع توافد كتل هوائية قطبية باردة جدًا، غير معتادة لهذا الوقت من العام. وقد ترافق ذلك مع هطول أمطار غزيرة وتساقط للثلوج في مناطق لا تشهد مثل هذه الظواهر عادة في هذه الفترة.
يأتي ذلك مع بدء "القبة القطبية الشمالية" بالانكماش والبرودة التدريجية في القطب الشمالي مع اقتراب فصل الخريف، حيث بدأت الدوامة القطبية الاستراتوسفيرية بالتشكل، وتُشير الرياح العكسية حول القطب إلى انطلاق مرحلة التبريد الشتوي.
يُعتبر هذا التوقيت حاسمًا لعلماء الأرصاد، حيث تُراقب القبة القطبية عن كثب لتقدير قوة الشتاء المقبل. واللافت أن آخر البيانات تُظهر أن الدوامة القطبية تتشكل بشكل أبرد من المعتاد، ما يوحي بموسم شتوي مبكر وربما أشد من المتوسط.
وتشير التوقعات إلى أن أوروبا وأجزاء من أميركا الشمالية ستتأثر خلال الأسبوعين المقبلين بمزيد من الكتل الهوائية القطبية، مما يعزز احتمال بدء الشتاء مبكرًا.
وفي السياق ذاته، قد تشهد بعض الدول العربية، خاصة في المناطق الجبلية والمرتفعات، انخفاضات ملموسة في درجات الحرارة خلال شهري سبتمبر وأكتوبر، مع احتمال تأثر المنطقة بكتل هوائية باردة قادمة من أوروبا.
ويُرجّح أن يكون الشتاء المقبل أبرد من المعتاد، خاصة مع تشكل ظاهرة "اللانينا" في المحيط الهادئ، التي ترتبط تقليديًا بمواسم باردة ورطبة في مناطق متعددة. مع التأكيد على أن ذلك لا يستبعد احتمالات ظهور موجات حارة مفاجئة، خصوصًا في بدايات سبتمبر.
العالم يدخل مرحلة تحول مناخي سريع، والشتاء قد يبدأ فصله قبل موعده.