القيسي يكتب : في زمن الضجيج الرقمي، الإعلام الجاد لا يصرخ لكنه يهمس بما لا يستطيع الآخرون قوله
القبة نيوز - بقلم رئيس مجلس إدارة مجموعة القبة الإعلامية حمزة القيسي :
لم تعد الصحافة الرقمية مجرد نقل المحتوى إلى الشاشات، بل تحوّلت إلى أداة لتشكيل الوعي الجمعي عبر الفضاءات الافتراضية. وفي هذا المشهد المعقّد، يقدّم موقع "القبة نيوز" نموذجًا متطورًا يتخطى نقل الأخبار إلى الابتكار، مُعيدًا صياغة العلاقة بين الخبر والمتلقّي عبر وسائل التواصل الاجتماعي. هذا تحوّل جوهري من "الإبلاغ" إلى "المشاركة المشتركة" في صنع الحدث.
من الخبر الأحادي إلى الحوار التفاعلي
تحوّلت الأخبار من خطاب أحادي إلى حوار ديناميكي. فالتفاعل المباشر – عبر استطلاعات الرأي الفورية – لا يجمع البيانات فقط، بل يخلق مساحةً حيةً للمشاركة الفكرية والعاطفية، حيث يصبح الجمهور شريكًا في تشكيل السياق الإخباري وتوجيه عمق التغطية.
قوة الصورة وسرعة الإيقاع
تعتمد "القبة نيوز" خطابًا بصريًا سريع الإيقاع، تستثمر فيه قوة المحتوى المرئي والفيديوهات القصيرة. هذا التحويل الجمالي للمعلومات ليس تبسيطًا، بل إعادة صياغةٍ للواقع بلغةٍ تلامس اللاوعي البصري للجمهور، وتخترق ازدحام المحتوى بذكاءٍ عاطفي وإدراكي.
تحويل الأرقام إلى قصص مرئية
يتجاوز الموقع عرض البيانات الجافة إلى سرد قصصها عبر تمثيلات مرئية مبتكرة. يحوّل التعقيد الإحصائي إلى سرديات بصرية سهلة التدفق، لتحويل المعلومة المجردة إلى تجربة إدراكية قابلة للتلقي والمشاركة، مع الحفاظ على الدقة والعمق.
منصات التواصل: مختبرات تفاعلية
تتعامل "القبة نيوز" مع منصات التواصل لا كقنوات بثٍ تقليدية، بل كمختبرات تفاعلية تُستقى منها الأسئلة وتُستشرف الاهتمامات. كما تحوّل التعليقات إلى مادة خام للتطوير التحريري، وترفع صوت الجمهور ليكون جزءًا أصيلًا من السرد الإخباري، مما يعيد تعريف مفهوم "المصدر" في الصحافة.
نحو هندسةٍ جديدة لوصول الأخبار
لا تراهن "القبة نيوز" على الوصول للجمهور، بل على وصول الأخبار الصحيحة للوعي الصحيح. في خطوتها المقبلة، تعلن الغرفة الرقمية عن تحول جوهري في إستراتيجية التوزيع:
"الانتشار الاخباري : أدوات مخصصة بالاهتمامات تجمع بين الخبر العاجل والتحليل المكثف
الصحافة المتفرعة: كل تقرير رئيسي يُولد محتويات فرعية (بودكاست مصغّر، إنفوجرافيك، أسئلة تفاعلية) تُوزَّع على منصات مختلفة حسب طبيعة جمهورها.
الانتشار العضوي: تحاليل استراتيجية مع صنّاع محتوى متخصصين في الاقتصاد والاجتماع، لاختراق الفقاعات المعلوماتية.
هذا ليس تغييراً تقنياً فحسب، بل اعترافٌ بأن المعركة الحقيقية لم تعد في صناعة الخبر، بل في كسر الحواجز بينه وبين عقل المتلقي. الغرفة الرقمية تتحول إلى جسرٍ ديناميكي: حيث تُصمَّم الأخبار ليس كيف نرويها، بل كيف يلمسها المجتمع.
"السبق لم يعد لمن يصرخ أولاً، بل لمن يُغيّر طريقة سماعنا للعالم".
بهذه العبارة تُعلن القبة نيوز أن جدران غرفتها ستظل مفتوحة، وأدواتها قيد التطوير الدائم، لأن الصحافة الجديدة - في جوهرها - ليست منصة تُبنى، بل حوارٌ لا ينتهي.نحو هندسةٍ جديدة لوصول الأخبار
تابعوا القبة نيوز على 
