القبة نيوز- في الوقت الذي تهدد فيه تل أبيب باستئناف حربها على قطاع غزة، وتجنّب دخول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، تُمسك واشنطن بخيط التفاوض مع حركة المقاومة الإسلامية "حماس".

فقد كشف موقع "أكسيوس" عن مخاوف إسرائيلية من المحادثات السرية التي جرت بين الولايات المتحدة وحركة حماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى، بحسب مسؤول إسرائيلي ومصدر مطلع.

"مكالمة صعبة"

وذكر الموقع أن مكالمة وصفها بـ"الصعبة" أجريت بين وزير الشؤون الإسرائيلية رون فيرنر المقرب من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ومسؤول ملف الرهائن الأميركي آدم بولر الذي أجرى محادثات مع حماس قبل أيام.

وركزت المحادثات الأميركية مع حماس على إعادة المحتجز الأميركي عيدان أليكسندر وجثث أربعة محتجزين آخرين.

وتطرقت أيضًا إلى تفاصيل محددة مثل عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم ضمن صفقة التبادل مقابل ألكسندر، وأن إسرائيل اعترضت على هذه النقاط، وفق "أكسيوس".

وبحسب مصادر لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، جمعت مباحثات في العاصمة القطرية الدوحة بين وفد من واشنطن وممثلي الحركة.

وخلال المباحثات التي جرت من دون وساطة ولا إبلاغ إسرائيل، اقترح الجانب الأميركي استئناف المساعدات وتمديد وقف إطلاق النار في غزة لشهرين آخرين. ويعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، هذه المباحثات، خطوة لصالح الحليفة إسرائيل، وفق الصحيفة الأميركية.

وفي البيت الأبيض، أكد ترمب للصحفيين، أن الولايات المتحدة تجري مناقشات مع حركة حماس بشأن الرهائن الإسرائيليين والأميركيين الذين لا يزالون محتجزين في غزة، مشيرًا إلى أن إدارته تساعد بذلك إسرائيل.

وأضاف: "نحن نتفاوض عن رهائن إسرائيل ولا نقوم بشيء لمصلحة حماس، فنحن لا نعطيهم أموالًا كما فعلت الإدارة السابقة، كما أني تمكنت من تحرير 59 رهينة ولم نعطهم شيئًا في المقابل"، حسب قوله.

واشترط المقترح الأميركي، الذي حمله مبعوث واشنطن إلى حماس إطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة، بمن فيهم رهينة أميركي.

تمسّك ببنود الاتفاق الموقّع

في المقابل، تصرّ حماس على شرط الانسحاب الإسرائيلي الكامل، ووقف دائم للحرب، مع تجديد التزامها بتطبيق بنود الاتفاق.

وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة، إن المقاومة التزمت بجميع بنود اتفاق وقف إطلاق النار، وأن الاحتلال تنصل من التزاماته فيما يخص الإغاثة والإيواء.

ودعا أبو عبيدة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الالتزام أيضًا بما وقّع عليه سابقًا، مؤكدًا أن "ما لم يأخذه الاحتلال بالعدوان لن يأخذه بالتهديدات والحصار والتجويع".

وأضاف أن حماس تعمل على سحب كل الذرائع التي تحاول إسرائيل جاهدة أن اختلاقها، مشددًا على أن حماس تسعى لحقن دماع الفلسطينيين، واحترام الوسطاء في اتفاق غزة.

وفي خضم ذلك، ظهر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير في غلاف قطاع غزة وسط عدد من الجنود الجيش الإسرائيليين، في محاولة لرفع حالة التأهب لديهم.

وقال زامير إن قواته مستعدة للعودة إلى القتال، وأنه يتوجب أن يكون الجيش جاهزًا طوال الوقت.

وأضاف موجهًّا حديثه للجنود: "أنتم خط دفاعنا الأول وتدافعون عن المواطنين في سديروت أمامكم".