السرطان الديموغرافي .... بقلم النائب السابق مصطفى الرواشده.....
السرطان الديموغرافي .... بقلم النائب السابق مصطفى الرواشده.....
عندما تغيب عن بعض المجتمعات العقيدة الوطنية الجامعة والتي سقفها الوطن والانتماء له والإيمان كل الإيمان بضرورة الحفاظ عليه ومنجزاته تكون النتيجة حتما الولاء للطائفه والحزب والمذهب والمنطقة وعلى اساسه يدب مرض خطير يفتك بالمجتمع ويؤدي حتما الى الصراع والاقتتال ويكون الضحية حتما الوطن والمواطن ان غياب العقيدة الوطنية عن اي مجتمع كان هو غياب للعدالة وغياب للقوة وغياب للانجاز وغياب للابداع التجارب ماثلة أمامنا ما يحدث اليوم في عديد الأقطار من اقتتال مرده الى غياب الهوية الوطنية الجامعة والتي لاتتناقض باي حال من الأحوال مع اي انتماء اخر لكن عندما يتم تغليب الهوية الفرعية والمبنية على أساس مذهبي او طائفي او حزبي تكون النتيجة بداية مرض ينخر بالمجتمع وقد يكون الشفاء منه صعبا او مكلفا وما يشكل خطرا في انتشار هذا المرض الاجتماعي اللعين هو قيام أحزاب وتكتلات بشرية على أساس عقائدي ديني متطرف وفكري متعصب، وكأن الدين نزل من السماء ليكون حكراً عليهم. ولا تؤمن تلك التكتلات بالوطنية ولا بالقومية وتعتبرها من المحرمات والموبقات وتحاول ان تجعلها في إطار حزبي لا يعترف بالآخر، وتحاول ان تبقى معزولة عن باقي المجتمع، ولا تعترف بوجود أطياف بشرية تعتنق خلاف ما تعتنقه هي من عقيدة دينية أو فكرية وضعية أخرى، فتنزع عن نفسها ثوب الوطنية والقومية