شكرا
عبدالهادي راجي المجالي
من هو الشخص الذي صمم العرض العسكري في ميدان الراية؟.. نحن شاهدنا العرض ولكن هنالك شخص صمم الفقرات, ونسق دخول الطائرات.. وقام بقياس الوقت وترتيب كل شيء بدقة.. شكرا لهذا الشخص المجهول.
ونحن لا نعرف من وقف على برج مطار الملكة علياء, ونسق وصول طائرات الزعماء العرب, بحيث جعل الوقت بين كل طائرة وأخرى متساويا.. وظل في حالة طوارئ حتى وصول اخر طائرة, دون تداخل ودون تغير في المسارات دون جعل أخرى تحوم حول المطار..شكرا لهذا الشخص.
ونحن لا نعرف من هو ضابط الحرس المسؤول عن موقع المؤتمر, والذي رتب وصول الزعماء, وتفقد مناطق الغلق العسكرية, وأمن حراسة الوفود.. وأظنه منذ شهر لم يشاهد الأولاد, لم يقم بزيارة الدار.. أظنه امضى وقته بين العسكر, يوزع الوظائف ويتفقد كل كبيرة وصغيرة.. نقول شكرا لهذا الضابط.
ونحن لا نعرف, من هو المهندس الذي أشرف على مكان القمة.. والذي أمضى الليل في تفقد أجهزة الصوت, وتفقد الإنارة .. وحدد مكان نصب الكاميرات, وتفقد الوصلات الكهربائية, نحن لا نعرف شكله ولا اسمه.. ولكنه في مكان لا مجال للخطأ فيه .. وكل شي يجب أن يكون متقنا, نقول:- شكرا لهذا المهندس.
نحن أيضا لا نعرف, ضابط الحركة المسؤول عن توفير هذا الكم من السيارات للزعماء والوفود المرافقة, لا نعرف كم أمضى من وقته في توزيع السائقين وتحديد مسارات الوفود, وإدامة تشغيل وصيانة هذه السيارات.. وإيجاد المواقف.. واستخدام الأنواع المناسبة.. حتما لا نعرف من هو ولكننا نقول له:- شكرا لك.
نحن لا نعرف أيضا, من هو المهندس المسؤول في الملكية الأردنية, عن مهاجع الطائرات, فقد وصل للمطار كم هائل من الطائرات الضخمة, وكيف أوجد اماكن لإصطفافها, دون أن يعطل أو يعيق حركة الطيران المدني.. وكيف نسق عملية جرها وفرق الصيانة... والمحافظة عليها, وتزويدها بالوقود ..لا نعرف من هو ؟ ولكننا نقول له :- شكرا لك .
ونحن أيضا لا نعرف من هو ضابط العهدة الذي وزع الذخيرة والسلاح على الأفراد الذين سيقومون بحماية مكان القمة.. وكم جهز من العتاد, وما هو النوع المستخدم وهل حدد.. كمياته.. نحن لا نعرفه, ولكننا نقول:- شكرا لك.
في كل حدث, هناك أناس يكونون خلف الستارة.. ينفذون المهام بكامل الحرص والدقة, ومن ثم يعودون لمنازلهم.. والتعب لحظتها, يستلقي على أجفانهم أكثر من النعس...هؤلاء الناس الذين لا نعرفهم, وددت أن أشير لهم فقط.. وأقول لهم بكل ما في الحب . من نبض ووطن ..سلامي لكم .
نقلا عن الرأي