دماء على الطريق
القبة نيوز- حادثة العدسية ربما تكون هي الأكثر تفاعلا واستياءا واثارة للحزن بين الأردنيين لكثرة عدد الضحايا و المصابين فلا يعقل أن يسقط ثمانية ضحايا وأربعة عشر جريحا خلال دقائق نتيجة تعطل كوابح جرار تحمل كمية من الحديد على سطحها نزول طريق العدسية المنحدر نحو البحر الميت
كان نمط الحوادث في الأردن يمر بشكل عابر حيث تسجل إصابات طفيفة و اضرار مادية اما الان فلا تخلو بضعة أيام من تسجيل حادث سير لقتيل أو قتيلين . و لتفكيك هذه المعضلة التي أصبحت حربا على الوطن و المواطن فلابد من الاعتراف بالواقع المر الذي يبدأ بتراجع البنية التحتية للشارع و تأكلها وغياب صيانتها لسنوات طويلة وكذلك غض النظر عن جودة استيراد الإطارات والكوابح وبعض قطع الغيار و الزيوت .
على الصعيد الاخر الحمولة الثقيلة و وجودها على الطرق كالجرارات التي تحمل الحديد أو الصخور أو تلك الصهاريج التي تحمل المشتقات النفطية و الزيوت و تزاحم مركبات المواطن في أوقات الذروة فقد آن الأوان لتنظيم سيرها و الزامها بتوقيتات مختلفة تكون ما بين منتصف الليل و اوقات الفجر.
أما الجانب الإنساني المهم فهو ما نلاحظ على الطرق من مخالفات من بعض الأخوة السائقين و ارتكابهم تعمدا لبعض المخالفات الخطرة كقطع الإشارة الحمراء او عدم ربط الحزام أو استخدام الهاتف النقال أو تغير المسرب المفاجئ أو التتابع الخاطئ أو السرعة الزائدة ، كل ما ذكر من أسباب اذا لم تتم معالجتها سنبقى نصبح و نمسي نودع أعزاء و أحبة من أبناء و بنات هذا الوطن لا ذنب لهم سوا أنهم كانوا يسيرون على إحدى الطرق في توقيت خاطئ لحظة وقع حادث ما .
جرس إنذار أحببت من خلاله أن أقول لنوقف شلال الدماء على طرقنا فهذه الحرب العبثية ليست عدوا فرض علينا بل نحن فرضناها وندفع ثمنها وعلينا أن نوقفها
محمود الحويان
١١ _ ٥ _ ٢٠٢٣