الذكاء الاصطناعي : 300 مليون وظيفة معرضة للخطر
القبة نيوز- توقع خبراء اقتصاديون في بنك غولدمان ساكس الأمريكي أتمتة ما يصل إلى 300 مليون وظيفة بدوام كامل في جميع أنحاء العالم بطريقة ما؛ من خلال أحدث موجة من الذكاء الاصطناعي التي أنتجت برامج مثل روبوت الدردشة ChatGPT.
حيث قال الاقتصاديون، في تقرير نُشر الأحد 26 مارس/آذار، إنَّ 18% من الوظائف على مستوى العالم يمكن حوسبتها، وستشعر الاقتصادات المتقدمة بتأثير ذلك أعمق مما ستشعر به الأسواق الناشئة، وفق ما ذكرته شبكة CNN الأمريكية الأربعاء 29 مارس/آذار 2023.
كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الوظائف
يرجع ذلك جزئياً إلى أنَّ الموظفين ذوي الياقات البيضاء يُنظَر إليهم على أنهم أكثر عرضة للخطر من العمال اليدويين. وتوقع الاقتصاديون أن يكون العاملون الإداريون والمحامون هم الأكثر تضرراً، مقارنةً بـ "التأثير الضئيل" الذي ستشهده المهن التي تتطلب مجهوداً بدنياً أو المهن الخارجية؛ مثل أعمال البناء والإصلاح.
في الولايات المتحدة وأوروبا؛ يُقدِّر البنك أنَّ ما يقرب من ثُلثي الوظائف الحالية "مُعرّضة لدرجة معينة من أتمتة الذكاء الاصطناعي"، وما يصل إلى ربع جميع الأعمال يمكن أن ينجزها الذكاء الاصطناعي بالكامل.
إذ كتب الاقتصاديون، في تقريرهم، أنَّ الذكاء الاصطناعي التوليدي إذا "وفّى بقدراته الموعودة، فقد يواجه سوق العمل اضطراباً كبيراً". ويشير مصطلح الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى التقنية الكامنة وراء ChatGPT، روبوت الدردشة الناجح الذي أحدث ثورة في العالم.
بينما دفع ChatGPT، الذي يمكنه الرد على الطلبات وكتابة المقالات، العديد من الشركات بالفعل إلى إعادة التفكير في كيفية عمل الأشخاص كل يوم.
فيما كشف مُطوِّر البرنامج، هذا الشهر، عن أحدث إصدار من نظام تشغيل الروبوت GPT-4 أو "المُحوِّل التوليديّ المُدرَّب مسبقاً-4". وقد أثارت المنصة إعجاب المستخدمين الأوائل بسرعة بقدرتها على تبسيط البرمجة وإنشاء موقع ويب سريعاً من رسم بسيط واجتياز الاختبارات بعلامات عالية.
نتائج إيجابية للابتكارات التكنولوجية
كتب الاقتصاديون في غولدمان ساكس أنَّ الاستخدام الإضافي لمثل هذا الذكاء الاصطناعي سيؤدي على الأرجح إلى فقدان بعض الوظائف. لكنهم أشاروا إلى أنَّ التاريخ يوضح أنَّ الابتكارات التكنولوجية التي تؤدي في البداية إلى إزاحة وظائف، تسهم في نمو العمالة على المدى الطويل.
في حين أنَّ أماكن العمل قد تتغير، فإنَّ تبني الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع يمكن أن يؤدي في النهاية إلى زيادة إنتاجية العمل – وزيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي بنسبة 7% سنوياً على مدى 10 سنوات، وفقاً لبنك غولدمان ساكس.
أضاف الاقتصاديون: "على الرغم من أنَّ تأثير الذكاء الاصطناعي في سوق العمل يُرجَّح أن يكون كبيراً، لكن معظم الوظائف والصناعات غير مُعرَّضة للأتمتة إلا جزئياً، وبالتالي من المرجح أن يأتي الذكاء الاصطناعي مكملاً لها، دون أن يحِل محلها".
كما تابعوا: "يعمل معظم الموظفين في المهن المُعرَّضة جزئياً لأتمتة التكنولوجيا، وبعد اعتماد الذكاء الاصطناعي، من المرجح أن يوجهوا على الأقل بعضاً من قدرتهم المُحرَّرة نحو الأنشطة التي تزيد الإنتاج".
فيما أوضح الباحثون أنَّ من بين العمال الأمريكيين المتوقع تأثُرهم، على سبيل المثال، يمكن إسناد 25% -50% من عبء عملهم إلى الذكاء الاصطناعي.
بينما قال الاقتصاديون: "إنَّ الجمع بين فرص تحقيق وفورات كبيرة في تكاليف العمالة، وخلق فرص عمل جديدة، وزيادة الإنتاجية للعمال غير المُستبدَلين بالتكنولوجيا، يزيد من إمكانية ازدهار إنتاجية العمل مثل تلك التي أعقبت ظهور تقنيات سابقة للأغراض العامة مثل المحرك الكهربائي والحاسوب الشخصي".