دولة اليابان الأفضل في مقاومة الزلزال !
القبة نيوز - تشتهر دولة اليابان بكونها موطناً لبعض أكثر المباني مرونة في العالم، حيث تحافظ البنايات الشاهقة على اتزانها وتماسكها بتقنيات راقصة تتصدى للهزات الأرضية والزلازل الخطيرة دون انهيار.
إذ تهيمن المرتفعات الشاهقة في طوكيو وأوساكا ويوكوهاما على مناظر المدينة من حولها، وتُعد الخلفية الثابتة للحياة الحضرية اليومية في اليابان، كما هو الحال في أي مدينة كبيرة ومتطورة في العالم.
لكن وبينما يعج الناس وحركة المرور من حول تلك الأبنية، فإنها ثابتة ومنتصبة بشكل يجعل اليابان حالةً استثنائية في المقاومة، رغم وقوعها في بؤرة حزام الزلازل المعرَّضة لخطر الضربات الأرضية الشديدة.
من أبرز المعايير المفروضة على الأبنية في اليابان القوانين التالية، بحسب موقع Plan Radar:
1- قانون تايشين: هذا هو الحد الأدنى من متطلبات المباني المقاومة للزلازل في اليابان، ويفرض أن تكون العوارض والأعمدة والجدران ذات سماكة دنيا لمواجهة الاهتزاز الأرضي عندما يضرب المدن.
2- قانون سيشن: هو المستوى التالي من المباني المقاومة للزلازل في اليابان، ويُوصى به للمباني الشاهقة، حيث يستخدم مخمّدات تمتص الكثير من طاقة الزلزال. وفيه يتم وضع طبقات من الخرائط المطاطية السميكة على الأرض، أسفل الأساسات، التي تمتص الهزات بشكل كبير.
3- قانون منشين: هذا هو الشكل الأكثر تقدماً للمباني المقاومة للزلازل في اليابان، وهو أيضاً الأعلى تكلفة. وفيه معايير لبناء هيكل المبنى نفسه بشكل معزول عن الأرض، بواسطة طبقات من الرصاص والفولاذ والمطاط التي تتحرك بشكل مستقل مع الأرض تحتها عند حدوث الهزات الأرضية. وهذا يعني أن المبنى نفسه يتحرك بشكل طفيف لامتصاص الصدمة.
استثمارات بمليارات الدولارات في التكنولوجيا المتطورة
تستثمر اليابان في التكنولوجيا الجديدة والحلول المبتكرة بميزانيات ضخمة، يقول مراقبون إنها لا تُقدر بثمن في مستوى كفاءتها في حماية الأرواح والممتلكات والإمكانات الاقتصادية.
وبحسب تقرير لموقعBBCالبريطاني، في أعماق العاصمة طوكيو تم تأسيس قناة التفريغ الخارجية لمنطقة العاصمة تحت الأرض، وهو نفق يزيد طوله عن 6 كيلومترات.
تم تصميم النفق للتعامل مع الفيضانات من التسونامي، أو أي إعصار محتمل في المستقبل، وذلك عن طريق توجيه المياه إلى نهر إيدو دون التعرض للصدمات والانهيار.
استغرق حفر النفق 13 عاماً بكلفة 3 مليارات دولار، لكن مساهمته في سلامة المدينة لا تُقدر بثمن، بحسب موقعWe Build Valueللمعمار والبناء.
تشهد اليابان ما معدله 2000 زلزال كل عام تقريباً بمستويات متفاوتة، بعضها ذات إمكانية تدمير عالية للغاية. في عام 2011، عندما ضرب البلاد زلزال بقوة 9 درجات على مقياس ريختر، لم تتأثر الدولة تقريباً، بل كان 27 قطاراً عالي السرعة من طراز شينكانسن قيد الخدمة، وكأن شيئاً لم يكن.
كل هذا بفضل أجهزة قياس الزلازل الموضوعة في جميع أنحاء البلاد، والتي يمكنها اكتشاف هزات الأرض في وقت مبكر، والتي تمكن موصّلات القطار السريع من تنشيط مكابح الطوارئ قبل ثوانٍ قليلة من وصول أعنف موجات الزلزال.