«الأوقاف»: إطلاق مبادرة التلاوة الجماعية للقرآن عقب كل صلاة بالمساجد
هديل الدسوقي
أطلقت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية مبادرة التلاوة الجماعية للقرآن عقب أداء كل صلاة في المساجد وصولا الى ختمته خلال فترة محددة، سعيا لتوثيق صلة المصلين بكتاب الله وتنويرا لعقولهم وقلوبهم.جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده وزير الأوقاف الدكتور وائل عربيات يوم أمس الاثنين في مسجد الملك عبدالله، بحضور أئمة المساجد من كافة المحافظات.
واوضح عربيات ان المبادرة تحمل اسم مبادرة الملك عبدالله الثاني بن الحسين لختم القرآن.
ولفت الى ان المبادرة ستنطلق اعتبارا من الاول من رجب، وبقراءة ربع حزب من القران الكريم بعد كل صلاة من الصلوات الخمس من قبل الائمة والمصلين.
واشار عربيات الى ان المصلين والأئمة في جميع المساجد سيشاركون في المبادرة وختم القرآن 60 الف مرة في السنة.
وقال الوزير ان المبادرة التنويرية جاءت بعد ان انتهت الوزارة من تنفيذ مبادرة المسجد الجامع والعنوان الموحد للخطبة.
وحضر اطلاق المبادرة في قاعة المؤتمرات في مسجد الملك عبدالله الثاني ابن الحسين عشرات الموظفين من مختلف مديريات الأوقاف في المحافظات.
ومن جانبه قال الناطق الاعلامي للوزارة سنان المجالي لـ"السبيل" ان المبادرة تهدف الى رفع الغمة عن الاردنيين من خلال الدعاء دبر كل ختمة قرآن بأن يحفظ الله الاردن وأهله ويتم عليهم نعمة الأمن والامان.
وكان عربيات ذكر ان المنابر في المساجد "يجب أن تكون منارات علم وتعلم تعكس سماحة الإسلام ورحمته للبشرية جمعاء، لمواجهة المعركة التي يشنها أعداء الإسلام بما يحملونه من إجرام وظلم وتشويه لصورة الإسلام الحقيقية".
وقال خلال لقائه الأحد الأئمة والوعاظ والعاملين الإداريين في مديرية أوقاف الطفيلة "ان المعركة التي نخوضها دفاعا عن ديننا الذي يتعرض لهجمة شرسة واختطافه بتشويه صورته النقية، تتطلب منا جميعا ان نتمسك بديننا، دين السماحة والاعتدال والذي حمل صورته الزاهية الينا من بعد رسول الهدى وخاتم الانبياء والمرسلين سيدنا محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم، سلف صالح من الأتقياء والصالحين ليبقى نقيا دون تشويه".
وأضاف، ان ذلك "لن يكون إلا من خلال الدور الذي يتحمله الخطباء والوعاظ في مواجهة كل مارق وجاهل يريد ان يختطف هذا الدين لتحقيق مصالحه"، مؤكدا في ذات الوقت الحاجة الى تنوير أبنائنا بكل من يتسلل لهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي والانترنت وتحصينهم عبر المساجد.
وقال ان "من يحارب باسم الدين ويقتل باسم الدين يشوه صورة الإسلام الذي لم ولن يكون غير دين سماحة ونبذ للتطرف والتعصب ودين محبة وتعاون وتسامح"، مشيرا الى ان "وزارة الأوقاف لن تسمح بالفساد فيها، كما أن الدولة لا تتستر على فاسد بفضل الله".
واكد أنه "لا يوجد ظلم منظم، بل يوجد ظلم أفراد عندما يتم تعطيل الأنظمة والقوانين"، معلنا انه تم طرح عطاء توريد الأجهزة والمعدات اللازمة لغاية الأذان الموحد في جميع مساجد الطفيلة بكلفة تزيد عن 50 ألف دينار ليتم قريبا ربط جميع مساجد الطفيلة بأذان واحد.
واضاف، بحضور مدير الوعظ والإرشاد في الوزارة اسماعيل الخطبا ومدير أوقاف الطفيلة الدكتور لؤي الذنيبات، ومفتش الأوقاف في الجنوب حسني المرايات ان لخطباء المساجد وائمتها دورا كبيرا في الانتصار على اعداء الدين من خلال ادائهم لرسالة الأنبياء والتصدي لما يسيء للدين والدعوة الى الله والى دين الإسلام بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة.
وبين عربيات ان الوزارة أطلقت مبادرات ومشروعات إصلاحية بدأت بالمسجد الجامع الى جانب الخطبة الموحدة، والتي جاءت عبر توحيد موضوع خطبة الجمعة الذي بدأته الوزارة في اطار برنامج ونهج إصلاحي ضمن مواجهة التطرف والتصدي للمعركة التي نواجهها دفاعا عن ديننا، برسالة جماعية تنقل من على منابر المساجد، وبالتالي فالخطبة الموحدة التي تخضع لدراسات ليست انتقاصا من دور خطيب وليست مقيدة بنص حرفي وانما بموضوع، ولن تكون موجهة لسياسة معينة او تدافع عن قرارات حكومية، لافتا الى أهمية دور خطباء المساجد في تحصين المجتمع من الأخطار.
واشار الوزير عربيات الى ان اعتماد الوزارة للمسجد كجزء من برنامج اصلاحي تمضي به الوزارة لتطوير ادائها ورسالتها جاء متماشيا مع الشرع في جمع المسلمين بمسجد جامع تؤدى فيه العبادات، وهو بالتالي اداة وحدة بين المسلمين يجمع ولا يفرق.
وقال :"علينا ان نفرق بين خطبة الجمعة والدرس الديني، فالخطبة تعالج قضية عامة للأمة وتتناول قضايا شرعية وهموم امة، والدرس يعالج قضية قد تكون محصورة جغرافيا في منطقة محدودة، والواقع ان هناك مساجد كانت تقام فيها خطبة الجمعة بعدد محدود من المصلين وتم تجميعها وفق أحكام الشرع".
وفي معرض رده على مطالب الأئمة والوعاظ والمؤذنين في أوقاف الطفيلة، اكد عربيات ضرورة الترشيد في الطاقة الكهربائية في ضوء مخصصات مالية لفاتورة الكهرباء لا تتجاوز أربعة ملايين.
كما أجاب الوزير عن المطالب والاحتياجات التي قدمت في اللقاء ليصار إلى تنفيذ الممكن منها في ضوء الإمكانات المتوافرة.