الكاتب والباحث سالم محمود الكورة

القبة نيوز- قد نختلف في وجهات النظر والراي الاخر ولكن دول تختلف في معاييرها وتعاملها النمطي تجاه القضايا الدولية والتي يلعب فيها الجانب الانساني الدور الرئيسي والهام ، ففي الحروب تجد المعادلة الانسانية هي الضعيفة والهشة والغير مكتملة ومن خلال متابعتي لمجرى الاحداث على الساحة الدولية وخاصة في النزاع الروسي الاوكراني اجد بان نظرية الدم الازرق blue bloodوكانها عادت من جديد الى الساحة الدولية ،وهو مصطلح انجليزي قديم تم تسجيله منذ عام 1834ويشير الى النسب النبيل وهو من العصور القديمة والوسطى في اوروبا ويشير الى اشخاص من افراد العائلة المالكة حول العالم واصحاب الدم الازرق هم اشخاص مميزون حسب هذه النظرية والتي نلمس فيها الجانب العنصري هو الطاغي على هذا المصطلح .

منذ اشهر والحكومة الروسية تقوم بحشد قواتها على الحدود البرية الاوكرانية بما يقارب 90الف جندي روسي مع معداتهم العسكرية الثقيلة ووضع التجهيزات العسكرية الحديثة على الحدود، وقد كان يخرج علينا الرئيس بوتن عبر الاعلام بانه لاينوي الهجوم او محاربة اوكرانيا نافيا بتصريحاته وجود القوة العسكرية الموجودة على الحدود علما بان الاعلام كان يبث مباشرة من الحدود الروسية صورا تظهر فيها وجود القوات العسكرية الروسية والمعدات العسكرية الثقيلة التي كانت برفقتهم .

بداء الهجوم الروسي على اوكرانيا في 24/2/2022 دولة الجوار من قبل الدولة العظمى روسيا وصاحبة التاريخ العسكري والنووي ايضا والمليء بالانجازات العسكرية والحربية والخبرة الدولية في الحروب والمعارك العالمية منذ نشاتها وظهورها كدولة عظمى ،فبدات هجوما مدمرا على اوكرانيا الدولة المجاورة لها والتي يبلغ عدد سكانها 44 مليون نسمة مستخدمة جميع الاسلحة المتطورة لديها ومهددة اوروبا وامريكا باستخدام الترسانة النووية الموجودة لديها ،ورفض الرئيس فلاديمير بوتين جميع الوساطات الدولية والدبلوماسية ،فالرئيس بوتين لم يبالي ولم ياخذ بعين الاعتبار جميع هذه الوساطات والتحركات الدبلوماسية الدولية في هذا الشان .

في حين صرح الباحث العسكري البريطاني الدكتور جاك واتلينغ وهو باحث في الحروب والعلوم العسكرية بان 75%من القوات العسكرية الروسية متواجده في اوكرانيا ومن معظم المحاور وصرح ايضا محافظ مدينة خاركيف وهي ثاني مدن اوكرانيا الكبرى، ان القوات الروسية كانت تستهدف المناطق السكنية بالصورايخ المتطورة والمدفعية ، فقامت القوات الروسية باطلاق الصواريخ والقذائف على المدن السكنية وعلى البنية التحتية لاوكرانيا وقامت بالقصف الشامل والذي عم جميع المرافق في اوكرانيا وقد طال المؤسسات الحكومية الاوكرانية فكانت الاصابات في الارواح كبيرة وايضا في الجانب الاخر الروسي ايضا ، فقد تفاجيء الروس في مقاومة اوكرانية قوية شرسة كبدت الروس خسائركبيره في الارواح والمعدات .

منذ ان وضعت القوات العسكرية الروسية على الحدود الروسية والامم المتحدة واوربا وحلف الناتو يناشد روسيا بعدم القيام بهجوم على الدولة الجار اوكرانيا الصديق لامريكا والحليف لاوروبا، فتم اصدار التهديدات والانذارات المتتالية لدولة روسيا ، ومع بداية الهجوم الروسي قامت امريكا ومعظم دول اوروربا بتزويد اوكرانيا بالاسلحة والمعدات الثقيلة والذخيرة بشتى انواعها من اجل مقاومة الجيش الروسي الذي غزى الاراضي الاوكرانية .

ان المتابع للاحداث يجد الاستنكاروالشجب اليومي الموجه الى الرئيس فلاديميربوتين فاوكرانيا دولة زراعية صناعية وتعتبر خامس دولة في العالم مصدرة للقمح وقد وصفها الاقتصاديون بانها سلة غذاء العالم وتستغل من اراضيها نسبة 71% للصناعة والزراعة. فمنذ بداية الهجوم الروسي قامت الولايات المتحدة الامريكية ومعظم دول اوروبا بقطع العلاقات مع روسيا ومضايقة روسيا اقتصاديا من جميع النواحي .

وفي الجانب الاخر تعتبر روسيا من اكبر الدول المصدر للنفط والغاز والمواد الغذائية ومن اكبر الدول المنتجة لمادة القمح في العالم ان دخولها في هذه الحرب يؤثر عليها اقتصاديا في الاجل البعيد وعلى الدول الاوروبية المجاورة ومعظم دول العالم ايضا فقد يكون زلزال اقتصادي عالمي يهز العالم باسره لاسمح الله .

مع اشتداد الصراع القائم بين روسيا واوكرانيا بدا الاتحاد الاوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية في فرض عقوبات واسعة النطاق على دولة روسيا مما يؤدي الى اضعاف الاقتصاد الروسي وزعزعة المنظومة الاقتصادية والتي قائمة على اساسها دولة روسيا العظمى ، فطالبت هذه الدول بعزل روسيا عن نظام سويفت المصرفي العالمي وقامت باغلاق المجال الجوي امام الطيران الروسي وقامت بهجوم سيبيري على المواقع الالكترونية الحكومية الروسية .

لقد دخل اللاجئين الاوكران الدول المجاورة بكل احترام وتقدير وترحيب وضمن تسهيلات مميزةتختلف عن معاملة الاجيء الافغاني او السوري او العراقي او الفلسطيني او اليمني ، فمن خلال متابعتي للاحداث وتطورها في اوكرانيا ومع تنامي الهجوم الروسي الى ان وصل المدن المحيطة بكييف العاصمة ، اجد الدعم العسكري المستمر من قبل امريكا واوربا لها واتذكر فلسطين الارض العربية المحتلة منذ عام 1948والتي احتلها الكيان الصهيوني بناء على وعد بلفور المشؤوم والذي وعد اليهود باقامة دولة يهودية على ارض فلسطين لهم ،وما زالت الارض العربية محتلة تان من وجود الاحتلال الغاشم المستبد على ارضها فمنذ 1948والمحتل يعبث في ارضها المباركة فسادا وفجورا وقتلا وتدميرا وتوسع في الاستيطان على حساب ارضها المحتله وتهجير اهلها منها قصرا واسرائيل تلقي في جميع القوانين الدولية في البحر ضاربة بعرض الحائط كل مايصدر من الامم المتحدة بشان القضية الفلسطينية .

انني استهجن واستغرب ما يجري على الساحة الدولية والوقفة الجادة والحازمة من قبل الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد الاوروبي ومعظم الدول الاوربية مع دولة اوكرانيا وعندما اعيد ذاكرتي والتي تقع بين الماضي الغير بعيد والحاضر الذي نعيشه اجد بان الفرق شاسع بعيد بعد السماء عن الارض في التعامل مع القضية الفلسطينية منذ الاحتلال الصهيوني فلم يتحرك العالم بجدية كما ارى اليوم في الصراع الروسي الاوكراني .

فمتى يتحرك العالم بقيادة الغرب لحل القضية الفلسطينية واعادة الحقوق المسلوبة لاهلها - ولن اقول بقيادة الامم المتحدة فالامم المتحدة باتت قراراتها حبرا على الورق واصابها التلف مع مرور الزمن، فالقضية الفلسطينية تمثل مركز الصراع في الشرق الاوسط ، فباتت فلسطين العربية الارض المحتلة لابواكي لها ولامغيث تستغيث به فالازدواجية في التعامل مع القضايا الدولية واختلاف المعايير والتحول الاستراتيجي في العمل السياسي الدولي بات مؤثرا ومؤرقا ، فمن خلال المتابعة للجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة الأمريكية والحلفاء الأوربيين اجد الجيوسياسية قد أخذت عاملا رئيسيا في الجهود الدولية تجاه الغزو الروسي لاوكرنيا

بعيدا عن دور الأمم المتحدة وغياب القانون الدولي في الصراع القائم .