خريجو إعلام يطالبون بحقهم بتدريس مادة التربية الاعلامية
القبة نيوز- لا تزال سهير دراغمة إحدى خريجات الصحافة والإعلام تبحث عن شاغر في مجال اختصاصها منذ 19 عاما، فبالرغم من طرقها لأبواب العمل، إلا أنها مغلقة دون جدوى.
دراغمة ما زالت تنتظر دورها للتعيين، مبينة أن الظرف الاقتصادي يستدعي استثمار كفاءات الخريجين، والعمل على إشغالهم في وظائف ضمن نطاق تخصصاتهم.
وقالت دراغمة لوكالة الانباء الاردنية (بترا) ان املها بالوظيفة من خلال تدريس التربية الإعلامية تجدد، وما لبث ان تبدد، مما دفعها وغيرها من الخريجين، لإطلاق "هاشتاج" (خريجو الاعلام أحق بالتربية الإعلامية). وتصدّر "الهاشتاج" صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، في مطالبة لحصر تدريس تلك المادة من قِبل خريجي الإعلام.
وكانت وزارة الثقافة قد أطلقت العام الماضي الخطة الوطنية لنشر التربية الإعلامية والمعلوماتية (2020-2023)، والتي ركّزت فيها على تدريب نحو 90 بالمائة من مدارس وزارة التربية والتعليم في محافظات المملكة، في 42 مديريّة، وبناء قدرات آلاف من المعلمين لتدريس مادة التربية الإعلامية.
وقال مدير إدارة الإشراف والتدريب التربوي في وزارة التربية والتعليم رائد عليوة، إن مشروع التربية الاعلامية والمعلوماتية هو بالتعاون مع معهد الاعلام الأردني وفقا للخطة الوطنية، حيث تم تشكيل لجنة توجيهية عليا للمشروع.
وأكدت وزارة التربية والتعليم عدم الحاجة إلى كتاب مدرسي خاص بالتربية الإعلامية، مشيرة إلى ان الأمر يعتمد على تعزيز مهارات واتجاهات وبناء قدرات المعلمين في هذا السياق، وفقا لمدير إدارة التعليم في الوزارة الدكتور سامي المحاسيس.
وفي هذا الاطار، بلغ عدد من تخرجوا في تخصص الصحافة والإعلام للسنوات الثلاث الأخيرة 540 ، بحسب نائب رئيس هيئة اعتماد مؤسسات التعليم العالي وضمان جودتها، الدكتور زيد العنبر.
وكانت نقابة الصحفيين الاردنيين قد وجّهت كتابا إلى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة أخيرا، طالبت فيه بتدريس مادة التربية الإعلامية في المدارس من قبل خريجي الصحافة والاعلام، نظرا لارتفاع أعداد الخريجين في هذا التخصص، مبدية استعدادها للمساهمة بالجهود التدريبية اللازمة.
من جانبه ركز وزير الثقافة السابق الدكتور باسم الطويسي على اهمية التربية الاعلامية لتعزيز الوعي في هذا المجال، ولاسيما في ظل التسارع المعلوماتي في زمن "السوشيال ميديا"، فيما أكد عميد كلية الاعلام في جامعة اليرموك الدكتور خلف الطاهات دعمه الكامل لـ "الهاشتاغ" الذي تم اطلاقه من قبل بعض الخريجين في تخصص الصحافة، موضحا أن مكونات أي منهاج خاص بالتربية الاعلامية يجب أن يتضمن أدوات وأبجديات لتمكين طلبة في المؤسسات التعليمية من معرفة وتمييز الحقيقة عن الاشاعة، والقدرة على تكوين خارطة رقمية للمصادر وأسلوب انتقاء المعلومات ومصادر تكوين الراي العام، ومفاهيم الموضوعية والدقة والاتزان والشمولية والحيادية وغيرها من أبجديات المهنة، وذلك بربط الجانب النظري بالتطبيق العملي.
من جهته، أشار رئيس لجنة الحريات في نقابة الصحفيين الزميل يحيى شقير، والخبير بقوانين الإعلام، إلى أن إعطاء دورة تدريبية للمعلمين لغايات تدريس التربية الإعلامية، هو أمر غير كاف، مبينا أنه لا افضل من إعطاء مواد التربية الإعلامية من قبل المتخصصين بها، في ظل وجود نسبة عالية من البطالة في هذا المجال.
ووفقا لدائرة الاحصاءات العامة فان البطالة تشكل ما نسبته 25 بالمائة بين الأردنيين للعام الحالي، بارتفاع مقداره 5.7 نقطة مئوية عن الربع الأول من العام الماضي.
الخبير الاقتصادي الدكتور قاسم الحموري دعا إلى أهمية تعاقد وزارة التربية والتعليم مع كليات الإعلام المتخصصة في الجامعات أو من خلال نقابة الصحفيين لغايات التدريب، إضافة إلى تصميم مادة إعلامية تدريبية متخصّصة.
-- (بترا- بشرى نيروخ)