عين على القدس يرصد انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ضد المقدسيين بشهر رمضان
القبة نيوز- سلط برنامج عين على القدس الذي بثه التلفزيون الاردني، أمس الاثنين، الضوء على اعتداءات سلطات الاحتلال الاسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك والمصلين خلال شهر رمضان الفضيل، اضافة الى حملته العنصرية على الأحياء المقدسية، وعلى رأسها حي الشيخ جراح.
وعرض البرنامج في تقريره الاسبوعي المصور في القدس مشاهد لاقتحام المسجد الأقصى المبارك في الـ28 من شهر رمضان المبارك، حيث أظهرت هجوما عنيفا من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، واطلاقهم وابلا من الرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع على المصلين، وعلى كل من تواجد في طريقهم من الفلسطينيين وبشكل وحشي وهمجي.
كما عرض البرنامج مشاهد تؤكد حرص الاحتلال بعدم مرور الشهر الفضيل دون تعكير الأجواء الروحانية له، من خلال الاعتداءات الوحشية التي لم تراع قدسية اولى القبلتين بشكل عام، والمصلى القبلي بشكل خاص، حيث اغرقته بالرصاص المطاطي والقنابل المسيلة للدموع، ما ادى الى اصابة المئات من المصلين فيه.
وقال أحد المصابين بالرصاص المطاطي أثناء الهجوم الهمجي، الحاج نور الرجبي، للبرنامج :" في ذلك اليوم سمعت اطلاق نار في منطقة سطح الصخرة وتم فتح باب المغاربة، ومن ثم اقتحم جنود الاحتلال المكان وبدأوا بالهجوم على الجميع دون مراعاة لصغير أو كبير ولا لحامل حجر او مسالم". ووصف اصابته بانها بدأت بقنبلة ارتدادية ضربت بالحائط وارتدت على وجهه، ثم اصيب مرة اخرى برصاصة مطاطية بكتفه من قبل قناص عند العيادة الطبية التي تم ضربها بعد ذلك.
وقال محمد الخطيب، وقد تعرض لإطلاق النار من قبل قوات الاحتلال، انه لم يشاهد في حياته هذا الكم من إطلاق الرصاص المطاطي، مضيفا بأنهم "اطلقوا بشكل جنوني وعشوائية مطلقة " على المصور والمعتكف والواقف والنائم، وبعد ذلك هرب الناس الى المسجد القبلي للاحتماء، الا ان الجنود أطلقوا عليهم غاز الفلفل بإسطوانات عبر النوافذ بهدف افراغ المسجد بشكل كامل من المصلين والمعتكفين.
وأوضح التقرير ان قوات الاحتلال استمرت بالاعتداء على المقدسيين بشكل وحشي في الأحياء المقدسية وخصوصا حي الشيخ جراح، حيث تم استهداف النساء والأطفال والشباب بالضرب واطلاق العيارات المطاطية وقنابل الصوت بهدف ترهيبهم. ووثق التقرير عددا من هذه الاعتداءات بمشاهد مصورة وشهادات لبعض من تعرضوا للاعتداءات، كالمقدسي مراد عطية الذي قال بانهم اعتدوا عليه وعلى امه وعلى جيرانه من النساء وكبار السن، وأكد بان هذه الاعتداءات تحدث يوميا اضافة الى ضرب البيوت بالقنابل واقتحامها.
أما المقدسي عماد أبو عرفة، فقال بانه تم الاعتداء عليه بطريقة وحشية وهمجية داخل منزله، وان احد الجنود صوب عليه بندقيته وضربه بها، ما سبب له جرحا بليغا برأسه. والتقى البرنامج الذي يقدمه الإعلامي جرير مرقة خلال اتصال فيديو بالناطق الرسمي باسم منظمة بتسيلم لحقوق الإنسان في الاراضي الفلسطينية كريم جبران، الذي أكد بان ما يجري اليوم هو ذروة لما كان يجري طوال 53 عاما، من محاولات تهويد وفرض السيطرة الكاملة للعرق اليهودي داخل القدس المحتلة.
ولفت الى أن عنف الاحتلال يمارس يوميا، وان ما حدث خلال شهر رمضان بدأ "بمعركة درجات باب العمود" لمنع الشبان من الاحتفال بالشهر الفضيل، الا انهم فرضوا خلال هذه المعركة وجودهم ومطالبهم، واستطاعوا بعزيمتهم وقوتهم تثبيت أمر واقع بحقهم، بالتواجد في أي مكان بمدينتهم المحتلة، رغم اعتقال وضرب وإصابة عدد كبير منهم.
وأشار جبران الى أن اعتداءات الاحتلال تطورت في حي الشيخ جراح ايضا، من خلال المشاريع التهويدية فيه، ومحاولة تفريغه من سكانه، كما جرت هناك معركة وتحد اخر مع قوات الاحتلال حيث قاوم المقدسيون وبدعم اخوانهم داخل الخط الاخضر، إجبار الاحتلال لهم لقبول الهيمنة العرقية اليهودية ضمن منظومة "الابرتايد" الإسرائيلية السائدة من نهر الاردن لغاية البحر الابيض المتوسط والتي تشمل جانبي الخط الأخضر. وأوضح أن الاحداث الاخيرة خلفت مئات الجرحى والمعتقلين لدى الفلسطينيين، كما تعرض العشرات منهم لإصابات بليغة كفقد العيون وتكسير الاضلاع، ناهيك عما يجري في قطاع غزة وما نتج عنه من استشهاد عدد كبير من الفلسطينيين وتدمير للمباني والبنى التحتية، اضافة الى عمليات التحريض التي تجري داخل الخط الاخضر ضد الفلسطينيين. وفي حديثه عن الانتهاكات الاسرائيلية الاخرى ضد المقدسيين الى جانب العنف، لفت جبران الى الاجراءات الإدارية وتهويد الأراضي والاستيطان وهدم البيوت ومنع المقدسيين من البناء، وفرض الغرامات الباهظة على التجار والمواطنين بقضايا البناء والمخالفات الإدارية. وبين أن الاحتلال صمم منظومته القضائية والقانونية داخل مدينة القدس بما لا يخدم المواطن المقدسي، ويضعه دائما "تحت سيف الاجراءات القانونية لبلدية القدس والجهات الاخرى التابعة لسلطات الاحتلال".
واشار الى توقف منظمة بتسيلم عن التعاطي مع المحاكم الإسرائيلية، واتهامهم للمحكمة العليا الاسرائيلية بأنها تمثل "العدالة الزائفة" لان المنظومة القضائية في اسرائيل مصممة لخدمة مشروع واحد وهو السيطرة والتوسع الاحتلالي، الا ان المنظمة تقوم بتوثيق انتهاكات الاحتلال ونقلها للمجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية الدولية ودول العالم. وأضاف بأن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين، وانه يتعامل مع إسرائيل على انها الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، لان القانون الدولي مصمم لخدمة مصالح الدول العظمى، فهم يجيشون الجيوش في مناطق للدفاع عن حقوق الانسان ويغضون الطرف عنها في مناطق اخرى كما يحدث في فلسطين، وان الإفلات من العقوبة يشجع المحتل على المزيد من الانتهاكات.
--(بترا)