الملك عبدالله الثاني وأزمنة البناء والحرية والتعليم
د.مهند مبيضين
القبة نيوز- الواقعة الأخيرة، «بث أو القيام باعمال تزعزع أمن البلد» كما كيفتها الحكومة الأردنية، أثبتت للقاصي والداني، قيمة الأردن، للمنطقة والعالم، هذا عدا عن كونه وطنا خاصا بالأردنيين، لهم فيه ما لهم، وعليهم فيه ما عليهم، فيه الحكم والسلالة الهاشمية، وفيه النضال الوطني والعروبة الأردنية الصافية، والكرم والصبر الذي أوجد بلداً قبل مائة عام كان سكانه نحو ربع مليون واليوم يقارب السكان والمقيمون على أرضه نحو أحد عشر مليوناً.
الأردن كان اسنفجة المنطقة، التي امتصّت كل النكبات والنكسات والهجرات، فاستوعب بأخوة وصدق كل من فاء إليه، وسمح بتمثيل سياسي وحقوق مواطنة لكل من جاء إليه من فلسطين حتى العام 1988 حيث قرار فك الارتباط، وشارك الأردنيون من اهل البلاد، من توحّدوا معهم من أهل فلسطين في المغنم والمغرم، ولم يضيرهم تأخر رئاستهم للحكومات حتى من منتصف الخمسينيات من القرن العشرين.
الهاشميون في الأردن، اقاموا دولة مؤسسات، تعاملوا بواقعية من ظروف بلدهم، قدموا التعليم كثورة ثقافية لاحراز النهضة التي عليها البلد اليوم، وادركوا عمق العروبة والحميّة الأردنية، فصاهروهم، وشاركوهم حياتهم، ولم يقيموا بعيداً عنهم، فجبل القصور يحاذي الديوان الملكي والقصور الأولى بسمان ورغدان، وجبل الجوفة يطل عليها كمرمى عصا، من الجنوب، ولا أسوار علية، تحجب صوت الفقير قبل الغني عن مسامع الملك، أي ملك، وها هو الملك عبدالله الثاني لا يترك اسبوعاً دون التواصل مع النخب والشيوخ والشباب واهل الاقتصاد، وهو الذي دأب على سماع اصوات المحتجين على بوابة الديوان لملكي ولم يضيره ذلك، بل كان يهمه ايجاد حلول للشباب ومطالبهم.
ليس الأردن بلداً طائشاً في السياسات، بل عقلاني، ولا يلقي بوعود لا يقطع بتنفيذها، بل هو اليوم رمانة الاستقرار لأقليم مهم تاريخياً وسياسياً، شمال الحجاز التاريخي، والعربية السعودية اليوم، وما بين مصر وبلاد الشام، وغرباً دولة الاحتلال البغيض، بل فلسيطن الوجع والهم الأردني الدائم، فهو في عين الاعصار دوماً. لكنه بقي صامداً، برغم ما فيه من فقر وشح موارد، وغضب من الناس على الفساد.
وتطل المعارضة الخارجية وتقذف تهماً بالفساد، والملك من جهته يقول: «إذا فسد ابني حاسبوه ولا احد فوق القانون»، ولكن من أفسد المؤسسات ومن سرق أموال الناس، ومن تهرب من الضريبة ومن ادخل البضاعة الفاسدة، ومن قتل الناس مؤخراً، في واقعة مستشفى السلط، ذلك بُعد جهوي أردني في الفساد الأهلي القرابي، لا علاقة للملك والملكة وولي عهد به.
ثم من افسد مبادرة الملك في الاردن التي حملت اسم»سكن كريم» أليسوا مقاولين أردنيين؟ من جِلدة الأردنيين وعظام الظهر الوطني، ونافذين منهم اليوم نواب ووزراء سابقين؟ ومن يتوسط عند القضاء؟ أليسوا نواب الشعب، وهذا ما قاله الملك عبدالله في لقاء خاص عام 2019!
كانت الموجعات كثيرة على الملك عبدااله الثاني، من ترامب ونتنياهو، ولكن الدعو الظاهر لا مشكلة معه، بل المششكلة ان تجد نفسك والبلد مؤخراً ضمن مخطط مشبوه للنيل من الاستقرار، لكن الملك تسامى على كل ما قيل، ومضى يقاوم صلفاً اسرائيلياً وتشكيكاً لا حدّ له من البعض الأردني للأسف الذي يقرر نيابه عن الجميع، بأن الأردن بات وطناً بيدلاً لا بل وصل البعض في ضغينته بأن يقول بأن الاردن قبل بصفقة الاردن، والواقع أن الملك عبدالله وقف شوكة في حلق الصفقة وحين اعلنت، في لقاء المنامة ارسل لها أدنى تمثيل في تاريخ مشاركات الأردن في لقاءات من ذلك الطابع.
نعم، ماحدث مؤخراً كشف عن قيمة الأردن للعالم، وبين أن الأردنيين يثقون بمؤسساتهم الأمنية، ويمنحونها أعلى مستويات الثقة، وانتهت ازمة كبيرة، بحكمة هاشمية ونبل وضقفح يليق بمن يرثون سلالة اصدق البشر، فالمُلك الاردني سلالة واضحة قارة في تاريخنا العربي، وللعائلة المالك قانون يومأسسها، والمُلك دستوري، ولا مجال لخرق الدستور فيه، والأردنيون لهم مع الهاشميين بيعة، ورأس مالهم المؤسسة الملكية التي يجب ان تكون اكثر رسوخاً، والبلد الذي يتحمل اليوم الكثير، يجب ان يبقى مستقراً.
يتحدث الناس عن عشرين سنة عجاف، وهي ليست كذلك، إلا على من قرر حجب ناظره، فقد مات الملك حسين رحمه الله وقد حصّن البلد وأبقى لها كياناً راسخاً، واعترافاً أممياً قلّ ان شهدته بلد بحجم الأردن، وكانت جنازته خير دليل على قيمة الأردن، وأكمل الملك عبدالله الثاني وعد أبيه للأردنيين، وكان وفياً لقيم الدولة، وهو القادم من مؤسسة الجيش، فاقر مجانية التعليم الحكومي، فاعفى الناس من الرسوم المدرسية التي كانت ترهق الناس في التعليم الحكومي، وإذ بالملك يتحلمها ويقود مشروع تغذية للاطفال في مدارس الحكومة في المناطق الريفية والبادية، ولم يسلم هذا البرنامج ايضاً من التشكيك وان به مواد تقلل خصوبة الاطفال مستقبلا؟، ومن خمس جامعات حكومية العام 1999 إلى اربعين جامعة وكلية جامعية اليوم، ومن 70 الف معلم إلى 140 ألف، ومن مستشفيان كبيران( المدينة الطبية والبشير) إلى مستشفى حكومي في كل مدينة، آخرها عاد للصدارة مستشفى السلط والذي بني بكلفة 90 مليون دينار ومثله بالعقبة وعجلون والبادية الشمالية وعمان مستشفى حمزه وتطوير البشير، وغير ذلك من مراكز العلاج المتخصص مثل السكري والخلايا الجذعية وتوسعة مركز الحسين للسرطان.
سكانياً، تولى الملك عبدالله وعدد الأردنيين نحو 4 ونصف واليوم العدد ثلاث اضعاف ما كان، وانفتح البلد على الاقتصاد العالمي، وتطورت خدمات الرعاية الصحية، وفي عهده ارسل ما هو ثلاث اضعاف عهد الملك الحسين في بعثات علمية لاتمام الدراسات العليا، ومن نحو 2000 عضو هيئة تدريس العام 1999 هناك اليوم أكثر من 13 ألف عضو هيئة تدريس.
نعم كانت حقبة الملك عبدالله غنية قياساً بتحدياتها وظروفها وصعوبة ان يتجاوز أحد إرث الحسين الباني، فكان لعبدالله الثاني حصة كبيرة في البناء، وليس من ذنب له أن المنطقة انفجرت عام 2010 على ربيع دموي، وليس من ذنبه تضخم انفاق الأسر التفاخري، وهو الذي حسّن ظروف المعلمين والمتقاعدين والطلبة ومأسس منحهم وقروضهم. لكن مشكلة الملك عبدالله أنه لم يملك آله اعلامية ولا مخرجي بهرجة، بل يتسم عمله بالايقاع العاقل، لكن هذا لا يمنع من تقديم الانجاز والتحولات برواية معقولة وأكثر سطوعا، بعيدة عن التطبيل والتزمير. وهو الملك الذي شكلّ اكثر من لجنة لتخفيف الصاق صوره في الفضاء العام، وطلب تخفيف الأغاني التي ترمي الناس بالنفاق والدجل.
ليس الملك عبدالله من يطلب ان يقال عنه «عبدالله بعد الله» كما تحب بعض قيادات الجمهوريات والوعود التدقمية، لا ليس ذلك نموج ملك ابن لملك وجده ملك العرب، بل كان يحب أن يقال انجزنا بحوث مشاريع علمية وطورنا زراعة تقنية، في بلد في العالم هو الأفقر بموارد المياه، لكنه يديرها بأفضل سبل الإداره.
ملك الأردن الذي ورث تركة كبيرة، حين كان يسافر كان يأخذ معه في بداية عهده اطفال وشباب أردنيين، إلى مختلف القمم، هم اليوم اساتذة جامعات، وعام 2019 حين زار إربد، وقفت متحدثة، تقول: سيدي انا كنت طفلة حين رافقتكم وتشرف بذلك، إلى الصين قبل ستة عشر عام، والآن أنا سيدي استاذة في الإعلام الجديد في جامعة اليرموك وقد تخرجت من افضل الجامعات الغربية»، آنذك قدمت تلك السيدة مرافعة عن أهمية الإعلام الجديد، وسط مطالب مناطقية عن توظيف وتعيين في الجيش.
كانت تلك قصة الملك عبدالله الثاني، مع الجيل الجديد، وهناك من يغضب، وهناك من لا يصل صوته إليه، لكن الملك ما قصر ولا تنكب لوعد والده المرحوم الملك حسين، ولم يبخل على العكسر والمعلمين والمزارعين، ولا على فلسطين، فارسل لغزة مستشفى دائم، ويمنح طلاب فلسطين 1948 مقاعد لدراسة الطب في جامعات الأردن؛ لأن اسرائيل الغاصبة تضيّق عليهم بذلك، ولم يقل يوماً، انه لا يستطيع بل عزز مقولة:» أن المستحيل في الأردن هو المستحيل»، وقد عالج الكثيرين من العرب في عمان التي كانت وستبقى بلد الطبابة والمسشتفى الكبير لكل العرب، وقاعة الأفراح التي لو أردا أي عربي معارض أو مبعد أن يقيم فرحاً لابن له لاختار عمان، كونها بلد لا يُختبر الناس فيها على ولاءهم او مولالتهم لانظمتهم، بل يأتون بحب ويبقون بحب، وهذا كله لا ينفي أن البلد في وضعية غير صعبة ولا تخلو من اخطاء.
اخيراً،العالم كله تضامن مؤخراً مع الأردن وقيادته، لأن العالم يعرف معنى استقرار الأردن، وعقلانية الملك ورشد خطابه ووعيه، والأردن بلد مبارك، وفيه خير كبير، وحكم راشد، وسلالة مباركة.
(الدستور)
الأردن كان اسنفجة المنطقة، التي امتصّت كل النكبات والنكسات والهجرات، فاستوعب بأخوة وصدق كل من فاء إليه، وسمح بتمثيل سياسي وحقوق مواطنة لكل من جاء إليه من فلسطين حتى العام 1988 حيث قرار فك الارتباط، وشارك الأردنيون من اهل البلاد، من توحّدوا معهم من أهل فلسطين في المغنم والمغرم، ولم يضيرهم تأخر رئاستهم للحكومات حتى من منتصف الخمسينيات من القرن العشرين.
الهاشميون في الأردن، اقاموا دولة مؤسسات، تعاملوا بواقعية من ظروف بلدهم، قدموا التعليم كثورة ثقافية لاحراز النهضة التي عليها البلد اليوم، وادركوا عمق العروبة والحميّة الأردنية، فصاهروهم، وشاركوهم حياتهم، ولم يقيموا بعيداً عنهم، فجبل القصور يحاذي الديوان الملكي والقصور الأولى بسمان ورغدان، وجبل الجوفة يطل عليها كمرمى عصا، من الجنوب، ولا أسوار علية، تحجب صوت الفقير قبل الغني عن مسامع الملك، أي ملك، وها هو الملك عبدالله الثاني لا يترك اسبوعاً دون التواصل مع النخب والشيوخ والشباب واهل الاقتصاد، وهو الذي دأب على سماع اصوات المحتجين على بوابة الديوان لملكي ولم يضيره ذلك، بل كان يهمه ايجاد حلول للشباب ومطالبهم.
ليس الأردن بلداً طائشاً في السياسات، بل عقلاني، ولا يلقي بوعود لا يقطع بتنفيذها، بل هو اليوم رمانة الاستقرار لأقليم مهم تاريخياً وسياسياً، شمال الحجاز التاريخي، والعربية السعودية اليوم، وما بين مصر وبلاد الشام، وغرباً دولة الاحتلال البغيض، بل فلسيطن الوجع والهم الأردني الدائم، فهو في عين الاعصار دوماً. لكنه بقي صامداً، برغم ما فيه من فقر وشح موارد، وغضب من الناس على الفساد.
وتطل المعارضة الخارجية وتقذف تهماً بالفساد، والملك من جهته يقول: «إذا فسد ابني حاسبوه ولا احد فوق القانون»، ولكن من أفسد المؤسسات ومن سرق أموال الناس، ومن تهرب من الضريبة ومن ادخل البضاعة الفاسدة، ومن قتل الناس مؤخراً، في واقعة مستشفى السلط، ذلك بُعد جهوي أردني في الفساد الأهلي القرابي، لا علاقة للملك والملكة وولي عهد به.
ثم من افسد مبادرة الملك في الاردن التي حملت اسم»سكن كريم» أليسوا مقاولين أردنيين؟ من جِلدة الأردنيين وعظام الظهر الوطني، ونافذين منهم اليوم نواب ووزراء سابقين؟ ومن يتوسط عند القضاء؟ أليسوا نواب الشعب، وهذا ما قاله الملك عبدالله في لقاء خاص عام 2019!
كانت الموجعات كثيرة على الملك عبدااله الثاني، من ترامب ونتنياهو، ولكن الدعو الظاهر لا مشكلة معه، بل المششكلة ان تجد نفسك والبلد مؤخراً ضمن مخطط مشبوه للنيل من الاستقرار، لكن الملك تسامى على كل ما قيل، ومضى يقاوم صلفاً اسرائيلياً وتشكيكاً لا حدّ له من البعض الأردني للأسف الذي يقرر نيابه عن الجميع، بأن الأردن بات وطناً بيدلاً لا بل وصل البعض في ضغينته بأن يقول بأن الاردن قبل بصفقة الاردن، والواقع أن الملك عبدالله وقف شوكة في حلق الصفقة وحين اعلنت، في لقاء المنامة ارسل لها أدنى تمثيل في تاريخ مشاركات الأردن في لقاءات من ذلك الطابع.
نعم، ماحدث مؤخراً كشف عن قيمة الأردن للعالم، وبين أن الأردنيين يثقون بمؤسساتهم الأمنية، ويمنحونها أعلى مستويات الثقة، وانتهت ازمة كبيرة، بحكمة هاشمية ونبل وضقفح يليق بمن يرثون سلالة اصدق البشر، فالمُلك الاردني سلالة واضحة قارة في تاريخنا العربي، وللعائلة المالك قانون يومأسسها، والمُلك دستوري، ولا مجال لخرق الدستور فيه، والأردنيون لهم مع الهاشميين بيعة، ورأس مالهم المؤسسة الملكية التي يجب ان تكون اكثر رسوخاً، والبلد الذي يتحمل اليوم الكثير، يجب ان يبقى مستقراً.
يتحدث الناس عن عشرين سنة عجاف، وهي ليست كذلك، إلا على من قرر حجب ناظره، فقد مات الملك حسين رحمه الله وقد حصّن البلد وأبقى لها كياناً راسخاً، واعترافاً أممياً قلّ ان شهدته بلد بحجم الأردن، وكانت جنازته خير دليل على قيمة الأردن، وأكمل الملك عبدالله الثاني وعد أبيه للأردنيين، وكان وفياً لقيم الدولة، وهو القادم من مؤسسة الجيش، فاقر مجانية التعليم الحكومي، فاعفى الناس من الرسوم المدرسية التي كانت ترهق الناس في التعليم الحكومي، وإذ بالملك يتحلمها ويقود مشروع تغذية للاطفال في مدارس الحكومة في المناطق الريفية والبادية، ولم يسلم هذا البرنامج ايضاً من التشكيك وان به مواد تقلل خصوبة الاطفال مستقبلا؟، ومن خمس جامعات حكومية العام 1999 إلى اربعين جامعة وكلية جامعية اليوم، ومن 70 الف معلم إلى 140 ألف، ومن مستشفيان كبيران( المدينة الطبية والبشير) إلى مستشفى حكومي في كل مدينة، آخرها عاد للصدارة مستشفى السلط والذي بني بكلفة 90 مليون دينار ومثله بالعقبة وعجلون والبادية الشمالية وعمان مستشفى حمزه وتطوير البشير، وغير ذلك من مراكز العلاج المتخصص مثل السكري والخلايا الجذعية وتوسعة مركز الحسين للسرطان.
سكانياً، تولى الملك عبدالله وعدد الأردنيين نحو 4 ونصف واليوم العدد ثلاث اضعاف ما كان، وانفتح البلد على الاقتصاد العالمي، وتطورت خدمات الرعاية الصحية، وفي عهده ارسل ما هو ثلاث اضعاف عهد الملك الحسين في بعثات علمية لاتمام الدراسات العليا، ومن نحو 2000 عضو هيئة تدريس العام 1999 هناك اليوم أكثر من 13 ألف عضو هيئة تدريس.
نعم كانت حقبة الملك عبدالله غنية قياساً بتحدياتها وظروفها وصعوبة ان يتجاوز أحد إرث الحسين الباني، فكان لعبدالله الثاني حصة كبيرة في البناء، وليس من ذنب له أن المنطقة انفجرت عام 2010 على ربيع دموي، وليس من ذنبه تضخم انفاق الأسر التفاخري، وهو الذي حسّن ظروف المعلمين والمتقاعدين والطلبة ومأسس منحهم وقروضهم. لكن مشكلة الملك عبدالله أنه لم يملك آله اعلامية ولا مخرجي بهرجة، بل يتسم عمله بالايقاع العاقل، لكن هذا لا يمنع من تقديم الانجاز والتحولات برواية معقولة وأكثر سطوعا، بعيدة عن التطبيل والتزمير. وهو الملك الذي شكلّ اكثر من لجنة لتخفيف الصاق صوره في الفضاء العام، وطلب تخفيف الأغاني التي ترمي الناس بالنفاق والدجل.
ليس الملك عبدالله من يطلب ان يقال عنه «عبدالله بعد الله» كما تحب بعض قيادات الجمهوريات والوعود التدقمية، لا ليس ذلك نموج ملك ابن لملك وجده ملك العرب، بل كان يحب أن يقال انجزنا بحوث مشاريع علمية وطورنا زراعة تقنية، في بلد في العالم هو الأفقر بموارد المياه، لكنه يديرها بأفضل سبل الإداره.
ملك الأردن الذي ورث تركة كبيرة، حين كان يسافر كان يأخذ معه في بداية عهده اطفال وشباب أردنيين، إلى مختلف القمم، هم اليوم اساتذة جامعات، وعام 2019 حين زار إربد، وقفت متحدثة، تقول: سيدي انا كنت طفلة حين رافقتكم وتشرف بذلك، إلى الصين قبل ستة عشر عام، والآن أنا سيدي استاذة في الإعلام الجديد في جامعة اليرموك وقد تخرجت من افضل الجامعات الغربية»، آنذك قدمت تلك السيدة مرافعة عن أهمية الإعلام الجديد، وسط مطالب مناطقية عن توظيف وتعيين في الجيش.
كانت تلك قصة الملك عبدالله الثاني، مع الجيل الجديد، وهناك من يغضب، وهناك من لا يصل صوته إليه، لكن الملك ما قصر ولا تنكب لوعد والده المرحوم الملك حسين، ولم يبخل على العكسر والمعلمين والمزارعين، ولا على فلسطين، فارسل لغزة مستشفى دائم، ويمنح طلاب فلسطين 1948 مقاعد لدراسة الطب في جامعات الأردن؛ لأن اسرائيل الغاصبة تضيّق عليهم بذلك، ولم يقل يوماً، انه لا يستطيع بل عزز مقولة:» أن المستحيل في الأردن هو المستحيل»، وقد عالج الكثيرين من العرب في عمان التي كانت وستبقى بلد الطبابة والمسشتفى الكبير لكل العرب، وقاعة الأفراح التي لو أردا أي عربي معارض أو مبعد أن يقيم فرحاً لابن له لاختار عمان، كونها بلد لا يُختبر الناس فيها على ولاءهم او مولالتهم لانظمتهم، بل يأتون بحب ويبقون بحب، وهذا كله لا ينفي أن البلد في وضعية غير صعبة ولا تخلو من اخطاء.
اخيراً،العالم كله تضامن مؤخراً مع الأردن وقيادته، لأن العالم يعرف معنى استقرار الأردن، وعقلانية الملك ورشد خطابه ووعيه، والأردن بلد مبارك، وفيه خير كبير، وحكم راشد، وسلالة مباركة.
(الدستور)