شكل التكافل الذي نريده
تهاني روحي
القبة نيوز-ما هو الدور المنشود لرجال الدين وعلمائه في تسليط الضوء على الخصال الأخلاقية والروحانية المصاحبة لجائحة كورونا، خاصة فيما يعانيه مجتمعنا من أزمة اقتصادية خانقة حيث لا يمكن التفكر فيها بمعزل عن موضوع التكافل الاجتماعي والاقتصادي والعطاء والمشاركة المجتمعية.
وفي ندوة افتراضية جمعت عددا من المهتمين بالشأن الديني ورجال دين بارزين، تمت الإجابة عن هذا التساؤل العريض ومناقشة مفهوم العطاء وكيف يمكن ترسيخ هذه الثقافة وتطويرها من مفهوم التعاون وحب الخير. وفي جو ساده التفاهم العميق والنقاش الجاد الهادف، خلص المشاركون إلى أن جائحة كورونا قد كشفت مدى الحاجة للتفكير بطريقة أنضج في موضوع التكافل الاقتصادي، وأن نبحث في الوسائل لازدهار مجتمعنا تحت مظلة مبادئ روحانية لنرتقي فيها لمراتب تليق بمقام الإنسان ومقدار نبله.
ولا يمكن تحقيق الازدهار للمجتمع الإنساني إلا بتحقيق الاتساق بين الأبعاد الروحانية والمادية للحياة. وتقدم الفرد يجب ألا يتحقق على حساب مصلحة الأفراد الآخرين. كما أن خير ورخاء أيّ جزءٍ من المجتمع يعتمد بشكلٍ وثيقٍ على خير ورخاء الجميع. فالحياة الجماعيّة للإنسانيّة تكابد المعاناة عندما تهتمّ فئةٌ ما بمصلحتها بمعزلٍ عن صالح جيرانها، أو تسعى وراء مكسبٍ اقتصاديّ دون اعتبارٍ لمدى تأثيره السّلبيّ على البيئة الطّبيعية التي توفّر الرّزق للجميع. اذًا فثمّة عقبة مستعصية في طريق التّقدّم الاجتماعي الهادف: الجشع والطّمع يسودان مرّة تلو أخرى، والمصلحة الشّخصيّة تطغى على الصّالح العام.
وعليه فإن أحد أهداف تخفيف وطأة الفقر يتمركز على الفرد حيث يجب أن نساعده في استعادة كرامته وحسه بالقيمة الذاتية، وتشجيعه لتحسين وضعه وإدراك وتحقيق ما فيه من قوى كامنة. وتجب رعايته لينظر إلى أبعد من تحقيق الرفاه الفردي ليصبح هو مصدرًا للخير الاجتماعي. وكذلك المؤسسات، عليها أن تعمل على جميع شرائح المجتمع. وفي الحقيقة فان الموارد التي تساعد على تطوير هذا الفرد والقدرة المؤسساتية هي مصدرَ ثروةٍ حقيقيّة للمجتمع.
وهنا تم التركيز على مفهوم الثروة من الجوانب الأخلاقية والتي تتمثل في: تكوين الدخل، وكيفية الحصول عليه، ومن ثم كيفية استخدامه وأوجه صرفه. فان حصلت عن طريق الصنعة والاقتراف فهي ممدوحة لدى الله، ذلك لأنها نتاج سعي الفرد واجتهاده. كما أن أسمى صور لاستخدام هذه الثروة تكون لخدمة المجتمع الانساني ودعم القضايا المهمة.
وبالرغم من إجماع المشاركين بأن هناك مواقف سائدة ومقبولة اجتماعيا بخصوص الكسب والإنفاق، ولكن تم النقاش أيضا على دور رجال الدين في تصحيح المسار أو في ترسيخ المبادئ الروحانية.
وعودة الى الأزمة الاقتصادية المصاحبة لكورونا فهي قد قربت العديد من المفاهيم التي كانت شبه غائبة في زخم اللهاث نحو تكديس الثروة، فصفات من قبيل التعاون والشفقة والرحمة، والإخاء، والإيثار وعمق الصلات المجتمعية كان لا بد من ممارستها على أرض الواقع وهي جميعها مستمدة من التعاليم الدينية، ودور رجال الدين وعلمائه في بث روح التعاون بين افراد المجتمع وتعزيز القيم الاخلاقية وكيفية تطبيق مثل هذه الصفات في الممارسات اليومية. وكما جاء في سورة المائدة من القرآن الكريم: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) لأنه لا بد من وجود البُعد الأخلاقي الجوهريّ للكسب والإنفاق والعطاء. «فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزّينة والثّروة والمال.»
وإذا ما أريد لمجتمع ما الازدهار، فمن غير المقبول ان يستأثر بعض الأفراد المعدودين بالثروات بينما يظل الباقون فقراء محتاجين، واذا لم ترافق تلك الثروة الرغبة في العطاء المقرون بالمحبة والكرم والعدل الإنساني. وقد تم الحديث بإسهاب عن العطاء كصفة متأصلة بالروح الإنسانية، والحديث عن صندوق همة وطن، بحيث يجب ان يكون التبرع سريا، حتى نكون كالينبوع أو عين الماء الذي يفرغ نفسه باستمرار من كل ما فيه، ويمتلئ من جديد من مصدر خفي. وأن نعطي باستمرار من أجل خير إخوتنا. فلا يردعنا خوف من الفقر ونتوكل على فضل الله الذي لا ينضب فهو أصل كل ثروة وكل خير – هذا هو سر الحياة الحقّة. ولحفظ كرامة الانسان لا المتبرع يعلم لمن أعطيت عطاياه ولا المتلقي يعرف من أعطاه.
إذن، إن القلب المعطاء هو قلب يتصف بالنقاء، محب لكل ما خلقه الله، خال من الحسد، عادل لا يفرق بين أحد، مضح لما فيه مصلحة الجميع، ومسرور بما كتبه الله له.
وأخيرا، المطلوب إذن أن يتكاتف جميع أفراد مجتمعاتنا دون النظر إلى الفروقات، وعمل كل ما يعزز وحدتنا ويلغي فرقتنا.
الغد.
وفي ندوة افتراضية جمعت عددا من المهتمين بالشأن الديني ورجال دين بارزين، تمت الإجابة عن هذا التساؤل العريض ومناقشة مفهوم العطاء وكيف يمكن ترسيخ هذه الثقافة وتطويرها من مفهوم التعاون وحب الخير. وفي جو ساده التفاهم العميق والنقاش الجاد الهادف، خلص المشاركون إلى أن جائحة كورونا قد كشفت مدى الحاجة للتفكير بطريقة أنضج في موضوع التكافل الاقتصادي، وأن نبحث في الوسائل لازدهار مجتمعنا تحت مظلة مبادئ روحانية لنرتقي فيها لمراتب تليق بمقام الإنسان ومقدار نبله.
ولا يمكن تحقيق الازدهار للمجتمع الإنساني إلا بتحقيق الاتساق بين الأبعاد الروحانية والمادية للحياة. وتقدم الفرد يجب ألا يتحقق على حساب مصلحة الأفراد الآخرين. كما أن خير ورخاء أيّ جزءٍ من المجتمع يعتمد بشكلٍ وثيقٍ على خير ورخاء الجميع. فالحياة الجماعيّة للإنسانيّة تكابد المعاناة عندما تهتمّ فئةٌ ما بمصلحتها بمعزلٍ عن صالح جيرانها، أو تسعى وراء مكسبٍ اقتصاديّ دون اعتبارٍ لمدى تأثيره السّلبيّ على البيئة الطّبيعية التي توفّر الرّزق للجميع. اذًا فثمّة عقبة مستعصية في طريق التّقدّم الاجتماعي الهادف: الجشع والطّمع يسودان مرّة تلو أخرى، والمصلحة الشّخصيّة تطغى على الصّالح العام.
وعليه فإن أحد أهداف تخفيف وطأة الفقر يتمركز على الفرد حيث يجب أن نساعده في استعادة كرامته وحسه بالقيمة الذاتية، وتشجيعه لتحسين وضعه وإدراك وتحقيق ما فيه من قوى كامنة. وتجب رعايته لينظر إلى أبعد من تحقيق الرفاه الفردي ليصبح هو مصدرًا للخير الاجتماعي. وكذلك المؤسسات، عليها أن تعمل على جميع شرائح المجتمع. وفي الحقيقة فان الموارد التي تساعد على تطوير هذا الفرد والقدرة المؤسساتية هي مصدرَ ثروةٍ حقيقيّة للمجتمع.
وهنا تم التركيز على مفهوم الثروة من الجوانب الأخلاقية والتي تتمثل في: تكوين الدخل، وكيفية الحصول عليه، ومن ثم كيفية استخدامه وأوجه صرفه. فان حصلت عن طريق الصنعة والاقتراف فهي ممدوحة لدى الله، ذلك لأنها نتاج سعي الفرد واجتهاده. كما أن أسمى صور لاستخدام هذه الثروة تكون لخدمة المجتمع الانساني ودعم القضايا المهمة.
وبالرغم من إجماع المشاركين بأن هناك مواقف سائدة ومقبولة اجتماعيا بخصوص الكسب والإنفاق، ولكن تم النقاش أيضا على دور رجال الدين في تصحيح المسار أو في ترسيخ المبادئ الروحانية.
وعودة الى الأزمة الاقتصادية المصاحبة لكورونا فهي قد قربت العديد من المفاهيم التي كانت شبه غائبة في زخم اللهاث نحو تكديس الثروة، فصفات من قبيل التعاون والشفقة والرحمة، والإخاء، والإيثار وعمق الصلات المجتمعية كان لا بد من ممارستها على أرض الواقع وهي جميعها مستمدة من التعاليم الدينية، ودور رجال الدين وعلمائه في بث روح التعاون بين افراد المجتمع وتعزيز القيم الاخلاقية وكيفية تطبيق مثل هذه الصفات في الممارسات اليومية. وكما جاء في سورة المائدة من القرآن الكريم: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان) لأنه لا بد من وجود البُعد الأخلاقي الجوهريّ للكسب والإنفاق والعطاء. «فضل الإنسان في الخدمة والكمال لا في الزّينة والثّروة والمال.»
وإذا ما أريد لمجتمع ما الازدهار، فمن غير المقبول ان يستأثر بعض الأفراد المعدودين بالثروات بينما يظل الباقون فقراء محتاجين، واذا لم ترافق تلك الثروة الرغبة في العطاء المقرون بالمحبة والكرم والعدل الإنساني. وقد تم الحديث بإسهاب عن العطاء كصفة متأصلة بالروح الإنسانية، والحديث عن صندوق همة وطن، بحيث يجب ان يكون التبرع سريا، حتى نكون كالينبوع أو عين الماء الذي يفرغ نفسه باستمرار من كل ما فيه، ويمتلئ من جديد من مصدر خفي. وأن نعطي باستمرار من أجل خير إخوتنا. فلا يردعنا خوف من الفقر ونتوكل على فضل الله الذي لا ينضب فهو أصل كل ثروة وكل خير – هذا هو سر الحياة الحقّة. ولحفظ كرامة الانسان لا المتبرع يعلم لمن أعطيت عطاياه ولا المتلقي يعرف من أعطاه.
إذن، إن القلب المعطاء هو قلب يتصف بالنقاء، محب لكل ما خلقه الله، خال من الحسد، عادل لا يفرق بين أحد، مضح لما فيه مصلحة الجميع، ومسرور بما كتبه الله له.
وأخيرا، المطلوب إذن أن يتكاتف جميع أفراد مجتمعاتنا دون النظر إلى الفروقات، وعمل كل ما يعزز وحدتنا ويلغي فرقتنا.
الغد.