سجنوك ظلما يا رميمين
بقلم الكاتب : رابح بكر
عندما ترى الشمس المشرقة بنورها على جميع ارضي منطقة ارميمين بلباسها الاخضر الجميل الممزوج بترابها الخصب واشجارها الشامخة يخيل اليك بانك قد نلت جنة من جنات الله في الدنيا وتبقى هذه الصورة مرسوخة في بؤبؤ عينيك بعد مغادرتها ولكن عندما تتفقد المنطقة وتنظر يمينا وشمالا تأتيك صاعقة توقظك من حلمك الجميل بوجود بنايات ممتدة على بقعة من بقاعها تحت اسم سجن رميمين فان عيونك تدمع من شدة الحسرة والحزن وليت من امر ببناء هذا السجن ان يكون قد نظر اليها بعيون اهلها ومحبيها قبل بنائه لان السجن عقوبة لمن ارتكب عملا يعاقب عليه القانون ومخالفة صريحه و درسا له لعدم تكرار فعلته الشنعاء لا ان يعيش في نقاهة واستراحة واستجمام ليعيد فعلته بفعلة اكبر واخزى منها هذا هو مبدأ السجن والاغرب في ذلك ان نزلاء ذلك السجن المقيت من اصحاب المناصب و النفوذ و المال وكأنك تقول اذا سرق الفقير لقمة خبز فيجب اعدامه اما اذا سرق الغني وطنا فكافئوه ومتعوه . من يزر السجون العادية والنظارات يستطيع مقارنة التنعم الذي يعيشه الغني في سجن ارميمين والذل الذي يعيشه الفقير في الاماكن الاخرى والتي لا تحتوي على منفس كاف للتخلص من رائحة الاحذية المترامية والدخان والحمامات علما ان جريمة الغني اضعافا مضاعفة من جريمة الفقير وقد قيل في الزمن الماضي ( اذا وجدت فقيرا يسرق فتأكد ان هناك غني سارق ) لانه لو وزعت صدقات وزكاة الاغنياء على الفقراء لما وجدت فقيرا قط والله الذي هو اعدل العادلين لم يخلق الجنة والنار كثواب وعقاب متلاصقتين كما يخيل للبعض فقد خلق الجنة في اعلى السموات وخلق النار في ادنى الارض اما في حال رميمين لو اعتبرنا ان السجن نار فقد وضع في وسط الجنة وهذا يخالف الدين والشرع والمنطق وما فيه مخالفة شرعية لايجوز له ان يستمر لذلك اطلقت على هذا المقال عنوانا ( سجنوك ظلما يا رميمين ) نعم سجنوك بوضع سجنهم في قلبك سكينا وسجنوك عندما فرقو بين الغني والفقير حتى في العقوبة وسجنوك عندما رأينا من هم نزلاء السجن وسجنوك عندما تم حرمان اهلها من النظر الى خضرتها بدون منغصات وسجنوك عندما التصق اسمك باسم السجن وسجنوك عندما يخطب الجميع خطبا للوطنية وحب الارض دون حراك لهدمه وسجنك من يقول ان المسجون يدفع مالا بدلا من تنعمه فهل سألو من اين اتى بهذا المال ؟ فمن يريد الاستثمار فعليه ان يفتح هذه المناطق للزائرين من ابناء الوطن اولا ومن خارجه ثانيا ليرو بام اعينهم جمال الاردن وخصبة اراضيه وطيبة اهله وكرمهم فهم عنوانه علما اننا مع الاصلاح للمسجون والحاقه بالمجتمع انسانا مخلصا صادقا ولكن ليس في اراض رعاها الله بحب منه ولا نطلب ان تكون السجون قطعة من الجحيم بل نطلب العدل والعدل للجميع فنحن في بلد الهاشميين حفظهم الله وعلى رأسهم عميد ال هاشم جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين المعظم الذي ينادي دوما بضرورة تشجيع الاستثمار والسياحة لكي يرتقي الاردن الى الاعالي ( ازيلو السجن نعم ازيلو السجن فعنوانه خطأ وكارثه) ليبقى جمال رميمين كجمال اخواتها وامسحو حزنها وحزن اهلها واعيدو اليها الابتسامة لتسجل لكم نقطة جميلة لا وصمة سوء .