في اليوم العالمي لحرية الصحافة
د. عبير الرحباني
القبة نيوز- يرى الانجليزي (شريدان): "انه خير لنا أن نكون من دون برلمان من أن نكون بلا حرية صحافة ، الأفضل أن نحرم من المسؤولية الوزارية ومن الحرية الشخصية ومن حق التصويت على الضرائب على أن نحرم من حرية الصحافة"
ويعد الاعلام الحر أشبه بالشجرة الخضراء المثمرة التي لا يمكن ان تثمر ثمارها الا بوجود من يعتني بها ويرعاها من جذورها ويحميها. وبالتأكيد فان تلك الشجرة لا يحميها احد من خارج ارضها، بل لا احد يستطيع حمايتها الا اصحاب الارض المزروعة فيها تلك الشجرة.
والحرية الصحافية لا يمكن ان تنمو وتزدهر الا في ظل مناخ ديمقراطي حر، ولا يمكن ان تستمر الا بوجود من يرعاها ويحافظ عليها. واقصد بذلك ان لا احد يستطيع الحفاظ على حرية اعلامنا وحمايته الا ابناء الوطن واصحاب الارض التي تعيش فيها تلك الشجرة، حيث ان حرية الاعلام ليست مقصورة على قطاع العاملين في مجالي الصحافة والاعلام بل هي مسؤولية المجتمع ككل.. كما ان حرية الرأي والتعبير ليست حقا للافراد فحسب، لكنها ايضا حقٌ للمجموع وان التزام وسائل الاعلام اخلاقياً بحرية الرأي والتعبير هو الذي يحولها الى آداة لإدارة المناقشة الحرة في المجتمع.
ومن غير الممكن ان تقوم حرية الصحافة في غياب المسؤولية ولا يمكن ان تكون هناك مسؤولية الا في وجود الحرية.. وحرية الصحافة هي جزء من حرية المجتمع وحرية المواطن، حيث لا يمكن ان تتمتع وسائل الاعلام بحرية في مجتمع يعاني فيه مواطنوه الخوف والفوضى او الوشوشة الاعلامية.. ففي مناخ الحرية تزدهر حرية الاعلام والعكس صحيح حيث نجد ان هناك علاقة قوية بين حرية الصحافة وحرية المجتمع، فمن دون ان يتمتع المواطنون بحرياتهم لن تجد وسائل الاعلام ما يمكن نشره او بثه من معلومات وآراء.
ولا شك بان المجتمع بحاجة الى وسيط بينه وبين حكومته وهذا الوسيط هو الاعلام، لذا فمن الضروري ان تكون العلاقة بين الحكومة ووسائل اعلامها باشكالها كافة علاقة تبادلية وتكافلية قائمة على التعاون والاحترام والصدق، حيث ان ما تقدمه وسائل الاعلام من معلومات يعد ضروريا ومكملاً لعملية الحكم لانه لا تستطيع حكومة ناجحة ان تعمل وتكتسب شعبيتها من دون تأييد وسائل الاعلام لسياستها.. كما لايمكن ان يكون هناك مجتمع حر من دون اعلام حر.
فاذا كنا بصدد تنظيم مسؤوليات الصحافيين اخلاقياً فان التزام الاعلاميين والصحافيين بهذا المبدأ يعتبر من أهم الاسس التي يمكن ان تقوم عليها العلاقة بين وسائل الاعلام والمجتمع، اذ يمكنهم ان يشعروا بانهم حرّاسُ الحرية والمدافعون عنها وهذا ما يزيدهم اعتزازاً بأنفسهم وبمهنتهم، لكن في الوقت ذاته فان وسائل الاعلام تحتاج دائماً الى مساندة شعبية للحماية، ولا يمكن الحصول عليها الا اذا شعر المواطنون في المجتمع ان حرية وسائل الاعلام ضمانة هامة لحماية حرياتهم.
ولا شك بان الحرية شيء هام لكن الاخلاقيات هي التي تحكم وتحدد هذه الحرية، فالمسؤولية الحقيقة لوسائل الاعلام والمرتبطة بالحرية هي مسؤلياتها اتجاه الافراد وتجاه المجتمع ومسؤلياتها اتجاه نفسها ايضا.. وكما يُقال: " فكما ان الحياة تصبح بلا معنى لإنسان بلا عقل، فان الحرية تصبح بلا معنى لصحافة بلا اخلاق".
فعندما يقبل الصحافيون والاعلاميون الحرية بمعناها الاخلاقي الايجابي فانهم سوف يدركون ان الحرية التي يريدونها لانفسهم هي الحرية التي يريدونها للاخرين. فالحرية لا تعني ان الصحافي او الاعلامي يستطيع فعل ما يشاء، لكنها تعني ان يكون حراً في ان يوسّع آفاق فكره والعمل مع احترام حقوق وحريات الاخرين، وفقط عندما يدركون ان الحرية والمسؤولية معاً وبشكل متساو ضرورة لوسائل الاعلام فانهم سيصلون الى درجة النضج التي يمكن ان ترضي الجميع..
وليس مفهوم الحرية ان نحقق اهدافنا وغاياتنا ومصالحنا فقط دون ان نتطلع الى اهداف ومصالح وغايات مجتمعنا، وانما الحرية الصحيحة ان نحقق الاهداف والمصالح من خلال انتمائنا الى مجتمع له مبادئ واهداف ومنظومة اخلاقية ، فالحرية واجب وحق ونظام ومسؤولية في آن واحد ولو تخيلنا انفسنا اننا نتمتع بحرية اعلامية كالحرية التي تتمتع بها الدول الغربية، فكيف سيكون المشهد الاعلامي؟ ماذا سنكتب؟ ولمن سنوجه كتاباتنا؟ وكيف سيكون مضمون الرسالة المقدمة؟ وهل يا ترى سننشر الديمقراطية والنقد البناء من دون نشر الفوضى وتوجيه الاساءة والتجريح بالاخرين ؟ هل ستتوقف اقلامنا عن نشر الفضائح والتدخل بخصوصيات الآخرين؟ وهل سيحترم الصحفي والاعلامي خصوصيات زميله وصديقه وقريبه؟ هل اقلامنا وصفحاتنا لن ترد الاساءة بالاساءة ؟ وهل سنلتزم بالرقابة الذاتية ؟ ولماذا نهاجم الرقابة دائما وهل يوجد اعلام من دون رقابة.
فمن الضروري على كل اعلامي وصحافي بان لا ينسى ان مقابل الحرية هناك واجبات ومقابل الحقوق هناك مسؤوليات ومقابل التزامنا بالقوانين هناك ما يسمى بالاخلاقيات والتي هي ذات مبدأ نظري وتطبيقي يجب ان تطبق بكل حيادية وموضوعية.. ومقابل الالتزام بمواثيق الشرف هناك ما يسمى بالشرف الاعلامي الذي يعني التزام الصحفي والاعلامي بمسؤولية المهنة الاخلاقية حيال مجتمعه وتوخي الامانة والصدق في بسط الاراء والاحتفاظ بسرية المعلومات لايجاد سياسة اعلامية بناءة.
ويعد الاعلام الحر أشبه بالشجرة الخضراء المثمرة التي لا يمكن ان تثمر ثمارها الا بوجود من يعتني بها ويرعاها من جذورها ويحميها. وبالتأكيد فان تلك الشجرة لا يحميها احد من خارج ارضها، بل لا احد يستطيع حمايتها الا اصحاب الارض المزروعة فيها تلك الشجرة.
والحرية الصحافية لا يمكن ان تنمو وتزدهر الا في ظل مناخ ديمقراطي حر، ولا يمكن ان تستمر الا بوجود من يرعاها ويحافظ عليها. واقصد بذلك ان لا احد يستطيع الحفاظ على حرية اعلامنا وحمايته الا ابناء الوطن واصحاب الارض التي تعيش فيها تلك الشجرة، حيث ان حرية الاعلام ليست مقصورة على قطاع العاملين في مجالي الصحافة والاعلام بل هي مسؤولية المجتمع ككل.. كما ان حرية الرأي والتعبير ليست حقا للافراد فحسب، لكنها ايضا حقٌ للمجموع وان التزام وسائل الاعلام اخلاقياً بحرية الرأي والتعبير هو الذي يحولها الى آداة لإدارة المناقشة الحرة في المجتمع.
ومن غير الممكن ان تقوم حرية الصحافة في غياب المسؤولية ولا يمكن ان تكون هناك مسؤولية الا في وجود الحرية.. وحرية الصحافة هي جزء من حرية المجتمع وحرية المواطن، حيث لا يمكن ان تتمتع وسائل الاعلام بحرية في مجتمع يعاني فيه مواطنوه الخوف والفوضى او الوشوشة الاعلامية.. ففي مناخ الحرية تزدهر حرية الاعلام والعكس صحيح حيث نجد ان هناك علاقة قوية بين حرية الصحافة وحرية المجتمع، فمن دون ان يتمتع المواطنون بحرياتهم لن تجد وسائل الاعلام ما يمكن نشره او بثه من معلومات وآراء.
ولا شك بان المجتمع بحاجة الى وسيط بينه وبين حكومته وهذا الوسيط هو الاعلام، لذا فمن الضروري ان تكون العلاقة بين الحكومة ووسائل اعلامها باشكالها كافة علاقة تبادلية وتكافلية قائمة على التعاون والاحترام والصدق، حيث ان ما تقدمه وسائل الاعلام من معلومات يعد ضروريا ومكملاً لعملية الحكم لانه لا تستطيع حكومة ناجحة ان تعمل وتكتسب شعبيتها من دون تأييد وسائل الاعلام لسياستها.. كما لايمكن ان يكون هناك مجتمع حر من دون اعلام حر.
فاذا كنا بصدد تنظيم مسؤوليات الصحافيين اخلاقياً فان التزام الاعلاميين والصحافيين بهذا المبدأ يعتبر من أهم الاسس التي يمكن ان تقوم عليها العلاقة بين وسائل الاعلام والمجتمع، اذ يمكنهم ان يشعروا بانهم حرّاسُ الحرية والمدافعون عنها وهذا ما يزيدهم اعتزازاً بأنفسهم وبمهنتهم، لكن في الوقت ذاته فان وسائل الاعلام تحتاج دائماً الى مساندة شعبية للحماية، ولا يمكن الحصول عليها الا اذا شعر المواطنون في المجتمع ان حرية وسائل الاعلام ضمانة هامة لحماية حرياتهم.
ولا شك بان الحرية شيء هام لكن الاخلاقيات هي التي تحكم وتحدد هذه الحرية، فالمسؤولية الحقيقة لوسائل الاعلام والمرتبطة بالحرية هي مسؤلياتها اتجاه الافراد وتجاه المجتمع ومسؤلياتها اتجاه نفسها ايضا.. وكما يُقال: " فكما ان الحياة تصبح بلا معنى لإنسان بلا عقل، فان الحرية تصبح بلا معنى لصحافة بلا اخلاق".
فعندما يقبل الصحافيون والاعلاميون الحرية بمعناها الاخلاقي الايجابي فانهم سوف يدركون ان الحرية التي يريدونها لانفسهم هي الحرية التي يريدونها للاخرين. فالحرية لا تعني ان الصحافي او الاعلامي يستطيع فعل ما يشاء، لكنها تعني ان يكون حراً في ان يوسّع آفاق فكره والعمل مع احترام حقوق وحريات الاخرين، وفقط عندما يدركون ان الحرية والمسؤولية معاً وبشكل متساو ضرورة لوسائل الاعلام فانهم سيصلون الى درجة النضج التي يمكن ان ترضي الجميع..
وليس مفهوم الحرية ان نحقق اهدافنا وغاياتنا ومصالحنا فقط دون ان نتطلع الى اهداف ومصالح وغايات مجتمعنا، وانما الحرية الصحيحة ان نحقق الاهداف والمصالح من خلال انتمائنا الى مجتمع له مبادئ واهداف ومنظومة اخلاقية ، فالحرية واجب وحق ونظام ومسؤولية في آن واحد ولو تخيلنا انفسنا اننا نتمتع بحرية اعلامية كالحرية التي تتمتع بها الدول الغربية، فكيف سيكون المشهد الاعلامي؟ ماذا سنكتب؟ ولمن سنوجه كتاباتنا؟ وكيف سيكون مضمون الرسالة المقدمة؟ وهل يا ترى سننشر الديمقراطية والنقد البناء من دون نشر الفوضى وتوجيه الاساءة والتجريح بالاخرين ؟ هل ستتوقف اقلامنا عن نشر الفضائح والتدخل بخصوصيات الآخرين؟ وهل سيحترم الصحفي والاعلامي خصوصيات زميله وصديقه وقريبه؟ هل اقلامنا وصفحاتنا لن ترد الاساءة بالاساءة ؟ وهل سنلتزم بالرقابة الذاتية ؟ ولماذا نهاجم الرقابة دائما وهل يوجد اعلام من دون رقابة.
فمن الضروري على كل اعلامي وصحافي بان لا ينسى ان مقابل الحرية هناك واجبات ومقابل الحقوق هناك مسؤوليات ومقابل التزامنا بالقوانين هناك ما يسمى بالاخلاقيات والتي هي ذات مبدأ نظري وتطبيقي يجب ان تطبق بكل حيادية وموضوعية.. ومقابل الالتزام بمواثيق الشرف هناك ما يسمى بالشرف الاعلامي الذي يعني التزام الصحفي والاعلامي بمسؤولية المهنة الاخلاقية حيال مجتمعه وتوخي الامانة والصدق في بسط الاراء والاحتفاظ بسرية المعلومات لايجاد سياسة اعلامية بناءة.