ماذا يتجاهل الأطباء آلام النساء؟
القبة نيوز- تعاني معظم النساء حول العالم من التحيز ضد الشكاوى المرضية، إذ يخطئ الأطباء في تشخيص الحالة الصحية بسبب الخلط بين المبالغة والتغيرات الهرمونية لدى المرأة وبين ما تعاني منه بصورة حقيقية، مما يؤدي إلى إصابتها بمضاعفات حيث لا تأخذ الشكوى بجدية منذ البداية.
أوضحت الكاتبة ليزلي جاميسون في مقالها "النظرية الموحدة الكبرى لآلام الإناث"، كيف يتم الاستهزاء بشكوى النساء وإقناعهن بالصمت، وتجاهل ما يشعرن به، فتقول "لا تؤخذ شكوى النساء الأولية بشكل جدي في الرعاية الطبية حتى يثبتن أنهن مرضى مثل الذكور".
فيما يخص أمراض القلب، وهي المسبب الأول للوفاة حول العالم، أوضحت دراسة في مجلة صحة المرأة في عام 2009 أن الأطباء يشخصون أمراض القلب بأنها حالة نفسية للنساء. وفي سلسلة من الدراسات لعالمة النفس غابرييل شيارامونتي في عام 2008، أظهرت النتائج أنه في حالة الشكوى من أعراض السكتة القلبية مع ذكر وجود ضغوط حياتية كانت نتائج التشخيص مفاجئة، حيث تم تشخيص 15% فقط من النساء بأنهن يعانين من أمراض قلبية مقابل 56% من الرجال، وإحالة 30% فقط من حالات النساء لطبيب أمراض قلبية مقابل 62% من الرجال، ووصف أدوية قلبية لـ13% فقط من النساء مقابل 47% من الرجال.
وفي دراسة عام 2008 للمعهد القومي للصحة الأميركي، تبيّن أن النساء ينتظرن 16 دقيقة أكثر من الرجال لتلقي أدوية لتخفيف الألم في الطوارئ.
وفي دراسة بعنوان "النساء المصابات بالألم"، كشف الباحثان ج.كروك وإي.تونكس أن المصابات بأمراض مزمنة أكثر عرضة من الرجال للتشخيص الخاطئ، واعتبار ذلك أنها مشكلة في الصحة العقلية، أو وصف الشكوى بأنها هستيريا.
ما سبق من دراسات لا يمثل سوى نماذج بسيطة توضح ما تتعرض له النساء من تمييز على أساس جنسي في الرعاية الطبية. فما أسباب إهمال شكاوى النساء المرضية؟
استبعاد من التجارب العلمية
استبعدت النساء من كثير من الأبحاث والتجارب الطبية حتى أصدرت المعاهد الطبية في الولايات المتحدة الأميركية قرارا بضم النساء والأقليات في الأبحاث، ومع ذلك لا تزال نسب مشاركة النساء أقل من الرجال حتى الآن.
مايا دوسينبيري مؤلفة كتاب "الضرر" الذي تتناول فيه ما تتعرض له النساء من إهمال في الرعاية الصحية، ترجع أساس المشكلة إلى التهميش من الأبحاث الطبية الذي تعرضت له النساء، وتقول "ليس لدينا ما يكفي من المعلومات والمعرفة الطبية حول النساء وأجسادهن والظروف التي تؤثر عليهن. ثم تأتي أزمة الثقة والميل إلى عدم تصديق وصف النساء لأعراض ما يلاقينه".
حالة عاطفية
الصورة النمطية عن النساء وميلهم للعاطفة أكثر تجعل شكواهن أقل جدية، بل تعتبر حالة عاطفية أو من تأثير تغيّر الهرمونات الذي تعيشه كل مرأة، أو مجرد أوهام وحرص زائد على الصحة، وأحيانا تتهم النساء بأنهن يدعين الشكوى من أجل بعض الاهتمام من المحيطين بهن.
لا يمكن التغاضي عن اختلاف طبيعة الشعور بالألم بين الرجل والمرأة، وحتى طرق التعبير عن هذا الألم، ولا يمكن المقارنة بين شكوى الطرفين، ولكن ما يحدث في الواقع هو التعاطي مع الشكوى المرضية للمرأة على أنها مبالغة وعاطفية، ولهذا لا تؤخذ بجدية.
تشير جاميسون أيضا في مقالها بعنوان "الفتاة التي بكت من الألم" إلى أن النساء أكثر عرضة للمعاملة بشكل أقل جدية في لقاءاتهن الأولية في مراكز الصحة حتى يثبتن أنهن مرضى مثل المرضى الذكور، وهي ظاهرة يشار إليها في المجتمع الطبي باسم "متلازمة ينتل".
كيف تدافعين عن شكواك؟
1- اكتبي الأعراض
تنصح ليز ليستر خبيرة هرمونات وطبيبة مقيمة بكاليفورنيا، بكتابة ما تعانين منه ليصبح أكثر سهولة في الوصف، ولا تترددي في سرده لاستغلال وقتك بشكل أفضل، حيث يكون الأطباء في الغالب لديهم حالات في الانتظار وليس لديهم متسع من الوقت، لذلك تسهل الكتابة وصف ما تشعرين به بدقة.
2- بادري بالحديث
تنصح مارلا ديبلر، طبيبة نفسية إكلينيكية ومؤسسة مركز الصحة العاطفية في فيلادلفيا، بأن تتحدثي عما يقلقك بشكل سريع بدلا من انتظار الطبيب لتفسير ما تشعرين به عوضا عنك.
3- كرري سؤالك
إذا شعرتي بتكذيب الطبيب لشكواك بما في ذلك الانتظار بعض الوقت والقدوم لاحقا، تنصحك الطبيبة باول، مديرة مركز مونتيفيوري أينشتاين لأخلاقيات علم الأحياء، بالاستفسار من الطبيب وسؤاله عن أسس توصياته حتى تتأكدي مما يقوله.
كما تنصح باول النساء بأن يكن أكثر تحديدا وقت الشكوى، ومراجعة ما قاله الطبيب إذا لم تكوني راضية، فعليك بقول "أخشى أنك لم تستمع إلي جيدا"، ولا تترددي في تكرار وصف ما تشعرين به.
4- اتبعي حدسك
تشكل النساء 70% من مرضى الآلام المزمنة، وهذا ما تحدثت عنه الكاتبة جابرييل جاكسون مؤلفة كتاب "الألم والتحيز"، وذكرت حقيقة صادمة وهي أن معظم النساء يتعايشن مع الآلام لدرجة أنهن لا يعلمن أنه شيء غير طبيعي، خشية عدم تصديق شكواهن المستمرة.
فلا تشككي في آلامك بأنها غير حقيقة وتهمليها خوفا من الاستخفاف بها، وثقي بما تشعرين به، فأن تجدي أنك مخطئة بعد الفحوص الطبية أفضل من أن تجدي أن ما تشعرين به تضاعف وفات الأوان.(وكالات)
أوضحت الكاتبة ليزلي جاميسون في مقالها "النظرية الموحدة الكبرى لآلام الإناث"، كيف يتم الاستهزاء بشكوى النساء وإقناعهن بالصمت، وتجاهل ما يشعرن به، فتقول "لا تؤخذ شكوى النساء الأولية بشكل جدي في الرعاية الطبية حتى يثبتن أنهن مرضى مثل الذكور".
فيما يخص أمراض القلب، وهي المسبب الأول للوفاة حول العالم، أوضحت دراسة في مجلة صحة المرأة في عام 2009 أن الأطباء يشخصون أمراض القلب بأنها حالة نفسية للنساء. وفي سلسلة من الدراسات لعالمة النفس غابرييل شيارامونتي في عام 2008، أظهرت النتائج أنه في حالة الشكوى من أعراض السكتة القلبية مع ذكر وجود ضغوط حياتية كانت نتائج التشخيص مفاجئة، حيث تم تشخيص 15% فقط من النساء بأنهن يعانين من أمراض قلبية مقابل 56% من الرجال، وإحالة 30% فقط من حالات النساء لطبيب أمراض قلبية مقابل 62% من الرجال، ووصف أدوية قلبية لـ13% فقط من النساء مقابل 47% من الرجال.
وفي دراسة عام 2008 للمعهد القومي للصحة الأميركي، تبيّن أن النساء ينتظرن 16 دقيقة أكثر من الرجال لتلقي أدوية لتخفيف الألم في الطوارئ.
وفي دراسة بعنوان "النساء المصابات بالألم"، كشف الباحثان ج.كروك وإي.تونكس أن المصابات بأمراض مزمنة أكثر عرضة من الرجال للتشخيص الخاطئ، واعتبار ذلك أنها مشكلة في الصحة العقلية، أو وصف الشكوى بأنها هستيريا.
ما سبق من دراسات لا يمثل سوى نماذج بسيطة توضح ما تتعرض له النساء من تمييز على أساس جنسي في الرعاية الطبية. فما أسباب إهمال شكاوى النساء المرضية؟
استبعاد من التجارب العلمية
استبعدت النساء من كثير من الأبحاث والتجارب الطبية حتى أصدرت المعاهد الطبية في الولايات المتحدة الأميركية قرارا بضم النساء والأقليات في الأبحاث، ومع ذلك لا تزال نسب مشاركة النساء أقل من الرجال حتى الآن.
مايا دوسينبيري مؤلفة كتاب "الضرر" الذي تتناول فيه ما تتعرض له النساء من إهمال في الرعاية الصحية، ترجع أساس المشكلة إلى التهميش من الأبحاث الطبية الذي تعرضت له النساء، وتقول "ليس لدينا ما يكفي من المعلومات والمعرفة الطبية حول النساء وأجسادهن والظروف التي تؤثر عليهن. ثم تأتي أزمة الثقة والميل إلى عدم تصديق وصف النساء لأعراض ما يلاقينه".
حالة عاطفية
الصورة النمطية عن النساء وميلهم للعاطفة أكثر تجعل شكواهن أقل جدية، بل تعتبر حالة عاطفية أو من تأثير تغيّر الهرمونات الذي تعيشه كل مرأة، أو مجرد أوهام وحرص زائد على الصحة، وأحيانا تتهم النساء بأنهن يدعين الشكوى من أجل بعض الاهتمام من المحيطين بهن.
لا يمكن التغاضي عن اختلاف طبيعة الشعور بالألم بين الرجل والمرأة، وحتى طرق التعبير عن هذا الألم، ولا يمكن المقارنة بين شكوى الطرفين، ولكن ما يحدث في الواقع هو التعاطي مع الشكوى المرضية للمرأة على أنها مبالغة وعاطفية، ولهذا لا تؤخذ بجدية.
تشير جاميسون أيضا في مقالها بعنوان "الفتاة التي بكت من الألم" إلى أن النساء أكثر عرضة للمعاملة بشكل أقل جدية في لقاءاتهن الأولية في مراكز الصحة حتى يثبتن أنهن مرضى مثل المرضى الذكور، وهي ظاهرة يشار إليها في المجتمع الطبي باسم "متلازمة ينتل".
كيف تدافعين عن شكواك؟
1- اكتبي الأعراض
تنصح ليز ليستر خبيرة هرمونات وطبيبة مقيمة بكاليفورنيا، بكتابة ما تعانين منه ليصبح أكثر سهولة في الوصف، ولا تترددي في سرده لاستغلال وقتك بشكل أفضل، حيث يكون الأطباء في الغالب لديهم حالات في الانتظار وليس لديهم متسع من الوقت، لذلك تسهل الكتابة وصف ما تشعرين به بدقة.
2- بادري بالحديث
تنصح مارلا ديبلر، طبيبة نفسية إكلينيكية ومؤسسة مركز الصحة العاطفية في فيلادلفيا، بأن تتحدثي عما يقلقك بشكل سريع بدلا من انتظار الطبيب لتفسير ما تشعرين به عوضا عنك.
3- كرري سؤالك
إذا شعرتي بتكذيب الطبيب لشكواك بما في ذلك الانتظار بعض الوقت والقدوم لاحقا، تنصحك الطبيبة باول، مديرة مركز مونتيفيوري أينشتاين لأخلاقيات علم الأحياء، بالاستفسار من الطبيب وسؤاله عن أسس توصياته حتى تتأكدي مما يقوله.
كما تنصح باول النساء بأن يكن أكثر تحديدا وقت الشكوى، ومراجعة ما قاله الطبيب إذا لم تكوني راضية، فعليك بقول "أخشى أنك لم تستمع إلي جيدا"، ولا تترددي في تكرار وصف ما تشعرين به.
4- اتبعي حدسك
تشكل النساء 70% من مرضى الآلام المزمنة، وهذا ما تحدثت عنه الكاتبة جابرييل جاكسون مؤلفة كتاب "الألم والتحيز"، وذكرت حقيقة صادمة وهي أن معظم النساء يتعايشن مع الآلام لدرجة أنهن لا يعلمن أنه شيء غير طبيعي، خشية عدم تصديق شكواهن المستمرة.
فلا تشككي في آلامك بأنها غير حقيقة وتهمليها خوفا من الاستخفاف بها، وثقي بما تشعرين به، فأن تجدي أنك مخطئة بعد الفحوص الطبية أفضل من أن تجدي أن ما تشعرين به تضاعف وفات الأوان.(وكالات)