تأثير الحجر الصحي على حياة الشباب
حسن اسميك
القبة نيوز-غريبٌ ما يحدث هذه الأيام من حجرٍ صحيٍّ أجبر السكان في أغلب بلدان العالم على العيش طبقاً لواقعٍ لم نكن نتوقعه منذ أشهر، ومع ذلك، فإن الشعوب تقضي الآن فترة خلوةٍ إجبارية لم يسبق لها نظير بهذا المستوى الكبير من التأثير على جميع الفئات العمرية. قد يكون هذا التغيير المفاجئ شيئاً محموداً ومرحباً به لدى الكثير من الأشخاص بين فرصةٍ لقضاء وقتٍ أكثر مع العائلة، وأخرى ليحظى صاحبها ببعض السلام الداخلي بعيداً عن ضجة العالم الخارجي.
لأناسٍ آخرين، قد لا تبدو هذه الفترة إلا كحبس اضطراري أجبروا عليه كارهين وهو ما لاحظته على عدد كبيرٍ من الأشخاص، وأغلبهم الشباب، بعد متابعةٍ دقيقة لردود الأفعال تجاه الحجر الصحي على مواقع التواصل الاجتماعي.
إن طبيعة الحياة الاجتماعية التي آل إليها شباب اليوم تبعد كل البعد عن التقييد والأسر. فكما تحول الواقع من حولهم ليعطيهم الحرية الفكرية والنفسية أو المعنوية الكاملة من خلال الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أفضى هذا التحول لوجوب حصولهم على الحرية الجسدية أيضاً مما أدى لأن ينظروا لهذا الواقع على أنه حبس مذموم. ولكن وكما ذكرت سابقاً، فبالإمكان النظر لهذا الموضوع على أنه أمرٌ سيءٌ يقيد الحريات، أو أنه فرصةٌ ذهبية للعمل وللاستعداد لمرحلة قادمة جديدة على وشك البدء.
ما يدفعني لاعتبار هذا الوقت المتاح خلال فترة الحجر الصحي فرصةً ذهبيةً يتألف من عدة عوامل. أولها: هو الوقت الذي سيدفع الكثيرين لقضاءِ خلوةٍ مع النفس مما سيخلق مساراً لنشأةِ الكثيرِ من الأفكار والطاقات الكامنة لدى الشباب. كثيراً ما أسمع من الشباب تذمرهم من عدم إيجاد الوقت لممارسة ما يحبون وما يعبر عما في داخلهم من إبداع، ولذلك؛ فإن هذه الفترة ستكون بمثابةِ محفزٍ لتفجر طاقاتٍ لطالما أرادت الظهور وإحداث التغيير على المستوى الشخصيِّ والمجتمعي. الرائع في الأمر والذي يجعله مهماً جداً هو تأثيره المستقبلي، فبعد قضاءِ وقتٍ مع الذات لمحاولة تسخير هذه الطاقات والأفكار، سيخرج الشباب من هذه الفترة وفي جعبتهم وفرةٌ من الأشياء التي يستطيعون تقديمها للعالم من حولهم.
قد تساهم هذه الفترة -إن تم اغتنامها طبعاً-بتوفير الوقت الكافي، للجميع وبالأخص الشباب، للعمل على مهاراتٍ شخصيةٍ، عمليةٍ واجتماعيةٍ ومهنيةٍ مختلفة، وبالأخص ما نراه من مبادراتٍ رائعةٍ من الكثير من المواقع والجامعات والمكتبات بعرض محتوياتها بالمجان خلال هذه الفترة. فعالمنا اليوم يسمح لنا بالوصول للكثير والكثير من المواد العلمية المتاحة عن طريق الانترنت ونحنُ جالسين في بيوتنا. أذكر، على سبيل المثال لا الحصر، تعلم التصميم بمختلف أنواعه، الترجمة واللغات، البرمجة، التسويق، الكتابة والتأليف، الخطابة والإلقاء وتطوير مهارات التواصل، الفنون بأنواعها، وأخيراً القراءة، وهي ما أظن أن شباب اليوم يفتقدها بشدة. ممارسة البعض من هذه الخبرات سوف تساعد كلاً من، الفئات المقبلة على مرحلةٍ دراسيةٍ جديدةٍ لاختيارٍ أفضلَ للاختصاص مع اقتراب نهاية العام الدراسي، وكل من يعاني من شتاتٍ في الهوية العملية لإيجاد مسارٍ مختلف للعمل واستثمار الجهود.
إضافةً إلى ذلك، كثيرٌ من المهارات التي ذكرت سوف تكون جزءاً لمرحلةٍ قادمةٍ جوهريةٍ نقبل عليها. فقد شهد عالمنا مؤخراً زيادةً ملحوظةً في الأعمال الحرة، حيث باتت معظم الشركات والمنظمات تعتمد بشكل متزايد على هذا النوع من العمل لما يقدم من سهولةٍ في التعامل واستثمارٍ للجهود والوقت والمال. فالواقع الذي اضطررنا للعيش به الآن حتماً سيؤدي لتفجر هذا النوع من الأعمال في المستقبل القريب. إني أناشد كل من يريد أن يكون جزءاً فعالاً في هذا التغيير أن يغتنم هذه الفرصة للاستعداد له ومحاولة تطبيق التغيير على مستوى المهارات الشخصية.
يجب علينا أيضاً في ظل هذه الظروف أن ننظر ونتابع أثرها على الطباع النفسية وأخلاقيات العمل والدراسة لدى الشباب، حيث إنها تأتي مع الكثير من المعطيات. فإنَّ أغلب القطاعات، سواءٌ الدراسية والعلمية والعملية، بدأت بتنفيذ المهام وإنجاز الأمور عن بُعد. السؤال المطروح هنا: هل ستؤثر هذه التغيرات بفتح المجال لإبداعٍ أكبر بسبب التواجد ببيئة مريحةٍ وصديقة تتجسد في المنزل أم على العكس؛ فنشهد إطالةً وكسلاً في تأدية هذه المهام؟ أم هل سيكون الواقع خليطاً بين الاثنين معاً؟ شيءٌ كهذا يصعب التنبؤ به من الآن، ولكني أقول: إن لم تدفعْنا هذه الأزمةُ لاغتنامها في مواجهة أنفسنا وإلزامها بالقيام بالمهام، فما الذي سيدفعنا لذلك؟
أخيراً ومن النقاط المهمة جداً أن نناقشها هي العلاقة بين الشباب وعائلاتهم وأثر الحجر الصحي عليها. قد لا تبدو هذه النقطة بالجوهرية، ولكن قضاء وقتاً مطولاً في البيوت مع العائلات حتماً سيحدث تغييراً لطبيعة هذه العلاقات.
يجب على الشباب أن ينتهزوا هذه الفرصة للتقرب من ذويهم للاستفادة من الحديث معهم وقصصهم وتجاربهم القديمة ولمحاولة إفادتهم وتقديم المساعدة بكل ما هو جديد حيث أن التطور عادةً ما ينبع من دمجٍ بين ما كان وبين ما هو جديد.
ختاماً، الوضع الحالي ليس بالسهل أبداً. أرجو السلامة لكل أمم وبلدان العالم من هذا الوباء الذي يعصف بالأرض من جميع أقطابها. مع ذلك، يجب علينا أن نفكر وننظر بعنايةٍ لما يحدث من منظور يساعدنا على التقدم والإنجاز والإبداع، لا التوقف والرجوع والكسل. الكثير الهائل من مؤلفات الكُتَّاب، واختراعات العلماء، ونهوض الأمم وإرشادات الأنبياء كان تبعاً لخلواتٍ تتبعها خلوات. الأمل بمستقبلٍ مشرقٍ موجودٌ بل ومحتوم إن أحسَّنا اغتنام حاضرنا. وإنه من الشيق رؤية ما سيؤول إليه عالمنا وطبيعة سيره أثناء وبعد الانتهاء من هذا الوباء وهو ما أترك القارئ معه للتفكير والتأمل.
لأناسٍ آخرين، قد لا تبدو هذه الفترة إلا كحبس اضطراري أجبروا عليه كارهين وهو ما لاحظته على عدد كبيرٍ من الأشخاص، وأغلبهم الشباب، بعد متابعةٍ دقيقة لردود الأفعال تجاه الحجر الصحي على مواقع التواصل الاجتماعي.
إن طبيعة الحياة الاجتماعية التي آل إليها شباب اليوم تبعد كل البعد عن التقييد والأسر. فكما تحول الواقع من حولهم ليعطيهم الحرية الفكرية والنفسية أو المعنوية الكاملة من خلال الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، أفضى هذا التحول لوجوب حصولهم على الحرية الجسدية أيضاً مما أدى لأن ينظروا لهذا الواقع على أنه حبس مذموم. ولكن وكما ذكرت سابقاً، فبالإمكان النظر لهذا الموضوع على أنه أمرٌ سيءٌ يقيد الحريات، أو أنه فرصةٌ ذهبية للعمل وللاستعداد لمرحلة قادمة جديدة على وشك البدء.
ما يدفعني لاعتبار هذا الوقت المتاح خلال فترة الحجر الصحي فرصةً ذهبيةً يتألف من عدة عوامل. أولها: هو الوقت الذي سيدفع الكثيرين لقضاءِ خلوةٍ مع النفس مما سيخلق مساراً لنشأةِ الكثيرِ من الأفكار والطاقات الكامنة لدى الشباب. كثيراً ما أسمع من الشباب تذمرهم من عدم إيجاد الوقت لممارسة ما يحبون وما يعبر عما في داخلهم من إبداع، ولذلك؛ فإن هذه الفترة ستكون بمثابةِ محفزٍ لتفجر طاقاتٍ لطالما أرادت الظهور وإحداث التغيير على المستوى الشخصيِّ والمجتمعي. الرائع في الأمر والذي يجعله مهماً جداً هو تأثيره المستقبلي، فبعد قضاءِ وقتٍ مع الذات لمحاولة تسخير هذه الطاقات والأفكار، سيخرج الشباب من هذه الفترة وفي جعبتهم وفرةٌ من الأشياء التي يستطيعون تقديمها للعالم من حولهم.
قد تساهم هذه الفترة -إن تم اغتنامها طبعاً-بتوفير الوقت الكافي، للجميع وبالأخص الشباب، للعمل على مهاراتٍ شخصيةٍ، عمليةٍ واجتماعيةٍ ومهنيةٍ مختلفة، وبالأخص ما نراه من مبادراتٍ رائعةٍ من الكثير من المواقع والجامعات والمكتبات بعرض محتوياتها بالمجان خلال هذه الفترة. فعالمنا اليوم يسمح لنا بالوصول للكثير والكثير من المواد العلمية المتاحة عن طريق الانترنت ونحنُ جالسين في بيوتنا. أذكر، على سبيل المثال لا الحصر، تعلم التصميم بمختلف أنواعه، الترجمة واللغات، البرمجة، التسويق، الكتابة والتأليف، الخطابة والإلقاء وتطوير مهارات التواصل، الفنون بأنواعها، وأخيراً القراءة، وهي ما أظن أن شباب اليوم يفتقدها بشدة. ممارسة البعض من هذه الخبرات سوف تساعد كلاً من، الفئات المقبلة على مرحلةٍ دراسيةٍ جديدةٍ لاختيارٍ أفضلَ للاختصاص مع اقتراب نهاية العام الدراسي، وكل من يعاني من شتاتٍ في الهوية العملية لإيجاد مسارٍ مختلف للعمل واستثمار الجهود.
إضافةً إلى ذلك، كثيرٌ من المهارات التي ذكرت سوف تكون جزءاً لمرحلةٍ قادمةٍ جوهريةٍ نقبل عليها. فقد شهد عالمنا مؤخراً زيادةً ملحوظةً في الأعمال الحرة، حيث باتت معظم الشركات والمنظمات تعتمد بشكل متزايد على هذا النوع من العمل لما يقدم من سهولةٍ في التعامل واستثمارٍ للجهود والوقت والمال. فالواقع الذي اضطررنا للعيش به الآن حتماً سيؤدي لتفجر هذا النوع من الأعمال في المستقبل القريب. إني أناشد كل من يريد أن يكون جزءاً فعالاً في هذا التغيير أن يغتنم هذه الفرصة للاستعداد له ومحاولة تطبيق التغيير على مستوى المهارات الشخصية.
يجب علينا أيضاً في ظل هذه الظروف أن ننظر ونتابع أثرها على الطباع النفسية وأخلاقيات العمل والدراسة لدى الشباب، حيث إنها تأتي مع الكثير من المعطيات. فإنَّ أغلب القطاعات، سواءٌ الدراسية والعلمية والعملية، بدأت بتنفيذ المهام وإنجاز الأمور عن بُعد. السؤال المطروح هنا: هل ستؤثر هذه التغيرات بفتح المجال لإبداعٍ أكبر بسبب التواجد ببيئة مريحةٍ وصديقة تتجسد في المنزل أم على العكس؛ فنشهد إطالةً وكسلاً في تأدية هذه المهام؟ أم هل سيكون الواقع خليطاً بين الاثنين معاً؟ شيءٌ كهذا يصعب التنبؤ به من الآن، ولكني أقول: إن لم تدفعْنا هذه الأزمةُ لاغتنامها في مواجهة أنفسنا وإلزامها بالقيام بالمهام، فما الذي سيدفعنا لذلك؟
أخيراً ومن النقاط المهمة جداً أن نناقشها هي العلاقة بين الشباب وعائلاتهم وأثر الحجر الصحي عليها. قد لا تبدو هذه النقطة بالجوهرية، ولكن قضاء وقتاً مطولاً في البيوت مع العائلات حتماً سيحدث تغييراً لطبيعة هذه العلاقات.
يجب على الشباب أن ينتهزوا هذه الفرصة للتقرب من ذويهم للاستفادة من الحديث معهم وقصصهم وتجاربهم القديمة ولمحاولة إفادتهم وتقديم المساعدة بكل ما هو جديد حيث أن التطور عادةً ما ينبع من دمجٍ بين ما كان وبين ما هو جديد.
ختاماً، الوضع الحالي ليس بالسهل أبداً. أرجو السلامة لكل أمم وبلدان العالم من هذا الوباء الذي يعصف بالأرض من جميع أقطابها. مع ذلك، يجب علينا أن نفكر وننظر بعنايةٍ لما يحدث من منظور يساعدنا على التقدم والإنجاز والإبداع، لا التوقف والرجوع والكسل. الكثير الهائل من مؤلفات الكُتَّاب، واختراعات العلماء، ونهوض الأمم وإرشادات الأنبياء كان تبعاً لخلواتٍ تتبعها خلوات. الأمل بمستقبلٍ مشرقٍ موجودٌ بل ومحتوم إن أحسَّنا اغتنام حاضرنا. وإنه من الشيق رؤية ما سيؤول إليه عالمنا وطبيعة سيره أثناء وبعد الانتهاء من هذا الوباء وهو ما أترك القارئ معه للتفكير والتأمل.