يوم الكرامة .. كرامتنا
أمل الكردي
أنا راعي الدرعة ،أما الحياة أو الشهادة على ظهر المدفع.
سميت معركة الكرامة تقديراً لشهداء القوات المسلحة الاردنيين والمقاومين العرب ورجال الامن العام والمخابرات العامة والمواطنيين الذين استشهدوا في معركة الكرامة التي دارت على جسر داميا او مثلت المصري على محور داميا او معارك الشونة الجنوبية والرامة والكفرين ومعارك جسر ملك الحسين وجسر الامير عبد الله إلا إن للاسم معناه رمزاً . ففي بلدة الكرامة جرى أول تنسيق عملي على أعلى مستويات في قيادة الدولة وقيادة الجيش وحركة التحرير الفلسطينية (فتح) وعناصر من جيش التحرير الفلسطيني ووقفوا وقفة الرجل الواحد ينتظرون المصير الواحد إما العيش بكرامة وشرف أو الموت بكرامة عند النهر ...على خط المواجهة.. لأجل الوطن ينتظرون الشهادة في سبيل الله يد وقلب واحدة في بلدة الكرامة التي سميت بهذا الاسم للتذكير بأن النصر لا يأتي الا بوحدة القلوب ووحدة الصف ووحدة العمل لوجه الله تعالى .
ومن ذكريات الحسين مع جنود الوطن زار الجندي ابراهيم موسى جوهر والذي كان يعمل سائق ساحبة مدفع فقال عندما صحوت في المستشفى واذ جلالة الملك يقف عند سريري واذ به يقول لي كيفك ،اسمع ،بتقدر تواصل المعركة ؟ فقلت له انا فداك ابو عبد الله وقبلني جلالة الملك على راسي وقال لي "عشت بارك الله فيك ،قالوا لي انك اسقطت الطائرة التي أصابتك وكانت هذه اسعد لحظات في حياتي "هذا شعور الحسين وهذا الجندي الذي رأى كل زملائه حوله في الملجأ وكانت في تلك الساعة تقصف مدفعيتهموشعر بأنه في تلك اللحظة مسؤول عن ارواح جنود الدبابات وصاح دون ان يدري أنا راعي الدرعة ،أما الحياة او الشهادة على ظهر المدفع .واتخذ موقع الرامي وبدأ الى أن أصيب وقال قبل أن يغمى عليه أنني دافعت عن أبناء وطني وشرفهم وإن ديان وربعه لن يصلوا قصر بسمان كما كانوا يهددون وانا حي ولن يصلوا .وبعدها أفاق والحسين فوق رأسه .هذه قصة من قصص الكرامة مع الحسين وجنوده وتضحيات أبناء الوطن وهناك القصص الكثير التي لم تحكى .
وفي الساعات الاخيرة من ليلة 2131968 وبعد جهد متواصل لمدة ثماني عشر ساعة كان الحسين على ما بدأ به صباح يوم الكرامة هادئاً مستبشراً يبعث الثقة والايمان في كل مكان يصله وفي 23-3-1968 عقد جلالة الملك مؤتمره الصحفي الذي شرح به عن مجريات معركة الكرامة بتفاصيلها وقال فيما يتعلق بقضية فلسطين وما هو حق وما هو باطل فلا أعتقد ان أي شعب في الدنيا وفي أي مكان وفي أي وقت يمكن أن تكون له قضية أقوى من قضيتنا .وقال أن سكان الكرامة قاوموا ببسالة ومن الصعب ان نميز بين الفدائي وغيره وقد نصل مرحلة نصبح فيها جميعاً من الفدائيين وربما يتم هذا في المستقبل القريب.
معركة الكرامة عدا أنها كانت دفاع عن الوطن ولكنها أمتزجت بثقافات ثراتية من زغاريد واناشيد واغاني اردنية في حينها وكانت المرأة الاردنية خير داعم للرجل وتشجيعه من خلال هذه الثقافة الحية.أما على مستوى العالم فذكرت وكالة اليونايتدبرس يوم 2931968بأن احد المسؤولين الكبار في الدولة أن اسرائيل فقدت في هجومها الاخير على الاردن اليات عسكرية تعادل ثلاث مرات ما فقدته في حرب حزيران. أما حاييم بارليف رئيس الاركان الاسرائيلي في حديث نشرته هآرتس الاسرائلية يوم 3131968 قال: ان عملية الكرامة فريدة من نوعها ولم يتعود الشعب في اسرائيل مثل هذا النوع من العمليات ومعنى اخر ان جميع العمليات العسكرية التي قمنا بها تسفر عن نصر حاسم لقواتنا.
هذا سجل يكتب في تاريخنا العسكري والوطني الاردني وفي فحواه سجل لملك عربي يعبر تعبيراً صادقاً عن كرامته واصالته وقدرته في التضحية في سبيل الوطن وقد اراد ان يستمد هذا الجيش ايمانه من ربه ودينه وان يستمد عاداته من التقاليد العربية والاسلامية ومن تاريخ الثورة العربية الكبرى .كما يسجل الى كل ضابط وجندي بما قدموا من تضحيات في سبيل الوطن والى جميع شهدائنا الابرار الف رحمة .ونحن شعب سننتصر دائماً على الحرب والمحن باذن الله تعالى. رحم الله الحسين الباني ودام الاردن قوياً وحمى الله جلالة الملك عبد الله الثاني باذن الله تعالى .
amalkurdi77@yahoo.com
سميت معركة الكرامة تقديراً لشهداء القوات المسلحة الاردنيين والمقاومين العرب ورجال الامن العام والمخابرات العامة والمواطنيين الذين استشهدوا في معركة الكرامة التي دارت على جسر داميا او مثلت المصري على محور داميا او معارك الشونة الجنوبية والرامة والكفرين ومعارك جسر ملك الحسين وجسر الامير عبد الله إلا إن للاسم معناه رمزاً . ففي بلدة الكرامة جرى أول تنسيق عملي على أعلى مستويات في قيادة الدولة وقيادة الجيش وحركة التحرير الفلسطينية (فتح) وعناصر من جيش التحرير الفلسطيني ووقفوا وقفة الرجل الواحد ينتظرون المصير الواحد إما العيش بكرامة وشرف أو الموت بكرامة عند النهر ...على خط المواجهة.. لأجل الوطن ينتظرون الشهادة في سبيل الله يد وقلب واحدة في بلدة الكرامة التي سميت بهذا الاسم للتذكير بأن النصر لا يأتي الا بوحدة القلوب ووحدة الصف ووحدة العمل لوجه الله تعالى .
ومن ذكريات الحسين مع جنود الوطن زار الجندي ابراهيم موسى جوهر والذي كان يعمل سائق ساحبة مدفع فقال عندما صحوت في المستشفى واذ جلالة الملك يقف عند سريري واذ به يقول لي كيفك ،اسمع ،بتقدر تواصل المعركة ؟ فقلت له انا فداك ابو عبد الله وقبلني جلالة الملك على راسي وقال لي "عشت بارك الله فيك ،قالوا لي انك اسقطت الطائرة التي أصابتك وكانت هذه اسعد لحظات في حياتي "هذا شعور الحسين وهذا الجندي الذي رأى كل زملائه حوله في الملجأ وكانت في تلك الساعة تقصف مدفعيتهموشعر بأنه في تلك اللحظة مسؤول عن ارواح جنود الدبابات وصاح دون ان يدري أنا راعي الدرعة ،أما الحياة او الشهادة على ظهر المدفع .واتخذ موقع الرامي وبدأ الى أن أصيب وقال قبل أن يغمى عليه أنني دافعت عن أبناء وطني وشرفهم وإن ديان وربعه لن يصلوا قصر بسمان كما كانوا يهددون وانا حي ولن يصلوا .وبعدها أفاق والحسين فوق رأسه .هذه قصة من قصص الكرامة مع الحسين وجنوده وتضحيات أبناء الوطن وهناك القصص الكثير التي لم تحكى .
وفي الساعات الاخيرة من ليلة 2131968 وبعد جهد متواصل لمدة ثماني عشر ساعة كان الحسين على ما بدأ به صباح يوم الكرامة هادئاً مستبشراً يبعث الثقة والايمان في كل مكان يصله وفي 23-3-1968 عقد جلالة الملك مؤتمره الصحفي الذي شرح به عن مجريات معركة الكرامة بتفاصيلها وقال فيما يتعلق بقضية فلسطين وما هو حق وما هو باطل فلا أعتقد ان أي شعب في الدنيا وفي أي مكان وفي أي وقت يمكن أن تكون له قضية أقوى من قضيتنا .وقال أن سكان الكرامة قاوموا ببسالة ومن الصعب ان نميز بين الفدائي وغيره وقد نصل مرحلة نصبح فيها جميعاً من الفدائيين وربما يتم هذا في المستقبل القريب.
معركة الكرامة عدا أنها كانت دفاع عن الوطن ولكنها أمتزجت بثقافات ثراتية من زغاريد واناشيد واغاني اردنية في حينها وكانت المرأة الاردنية خير داعم للرجل وتشجيعه من خلال هذه الثقافة الحية.أما على مستوى العالم فذكرت وكالة اليونايتدبرس يوم 2931968بأن احد المسؤولين الكبار في الدولة أن اسرائيل فقدت في هجومها الاخير على الاردن اليات عسكرية تعادل ثلاث مرات ما فقدته في حرب حزيران. أما حاييم بارليف رئيس الاركان الاسرائيلي في حديث نشرته هآرتس الاسرائلية يوم 3131968 قال: ان عملية الكرامة فريدة من نوعها ولم يتعود الشعب في اسرائيل مثل هذا النوع من العمليات ومعنى اخر ان جميع العمليات العسكرية التي قمنا بها تسفر عن نصر حاسم لقواتنا.
هذا سجل يكتب في تاريخنا العسكري والوطني الاردني وفي فحواه سجل لملك عربي يعبر تعبيراً صادقاً عن كرامته واصالته وقدرته في التضحية في سبيل الوطن وقد اراد ان يستمد هذا الجيش ايمانه من ربه ودينه وان يستمد عاداته من التقاليد العربية والاسلامية ومن تاريخ الثورة العربية الكبرى .كما يسجل الى كل ضابط وجندي بما قدموا من تضحيات في سبيل الوطن والى جميع شهدائنا الابرار الف رحمة .ونحن شعب سننتصر دائماً على الحرب والمحن باذن الله تعالى. رحم الله الحسين الباني ودام الاردن قوياً وحمى الله جلالة الملك عبد الله الثاني باذن الله تعالى .
amalkurdi77@yahoo.com