facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

من العسكري 351975 الى أمي الغالية ..

من العسكري 351975 الى أمي الغالية ..

المحامي اسامة البيطار

القبة  نيوز-اليوم عيدك وكل يوم عيدك ، في كل لحظه وكل ساعه انت بيننا تخافين علينا من نسمه قد تؤذينا؛ اذكرك اول يوم في المدرسه وأنت تتشبثين بقلبك الكبير حتى لا اتركك ولكنك تريدين مني ان انطلق للحياه وأكون رجلا بين الرجال وعسكري مثل ابي الشهيد في الكرامة الخالدة , أمي الحبيبة كورونا فرق بيننا المكان ولكن لم ولن يبعد القلوب ويزحزحها عن مكانها في الحب والكرامة ، اريد ان أقول لك إني أحبك في زمن الكورونا اكثر وأكثر واخاف عليك من ذات النسمة التي كنت قبل سنين تخافين من ان تؤذينا وهي نسمه البرد القارص في قريتنا ... أمي الغالية اخاف على ظهرك الذي انحنى بعد سنوات من التعب و الذي حملني واخواني في برد الشتاء وقسوته من بيت جدي إلى بيتنا اليتيم كل يوم بعد ان تنهي عملك وتعودين للبيت مشتاقه ولساعة دفء نقضيها بين أحضانك وضحكتك التي تملأ ارجاء الكون ، قدميك الشريفتين والتي مشت عليها السنين في المؤسسة العسكرية وفي الأسواق من اجل ان تطعمينا الحب وترضعينا الكرامة وبقت نفسك العفيفه دائما تعلمنا ان الحره تجوع ولا تأكل الا من حر يديها ، يديك الجميلتين وعروقها الخضراء النابضة بالكرامه المستوره بعفه الزمن القاسي و التي اوردت في نفسنا السكينة عبر ليال طويله من التعب وشقاوتنا ...


يا غاليه قلبك المشعل بحبنا يسع الدنيا بأسرها أقول لك انني اقف اليوم رجلا كما تريدين عسكريا ملازمًا بجانب دبابتي التي تقف في احدى جبال عمان مكلف ان احافظ على الأمن مرفوع الرأس انني ابنك الشقي ابن الشهيد الجندي الأول في دبابه الكرامه التي قطعت صاروخ العدو جسده الا قلبه ، وهاأنا احمل شعاره شعار الجيش العربي في قلبي قبل رأسي وفي يومه يوم الكرامة الذي تعلمت أبجدياته من صوتك ومواقفك ومن ذكرى استشهاده ... أمي الغالية وأنت تقرأين رسالتي هذه بعينيك المنهكتين بتقطيب جواربنا في اخر الليل وتدريسنا الدروس وطلعه الصبح الندي اقف شامخا كما تريدين وكما أردت دائما كريما حرًا رغم كل شي .

اعرف انني اثقلت عليك وأنت الجده الحنون فأولادي ببركه بيتك العامر آمنين مطمئنين وقد اخترت ان يقيموا عندك اثناء تأديتي واجبي ليرعوك وترعيهم ، وأنا على جبهه من جبهات الوطن ملبيًا النداء ، احبك أمي اكثر من رائحه الفجر بعد ركعتي الصبح والدعاء ان يحميك واولادي وعشيرتي ووطني الجميل .

يصادف يا أمي ان يكون واجبي بجانب بيت كبير تعيش فيه مسنه وحيده تصر ان تصبح علينا بكوب من الشاي مثل الذي تصنعينه وملامحها من التعب والحب تشبه ملامحك كثيرًا ، يا الله كم تشبه امهات الأردنيين بعضهم البعض .

أمي لا تنسيني من الدعاء وادع لكل اخواني بالجيش ان يحمينا جميعا من هذا العدو الفتاك الذي جاء يسلبنا الابتسامه البسيطه ولكن سننتصر عليه بعون الله بالدعاء والصبر ، أمي في يومك وكل يوم يومك كل لحظه وأنت وكل امهات الوطن طيبين طاهرين وكل عام وأنت بخير .

تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير