ألقوا الأردن في "غيابة الجب" وارتاحوا
شحادة أبو بقر
ليس بالغريب ولا هو بالعجيب ولا بالمستهجن ابدا ابدا, صمت العرب شعوبا وقبائل وحكومات, حتى عن مجرد الإتصال "تلفونيا" بالأردن, اظهارا للتضامن في مواجهة مؤامرة صفقة قرن يعلمون يقينا أن فيها خطرا مصيريا جسيما على هذا البلد وجودا وهوية, تماما كما هو خطرها على مصير القدس الشريف وقضية فلسطين عموما، والحقوق التاريخية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني.
نعم, ليس هذا الصمت والغياب بالغريب أبدا, فلقد إعتادوا لا بل وإستمرأوا منذ قيام دولتنا الحديثة قبل مائة عام, حقيقة أن الأردن هو "الضحية والقربان" الذي يسهل ذبحه على مذابح نزوات أصحاب الرؤوس الحامية والشعارات الكلامية الجوفاء التي سمنت إسرائيل وأودت بفلسطين وبالأردن وبالقدس مسرى ومعراج محمد صلوات الله وسلامه عليه , والعجب العجاب أن هناك من لا يزال يتغنى ببطولات أصحاب تلك الشعارات التي ما زلنا ندفع حتى اليوم وجميعا, ثمنها الباهظ من كراماتنا وقوتنا.
أعلنت الصفقة بعد طول إنتظار, فماذا فعل العرب!, بيانات خجولة وشعارات براقة وكفى الله المؤمنين القتال, ظنا منهم أن النار لن تصل تلابيب ثيابهم ولو بعد حين غير بعيد, وليقلع الأردنيون والفلسطينيون شوكهم بأيديهم!
لنتحدث أردنيا في هذا المقام, ما دام الإخوة القياديين الفلسطينيين يسعدون نظراءهم الإسرائيليين كثيرا بخلافاتهم المستفحلة وتفرقهم العجيب حتى وهم يرون حقوقهم تتآكل حتى آخر قطرة وعلى الأرض, وليس مجرد تصريحات وشعارات وتهديدات, لنقول, هذا هو حالنا نحن الأردنيين منذ مائة عام, ضحايا وقرابين من أجل العرب, كل العرب, ومع ذلك, فنحن في نظرهم وظلمهم خونة وعملاء بعنا فلسطين والقدس التي لا يوجد حجر أو شجر فيها إلا وتخضب بدماء شهدائنا وجرحانا, وهذا شرف عظيم به نفخر ونعتز ونتقرب من ربنا به أكثر وأكثر.
وقفنا بشموخ عروبي أصيل صادق مع كل بلد عربي أحاط به خطر, ودفعنا أثمانا لم يدفعها أحد, وفتحنا حدودنا ودورنا لكل عربي فار من ظلم حاكمه أو سطوة محتل غاز, ولم نتذمر يوما أبدا, تقاسمنا مع الأشقاء لقمة العيش وحبة الدواء وفرصة العمل وغرفة الصف ونسمة الهواء, حتى وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من فقر وضنك عيش وقلة حيلة ومديونية ضاغطة وبطالة مرهقة.
لم يقل لنا أحد ولو مجرد كلمة شكر نحن لسنا بإنتظارها أصلا, لا بل لم يتورع عرب من جنسنا عن إتهامنا بالمتاجرة بقضايا اللاجئين من ديارهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حسدونا وأغبطونا حتى على جنازة الراحل الملك الحسين رحمه الله, عندما رأوا قادة الشرق قبل الغرب تجوب طائراتهم سماء مملكتنا إنتظارا للإذن لها بالهبوط في مطاراتنا المدنية والعسكرية لوداع الراحل الكبير, ولم يقل أي منهم أن في ذلك أصدق رد يدحض ظلمهم وإتهامهم لنا بالعمالة للغرب, عندما عندما شهدوا بأمهات عيونهم قادة العالم كله شرقه قبل غربه وجنوبه قبل شماله يلتقون على أرض الأردن لوداع رجل العصر رحمه الله, لا بل ذهب كاتب عربي حتى وهو في أواخر خريف العمر, للتشكي بالجنازة التي لم ولن تتكرر!.
لا علينا , هذا هو حظنا مع أهلنا العرب مذ فتحنا عيوننا على الدنيا , لكن ما يثير الإستغراب أكثر , هو أننا نحن الأرنيين أنفسنا وبالذات كبار السن فينا ممن شهدوا التاريخ والأحداث والمراحل كلها , نطالب بلدنا اليوم دونا عن سواه من العرب والمسلمين, بالإنتحار في مواجهة الصفقة الصفعة .
نقرأ ونسمع عن سلسلة المطالب تلك ونتخيل أن الأردن دولة عظمى عليها أن تعلن الحرب وحدها على الكيان الصهيوني وداعمته أميركا , وأن تحرر القدس وفلسطين والجولان, وأن تطرد أميركا من الشرق الأوسط , وأن لا تنتظر عونا من أحد من العرب والمسلمين أو سواهم .
بوضوح , هذا ما هو مطلوب من بلد منهك إقتصاديا خاض الحروب كلها حتى وهو يعلم أنها مجرد " فزعة عرب " كي لا يتهم بالخيانة أكثر , فلو تخلف لكان هو سبب الهزائم النكراء كلها , والتهمة جاهزة سلفا على ألسنة من لم يتقوا الله في يوم من الأيام ! .
الأردن وحده دونا عن كل العرب والمسلمين , مطالب اليوم وقبل الغد , بإنهاء معاهدة السلام فورا وطرد السفير وسحب سفيرنا وخفض التمثيل الدبلوماسي مع أميركا التي يجاملها العالم كله ولو من باب إتقاء الشر ,وفتح حدوده دون حدود سائر العرب للمقاومين والمجاهدين وسواهم ممن لم يلقوا يوما ولو بحجر صوب المحتل الغاصب .
هذا بإختصار هو إعلان حرب من جانب الأردن وحيدا فريدا ضد الكيان ومعه أميركا , وإن كان لدى أحد تفسير آخر فليدلنا عليه مشكورا , وإعلان حرب كهذا هو حالة إنتحار طوعي بوضوح لا لبس فيه.
أعرف سلفا أنني سأتهم فورا بالترويج للصفقة المؤامرة من قبل البعض , أو أنني أبحث للأردن عن عذر ما , والله وحده شهيد على أن التهمة باطلة وظالمة وكاذبة سلفا ولا أصل لها على الإطلاق , ولا حاجة بي لأن أقسم بأن لا أحد يمقت الكيان الغاصب أكثر مني.
ختاما , طالبوا العرب من محيطهم إلى خليجهم وجيوشهم ألجرارة برفض المؤامرة وإعلان الحرب والجهاد لتحرير القدس وفلسطين , وأتعهد لكم أنا المواطن الأردني البسيط , بأن الأردن شعبا وقيادة وجيشا ومؤسسات وكل ما فيه , سيكون طليعة المحاربين والمجاهدين والمقاومين كشأنه دائما وأبدا , أما التضحية بالأردن وحيدا فريدا نيابة عن أمة ال 400 مليون عربي وأمة ال 1500 مليون مسلم , فهي نفاق وخداع وبغضاء غايتها إلقاء الأردن في غيابة الجب كما حدث مرات ومرات على إمتداد مائة عام مضت حتى اليوم ! .
أيها الأردنيون من كل أصل , توحدوا مع الوطن والقائد بصدق لا لبس فيه وواصلوا رفض المؤامرة الصفقة وبكل قوة , وطالبوا السلطة الفلسطينية المسؤولة مباشرة عن فلسطين وشعبها الصابر تحت الإحتلال , بأن تنهي خلافاتها وأن تتوحد صفوفها في الضفة وغزة , وأن تتخذ إجراءات فاعلة على الأرض وعبر العالم أقلها وقف التنسيق الأمني مع المحتل ومنا شدة الشعوب العربية والإسلامية للتظاهر والرفض ودعم الحق الفلسطيني . وإلا فألقوا بالأردن في غيابة الجب وأرتاحوا . الله جل جلاله من وراء قصدي.
نعم, ليس هذا الصمت والغياب بالغريب أبدا, فلقد إعتادوا لا بل وإستمرأوا منذ قيام دولتنا الحديثة قبل مائة عام, حقيقة أن الأردن هو "الضحية والقربان" الذي يسهل ذبحه على مذابح نزوات أصحاب الرؤوس الحامية والشعارات الكلامية الجوفاء التي سمنت إسرائيل وأودت بفلسطين وبالأردن وبالقدس مسرى ومعراج محمد صلوات الله وسلامه عليه , والعجب العجاب أن هناك من لا يزال يتغنى ببطولات أصحاب تلك الشعارات التي ما زلنا ندفع حتى اليوم وجميعا, ثمنها الباهظ من كراماتنا وقوتنا.
أعلنت الصفقة بعد طول إنتظار, فماذا فعل العرب!, بيانات خجولة وشعارات براقة وكفى الله المؤمنين القتال, ظنا منهم أن النار لن تصل تلابيب ثيابهم ولو بعد حين غير بعيد, وليقلع الأردنيون والفلسطينيون شوكهم بأيديهم!
لنتحدث أردنيا في هذا المقام, ما دام الإخوة القياديين الفلسطينيين يسعدون نظراءهم الإسرائيليين كثيرا بخلافاتهم المستفحلة وتفرقهم العجيب حتى وهم يرون حقوقهم تتآكل حتى آخر قطرة وعلى الأرض, وليس مجرد تصريحات وشعارات وتهديدات, لنقول, هذا هو حالنا نحن الأردنيين منذ مائة عام, ضحايا وقرابين من أجل العرب, كل العرب, ومع ذلك, فنحن في نظرهم وظلمهم خونة وعملاء بعنا فلسطين والقدس التي لا يوجد حجر أو شجر فيها إلا وتخضب بدماء شهدائنا وجرحانا, وهذا شرف عظيم به نفخر ونعتز ونتقرب من ربنا به أكثر وأكثر.
وقفنا بشموخ عروبي أصيل صادق مع كل بلد عربي أحاط به خطر, ودفعنا أثمانا لم يدفعها أحد, وفتحنا حدودنا ودورنا لكل عربي فار من ظلم حاكمه أو سطوة محتل غاز, ولم نتذمر يوما أبدا, تقاسمنا مع الأشقاء لقمة العيش وحبة الدواء وفرصة العمل وغرفة الصف ونسمة الهواء, حتى وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من فقر وضنك عيش وقلة حيلة ومديونية ضاغطة وبطالة مرهقة.
لم يقل لنا أحد ولو مجرد كلمة شكر نحن لسنا بإنتظارها أصلا, لا بل لم يتورع عرب من جنسنا عن إتهامنا بالمتاجرة بقضايا اللاجئين من ديارهم ولا حول ولا قوة إلا بالله.
حسدونا وأغبطونا حتى على جنازة الراحل الملك الحسين رحمه الله, عندما رأوا قادة الشرق قبل الغرب تجوب طائراتهم سماء مملكتنا إنتظارا للإذن لها بالهبوط في مطاراتنا المدنية والعسكرية لوداع الراحل الكبير, ولم يقل أي منهم أن في ذلك أصدق رد يدحض ظلمهم وإتهامهم لنا بالعمالة للغرب, عندما عندما شهدوا بأمهات عيونهم قادة العالم كله شرقه قبل غربه وجنوبه قبل شماله يلتقون على أرض الأردن لوداع رجل العصر رحمه الله, لا بل ذهب كاتب عربي حتى وهو في أواخر خريف العمر, للتشكي بالجنازة التي لم ولن تتكرر!.
لا علينا , هذا هو حظنا مع أهلنا العرب مذ فتحنا عيوننا على الدنيا , لكن ما يثير الإستغراب أكثر , هو أننا نحن الأرنيين أنفسنا وبالذات كبار السن فينا ممن شهدوا التاريخ والأحداث والمراحل كلها , نطالب بلدنا اليوم دونا عن سواه من العرب والمسلمين, بالإنتحار في مواجهة الصفقة الصفعة .
نقرأ ونسمع عن سلسلة المطالب تلك ونتخيل أن الأردن دولة عظمى عليها أن تعلن الحرب وحدها على الكيان الصهيوني وداعمته أميركا , وأن تحرر القدس وفلسطين والجولان, وأن تطرد أميركا من الشرق الأوسط , وأن لا تنتظر عونا من أحد من العرب والمسلمين أو سواهم .
بوضوح , هذا ما هو مطلوب من بلد منهك إقتصاديا خاض الحروب كلها حتى وهو يعلم أنها مجرد " فزعة عرب " كي لا يتهم بالخيانة أكثر , فلو تخلف لكان هو سبب الهزائم النكراء كلها , والتهمة جاهزة سلفا على ألسنة من لم يتقوا الله في يوم من الأيام ! .
الأردن وحده دونا عن كل العرب والمسلمين , مطالب اليوم وقبل الغد , بإنهاء معاهدة السلام فورا وطرد السفير وسحب سفيرنا وخفض التمثيل الدبلوماسي مع أميركا التي يجاملها العالم كله ولو من باب إتقاء الشر ,وفتح حدوده دون حدود سائر العرب للمقاومين والمجاهدين وسواهم ممن لم يلقوا يوما ولو بحجر صوب المحتل الغاصب .
هذا بإختصار هو إعلان حرب من جانب الأردن وحيدا فريدا ضد الكيان ومعه أميركا , وإن كان لدى أحد تفسير آخر فليدلنا عليه مشكورا , وإعلان حرب كهذا هو حالة إنتحار طوعي بوضوح لا لبس فيه.
أعرف سلفا أنني سأتهم فورا بالترويج للصفقة المؤامرة من قبل البعض , أو أنني أبحث للأردن عن عذر ما , والله وحده شهيد على أن التهمة باطلة وظالمة وكاذبة سلفا ولا أصل لها على الإطلاق , ولا حاجة بي لأن أقسم بأن لا أحد يمقت الكيان الغاصب أكثر مني.
ختاما , طالبوا العرب من محيطهم إلى خليجهم وجيوشهم ألجرارة برفض المؤامرة وإعلان الحرب والجهاد لتحرير القدس وفلسطين , وأتعهد لكم أنا المواطن الأردني البسيط , بأن الأردن شعبا وقيادة وجيشا ومؤسسات وكل ما فيه , سيكون طليعة المحاربين والمجاهدين والمقاومين كشأنه دائما وأبدا , أما التضحية بالأردن وحيدا فريدا نيابة عن أمة ال 400 مليون عربي وأمة ال 1500 مليون مسلم , فهي نفاق وخداع وبغضاء غايتها إلقاء الأردن في غيابة الجب كما حدث مرات ومرات على إمتداد مائة عام مضت حتى اليوم ! .
أيها الأردنيون من كل أصل , توحدوا مع الوطن والقائد بصدق لا لبس فيه وواصلوا رفض المؤامرة الصفقة وبكل قوة , وطالبوا السلطة الفلسطينية المسؤولة مباشرة عن فلسطين وشعبها الصابر تحت الإحتلال , بأن تنهي خلافاتها وأن تتوحد صفوفها في الضفة وغزة , وأن تتخذ إجراءات فاعلة على الأرض وعبر العالم أقلها وقف التنسيق الأمني مع المحتل ومنا شدة الشعوب العربية والإسلامية للتظاهر والرفض ودعم الحق الفلسطيني . وإلا فألقوا بالأردن في غيابة الجب وأرتاحوا . الله جل جلاله من وراء قصدي.