مطار أنيق برتوش قبيحة
عصام قضماني
القبة نيوز-ظفرنا بحمد الله بمطار أنيق استحق ما أنفق فيه من ملايين الدنانير واستحقت المجموعة التي بنته منا كل الشكر والتقدير، فقد كان قرار منحه لمستثمر يبنيه ويشغله قرارا حكيما، مبنى جميل ومفتوح وسلاسة في الحركة مثل كل المطارات المتقدمة، أو نطمح لأن يكون . هذا كله جميل وجميل جدا، لكن كل هذا ممكن أن يفقد سحره ومتعته من بعض الممارسات التي تسيء لهذه الصورة المبدعة وبعض التشوهات التي لا يمكن للعين أن تحيد عنها مثل بقعة سوداء في ثوب أبيض ناصع.
تنزل من الطائرة بحمد الله وتسلك ممرات فارغة الا من لوحات على الحائط نحو الجوازات، بسرعة تنتهي من ختم الجواز مع ابتسامة وكلمة رقيقة تقول حمدالله على السلامة، تأخذ السلالم الكهربائية الى حيث يقذف مشط كهربائي متحرك حقيبتك تحملها أو تجرها بعجلاتها أو تضعها فوق عربة وتتجه صوب بوابة الخروج.. ومن هنا نبدأ.
«حطلي هاي الشنطة على الجهاز» شو فيها «يأخذها رجل الجمارك وهو ينظر اليك بعين الشك والريبة وكأنه ظفر بجائزة أو ضبطية محرزة، هي الحاسة العاشرة التي يتمتع بها ضباط الجمارك في استعراض مهيب، يضع الشنطة التي هلكت تفتيشاً في مطار القدوم وجمارك القدوم فوق الطاولة ويبدأ في العبث بمحتوياتها، ينبش ويفتش، ولا يجد شيئا، يشرد قليلا وكأنه يشعر بخيبة الأمل فلم تجد الحاسة العاشرة التي يفترض أنه يتمتع بها طريقها الى الشنطة، يعيد الكرة مرة أخرى ويسأل ماذا في الشنطة،» يا هذا أما كفاك تفتيشا وتنبيشا فتسألني وكأنني لم أخرج من ذاك الدرج أو لم أختم جوازي أو لم أنزل من الطائرة أصلا، هل قد رأيتني أقفز من فوق شيك المطار مثلا وقد قطعت طريق السفر طائرا لوحدي بجناحين أو مجدفا بقارب أو ممتطيا فرسا أو إبلا عبر الصحراء.
المهم تنتهي هذه اللعبة على لا شيء، تخرج الى بهو القادمين، فيتخطفك عشرات الشباب المستقرين عند زوايا القاعة، «تكسي» «سياحي» توصيلة، فتوميء برأسك «لا» تقرر أن تأخذ سيارة تكسي المطار، فتجد نفسك محاطا بجمهرة من السائقين وكأنك في سوق الجمعة أو هو مزاد، فيأتيك رجل بيده ورقة وقلم «لوين» فتجيب، فينادي بأعلى صوته وقد حدد سعر الرحلة على وصل يدسه في يدك وهو يقول هذا لك احتفظ به وكأنه يزرع الشك في قلبك بأن السائق سيستغلك، فيصيح، يا فلان، خذ هالراكب، فتجر الحقيبة نحو السيارة وهكذا.
أليس من طريقة أفضل لتنظيم عمل تكسي المطار كما هو الحال في مطارات الدنيا، ما هذه الطريقة البدائية في توزيع دور السيارات بين المسافرين، ماذا لو أن الأجنبي مثلا كان حجز طائرة وفندقاً وسيارة، ماذا لو صدمته أو هي صدمته هذه الحالة، بالتأكيد لسان حاله سيقول. أنا في بلد من العالم الثالث.
حتما هناك ألف طريقة لتنظيم ذلك كله حتى تكتمل الصورة وتتناسق مع جمال المباني والخدمات المحيطة بالمباني الأنيقة، الأناقة لا تكتمل من دون إكسسوارات تليق بها ..
المسألة بالنسبة للمطار لا تتعلق بالمباني وهي أنيقة ولا بالمرافق وهي حديثة بل إن العنصر البشري في كل هذا هو الأهم، هل تحتاج إدارة المطار الى عقد دورات تدريبية للموظفين ومن الملاحظات الازدحام المفرط في أعدادهم على اختلاف مهامهم، في قاعات المطار الداخلية والخارجية، ربما يحتاج الأمر فعلا الى دورات تدريبية بمن فيهم حاملو الأختام باعتبارهم أول بوابة سياحية تلتقط المسافر للتعامل مع المسافرين عوضا عن الوقوف في كل ركن وزاوية ومهمتهم ؛ فقط أن يتفحصوا المسافرين طولا وعرضا، بنظرات غاضبة أو متأهبة أو مترقبة.
الراي
تنزل من الطائرة بحمد الله وتسلك ممرات فارغة الا من لوحات على الحائط نحو الجوازات، بسرعة تنتهي من ختم الجواز مع ابتسامة وكلمة رقيقة تقول حمدالله على السلامة، تأخذ السلالم الكهربائية الى حيث يقذف مشط كهربائي متحرك حقيبتك تحملها أو تجرها بعجلاتها أو تضعها فوق عربة وتتجه صوب بوابة الخروج.. ومن هنا نبدأ.
«حطلي هاي الشنطة على الجهاز» شو فيها «يأخذها رجل الجمارك وهو ينظر اليك بعين الشك والريبة وكأنه ظفر بجائزة أو ضبطية محرزة، هي الحاسة العاشرة التي يتمتع بها ضباط الجمارك في استعراض مهيب، يضع الشنطة التي هلكت تفتيشاً في مطار القدوم وجمارك القدوم فوق الطاولة ويبدأ في العبث بمحتوياتها، ينبش ويفتش، ولا يجد شيئا، يشرد قليلا وكأنه يشعر بخيبة الأمل فلم تجد الحاسة العاشرة التي يفترض أنه يتمتع بها طريقها الى الشنطة، يعيد الكرة مرة أخرى ويسأل ماذا في الشنطة،» يا هذا أما كفاك تفتيشا وتنبيشا فتسألني وكأنني لم أخرج من ذاك الدرج أو لم أختم جوازي أو لم أنزل من الطائرة أصلا، هل قد رأيتني أقفز من فوق شيك المطار مثلا وقد قطعت طريق السفر طائرا لوحدي بجناحين أو مجدفا بقارب أو ممتطيا فرسا أو إبلا عبر الصحراء.
المهم تنتهي هذه اللعبة على لا شيء، تخرج الى بهو القادمين، فيتخطفك عشرات الشباب المستقرين عند زوايا القاعة، «تكسي» «سياحي» توصيلة، فتوميء برأسك «لا» تقرر أن تأخذ سيارة تكسي المطار، فتجد نفسك محاطا بجمهرة من السائقين وكأنك في سوق الجمعة أو هو مزاد، فيأتيك رجل بيده ورقة وقلم «لوين» فتجيب، فينادي بأعلى صوته وقد حدد سعر الرحلة على وصل يدسه في يدك وهو يقول هذا لك احتفظ به وكأنه يزرع الشك في قلبك بأن السائق سيستغلك، فيصيح، يا فلان، خذ هالراكب، فتجر الحقيبة نحو السيارة وهكذا.
أليس من طريقة أفضل لتنظيم عمل تكسي المطار كما هو الحال في مطارات الدنيا، ما هذه الطريقة البدائية في توزيع دور السيارات بين المسافرين، ماذا لو أن الأجنبي مثلا كان حجز طائرة وفندقاً وسيارة، ماذا لو صدمته أو هي صدمته هذه الحالة، بالتأكيد لسان حاله سيقول. أنا في بلد من العالم الثالث.
حتما هناك ألف طريقة لتنظيم ذلك كله حتى تكتمل الصورة وتتناسق مع جمال المباني والخدمات المحيطة بالمباني الأنيقة، الأناقة لا تكتمل من دون إكسسوارات تليق بها ..
المسألة بالنسبة للمطار لا تتعلق بالمباني وهي أنيقة ولا بالمرافق وهي حديثة بل إن العنصر البشري في كل هذا هو الأهم، هل تحتاج إدارة المطار الى عقد دورات تدريبية للموظفين ومن الملاحظات الازدحام المفرط في أعدادهم على اختلاف مهامهم، في قاعات المطار الداخلية والخارجية، ربما يحتاج الأمر فعلا الى دورات تدريبية بمن فيهم حاملو الأختام باعتبارهم أول بوابة سياحية تلتقط المسافر للتعامل مع المسافرين عوضا عن الوقوف في كل ركن وزاوية ومهمتهم ؛ فقط أن يتفحصوا المسافرين طولا وعرضا، بنظرات غاضبة أو متأهبة أو مترقبة.
الراي