العزوني يكتب : الكويت والقدس
- تاريخ النشر : 2018-11-17 20:22:00 -
أسعد العزوني
القبة نيوز- عند الشدائد تعرف مواقف الرجال ،وبالنار يتم فحص الذهب للتأكد من نقاوته وأصالته ،وها هي الكويت التي تعرضت لظلم ذوي القربى مرارا،وللضغط الخارجي الأمريكي الكوشنري الذي وصل حد التهديد بشطب النظام الحاكم ،في حال إستمرت بالثبات على مواقفها القومية المساندة للقضية الفلسطينية والقدس ،وتهديد المراهقة السياسية في الخليج قبل أيام بإجتياحها ،للإستيلاء على آبار النفط في المناطق الحدودية التي أبقتها بريطانيا لزوم إشعال الصراع الحدودي ،وها هي الكويت رغم كل ما تقدم تتقن فن الصفع واللكم ،وتوجه صفعاتها ولكماتها إلى كافة المعنيين الإقليميين والدوليين بثباتها وصمودها.
بالأمس أبهجتنا الكويت كثيرا وأثلجت صدورنا أكثر في، إفتتاح معرض الكتاب الدولي الذي إحتفى بالقدس عاصمة موحدة وأبدية لفلسطين،متساوقا بطبيعة الحال مع الموقف الرسمي الذي ينفذ توجهات أمير البلاد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد، الذي ما يزال متمسكا بالموقف القومي ،رغم الإنهيار الحاصل في الإقليم والإنبطاح غير المسبوق، لتنفيذ ما يطلقون عليه صفقة القرن التي تشطب القضية الفلسطينية وتتنازل عن القدس للصهاينة مقابل كرسي الحكم. هذا الأمر الذي يسجل بأحرف من ذهب للقيادة الكويتية ، يدعونا لعدم الإلتفات للهرطقات التي تصدر عن بعض مدعي الثقافة في الكويت ،الذين إنسلخوا عن واقعهم وخرجوا من جلدهم ،وأخذوا مبكرا يدعون للتطبيع مع مستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيونية الإرهابية ،وربما تمت دعوتهم لزيارة الكيان الصهيوني لتوريطهم أكثر من خلال التسجيل والتصوير لهم على الشواطيء ،وفي الشقق المفروشة المجهزة بالمسجلات وكاميرات التصوير السرية بهدف التوثيق ومن ثم الضغط والتوريط.
ما تقوم به الكويت تنفيذا لتوجهات قيادتها العليا ،يعد درسا يجب ان يعمم للدراسة والبحث ،فهذا البلد الصغير مساحة والكبير بعقلية قيادته وقدرتها على التحدي ورفض الإنصياع للباطل ،سجلت مواقف كبيرة تعجز عنها دول بعينها في الإقليم ،وها نحن نشهد سقوط الأخ الكبر الذي كان يهيمن على الخليج ،ويرغب بتدجين الجميع ،لمثل هذا اليوم الذي ينبطح فيه مطبعا مع الصهاينة.
صحيح ان الكويت تعرضت للشطب ،ويفترض الآن من كافة أبناء الشعب الكويتي المجروح ان يعي جيدا من كان السبب الرئيسي في ما حصل صيف العام 1990 ،ولماذا فعل ذلك ،وكيف كان يعاني من عجزه وتأخره وإضمحلال فكره رغم غناه ولذلك أراد توريط الكويت مع العراق لشطبها ،كما قام بتوريط العراق مع إيران ،تنيفيذا للتوجهات المريكية آنذاك بعد فشل نظرية الإحتواء المزدوج الأمريكية،وهذا يفسر بطبيعة الحال توفير أختام كتب عليها "لاجيء كويتي"في المنافذ الحدودية ،وكذلك سوء المعاملة التي تعرض لها الكويتيون الذين لجأوا لذلك الأخ الأكبر. كل ذلك لم يخلق الإحباط لدى القيادة الكويتية ،التي إتخذت من الصمود والثبات على الحق ودعم ومؤازرة المظلومين شعارا لها ،طبقته على الأرض جهارا نهارا ،وقد وقفت مع الحق في قطر عند فرض الحصار الغاشم عليها ،وهي تعلم طبيعة وواقع الأخ الاكبر وميله للغدر والإنتقام،وإصطفت إلى جانب القيادة القطرية ،كما انها رفضت إستقبال "كيس النجاسة "حسب التعبير الحريديمي النتن ياهو ،خلال زيارته العلنية لسلطنة عمان ،والسرية للأخ الأكبر.
طبعا فإن مثل هذه المواقف الرجولية لا ترضي المراهقة السياسية في الخليج ،ولذلك نخشى من عملية غدر ،لأن مواقف الكويت المشرفة كشفت معادنهم وعرّتهم حتى أمام شعوبهم ،وهذا لن يروق لهم بطبيعة الحال ،ولذلك نخشى من عملية غدر يقوم بها المنبطحون لثني الكويت عن مواقفها القومية الثابتة.
تابعوا القبة نيوز على