تبّــــاً!!
- تاريخ النشر : 2018-11-01 19:31:24 -
القبة نيوز- وجدت نفسي أكررھا مراراً وتكراراً كلمة "تباً" الفترة الماضیة ولیست لي عادة أن أتفوه بكلمة نابیة تخرج من فمي لكن الفترة الأخیرة
مشاعري كانت، مثل غالبیتنا، خلیط بین القھر والغضب والحزن الكبیر من الظروف السائدة في أردننا الحبیب جعلت أول ما یخرج مني ومن
الكثیر غیري ألفاظ غالبھا سلبیة.
ُ فماذا حدث لنا؟ لقد تغیرنا، وأحداث عجیبة متكررة ھي السبب. أسرد بعضھا.
ملك یجوب معظم بلدان العالم المتقدمة یتكلم عن أھمیة الأردن من
الناحیة الإستثماریة وعن وضع الأردن المستقر في منطقة الفوضى ھي السمة الأقل حدیة فیھا. یستجیب مستثمرون أجانب ویھرعون إلى
الأردن بعروض ومشاریع كبیرة وصغیرة كلھا مفیدة تعطي أملا بالقضاء على البطالة أو التخفیف منھا. لكن الصدمة تأتي من البیروقراطیة
والقوانین التي لا تشجع على الإستثمار ومن وجود الفاسدین الذین یرون في الإستثمارات فرصة لإحراز مكاسب شخصیة على حساب
المصلحة العامة.
ِ وتشتبك مجموعة مدربة من شبابنا م َن من أحب أن أطلق علیھم أسود الوطن من الجھاز العسكري، یشتبكون مع مجموعة من الخوارج داخل
حدودنا. ھم خوارج لكنھم خرجوا من بیننا ومن بیوتنا وانقلبوا علینا، والنتیجة یستشھد عدد من أبطالنا ویروون الأرض بدمھم الطاھر وتفتح
أبواب السماء إستقبالاً لأرواحھم.
وتحدث مطاردات متكررة من قبل جھاز مكافحة المخدرات لمروجین ومھربین، وفي الاثناء یسقط شھید أو إثنان أو یجرح آخرون في كل ملاحقة، والفاسدون لا یتوقفون عن زراعة وانتاج واستیراد وتصدیر المخدرات بأنواعھا.
وتتوالى الأحداث من فوضى على مواقع التواصل الاجتماعي ھدفھا الزعزعة الداخلیة ونشر مكثف لخطابات الكراھیة وإغتیال شخصیات؛ یشتعل الحدث شھابا حارقا ثم ینطفئ بعد أن یدمر جزءا من كیاننا الروحي، لیأتي غیره، في دوامة لا تتوقف تسبب الصداع والاحباط وتستنزف الروح والعزیمة.
وآخرھا، یذھب مجموعة من الأطفال في رحلة مدرسیة إلى موقع خطأ في یوم خطأ ووقت خطأ ونتیجة إھمال مجموعة من الأطراف تُزھق، ضحیة الكسل والتراخي، أرواح 21 طفل بريء.. إلى ھنا وفقدنا أي مقدرة على إحتمال المزید من الألم.
عزاؤنا الوحید بأنھم ملائكة عند ربھم في السماء وعند خالقھم یرجعون.
ویظھر لك نائب أو إثنان ویتفق معھم مجموعة مؤیدة یتفوھون بعبارات تتجسد فیھا المأساة بتمامھا وكمالھا.
لا یحللون المواقف بطریقة واقعیة منطقیة بل یلجأون إلى لوم الغیر، وھو ما یعتبر ضعفا بحد ذاتھ، ولكن أن تلوم الله فھذا كبریاء ویعود علینا جمیعا بالشر.
لا أحب أن أكتب وأنا متألمة ومشاعري متأججة أو مشوشة أو حزینة، لكن ھل ھناك كلمة أخرى أقل حدة من كلمة "تباً". تباً للعقول الفارغه..
والأنانیة المطلقة التي أوصلتنا إلى ما نحن علیھ. وألف # تبا
تابعوا القبة نيوز على