و إن ضاقت الدنيا
- تاريخ النشر : 2018-10-24 05:06:49 -
القبة نيوز- و إن ضاقت الدنيا فلي اتساع الحلم !
لكنها لحظات فصلت الحلم عن الواقع..لحظات كأنها عمر !
ثوان لا تحمل إلا ذوبان الشمع فوق الورق،تحسست فيها وجهها في مرآة الكلام بعد وقت متعَب من الإنتظار.
كان كل شيء فيه يشبهها و لا تشبه شيئا فيها !
صوت أغنيه يصدح من بعيد و يدق أبواب الروح ،رعشة على أطراف النافذة تبحث عن دفء تطلب الدخول و لا يؤذن لها. و خيال يترنح بين بين (ترى أنمرّ في بال من سكنوننا بعد كل ذلك الوقت الطويل،أيسكنهم حزنا و تحتلهم لهفة؟ أم ما مضى قد مضى دون عودة منذ توادعنا عند الزاوية التي فصلتنا أقصى يمين الحياة؟) .
قلوب متعبه و ذاكرة تمحي و تكتب ثم تمحي..
وقت بطيء و تكات ساعة تأكل من الوحدة نصيب . متعبة الروح حد الموت، نعم..فالفراغ يوازي الموت للأحياء..والقلب مدمج بالوحشة مُحَنىّ بتعب التفكير،و البرد يزلزل هشاشة الفؤاد و يوشوش في أذنيه قاوم،قاوم حتى تظل شغفا فالإستثناء لا يمنح إلا الإستثناء،لأن القوة لا ترضى إلا بالقوة و برغم اليُبس لابد أن تستمر الحياة حتى و إن بحثت مدينة الغُيّاب عن كفّ منسي في شوارع إسمها إشتياق..
الكبرياء و الصمت و العنفوان ثلاثي لا يصدأ أبدااا !
قد يأكلنا الحنين..قد يدمينا الإنسحاب قد يشيخ الصبر بداخلنا إنما لا يجفّ القلم بل يغذيه،فكم مرة خرجنا و نحن لا نوّد المغادرة و بقينا متجذّرين باللحظة الأولى؟ وبريق العينين يسكننا،و طعم المطر يترجم ذبذبات اللغات فوق الشفتين ليتحول داخلنا إلى مهرجان .. و كلما اشتدت الظلمات عُودنا صار ياسمينة .
نعم...التفاصيل مرهقة و الأحزان قلعة،و الجرح خرج و لم يعد و لازال على ذمة إنفراج الكلمات ،فالوقت سرق منا شهيتنا للجنون و قاوم مزاج الحماقات. بقصد بغير قصد لم يعد مهما فالأهم أن نرتشف بعفوية الحزن و نهرول به في متاهات الحياة ببساطة لنألف الخوف و الغربة و نكمل كأن شيئا ما كان.
و رغم قسوة المشهد إلا أن الكتابه هي قطعة من القلب و إنعكاس لما يدور في أزقة الخواطر نغوص بها عبر أنين القلم و نخطّ أنشودة لذكرى .
* (في دفاتر السنين يسجلون ميلادنا وموتنا،وفي دفاتر الايام نرقّم أفراحنا و أتراحنا و نمضي من جديد كمدن بلا ذاكرة على قيد انتظار نعزز به أحلامنا البريئه يروّضنا على أدراج ازدحام الوقت و ليبقى كل شيء جميل مجرد قرع في طبول الذاكرة).
تابعوا القبة نيوز على