عين على الوطن
- تاريخ النشر : 2018-09-23 21:35:40 -
حمادة فراعنة
القبة نيوز- تنفيذاً لأجندتها الوطنية المبرمجة ، نفذت جمعية الحوار الديمقراطي الوطني الأردنية رحلة عمل للعقبة في سياق برنامجها التثقيفي التراكمي المتواصل المعنون " إعرف وطنك أكثر تحبه أكثر " ، فقد سبق لها وقادتنا إلى البتراء والأزرق وعجلون ووادي رم والبحر الميت وجرش وها هي تضم العقبة إلى سجلها .
لم تكن رحلة العقبة كسابقاتها مجرد الترويح عن النفس والخروج عن يوميات المتاعب ، وهموم الاقتصاد ، وتداعياته من غلاء وإفقار وتفاقم البطالة ، وعن الحروب البينية العربية وأثارها التدميرية على سوريا واليمن وليبيا والعراق ومن قبلهم الصومال ، والشعور بالغثيان لإستمرار الكارثة في فلسطين وتراكم سنوات النكبة التي تجاوزت السبعين عاماً ، وحرمان نصف الشعب الفلسطيني من حقه في العودة إلى اللد والرملة ويافا وحيفا وعكا وصفد وبئر السبع ، وإلى كافة المدن والقرى التي طردوا منها ومازالت مسكونة في ضمائر وعقل ليس فقط لدى الجيل الذي عاش النكبة بل أولادهم وأحفادهم وتطلعاتهم المشروعة ويقظتهم في إستعادة ممتلكات عائلاتهم في فلسطين وعليها كواجب وطني وقومي وحق إنساني مفروض وملزم .
لم تكن رحلة العقبة ترويحية وحسب ، بل تعليمية بروح البحث والتحري والتدقيق ، ولهذا لم يكن صدفة أن عقل بلتاجي ومحمد صقر مازالا لهما الأفضلية فيما فعلاه وأنجزاه لدى أهل العقبة يذكرون لهما مظاهر متقدمة من العمل والبناء وتواصل حي ، واحتكاك مباشر ، مع أهلها وفعالياتهم ومن بعدهما كامل محادين ، بينما لا يخرج ناصر الشريدة من مكتبه ، أسيراً يخاف الاحتكاك ويخشى الناس .
ربى القسوس مديرة السياحة لم تفارقنا وأعطتنا من الجهد والتوضيح والمتابعة أكثر مما نحتاج ، ووزارة الشباب أعطتنا معسكرها البيتي لثلاثة ليالي ، ووزارة السياحة قدمت حافلة " جت " بلا مقابل دعماً لبرنامج إعرف وطنك ، مما يُشكل معرفة وحوافز للأحزاب والأندية والجمعيات المماثلة للإستفادة من الخدمات الحكومية إذا تساوقت وتتطابقت برامجها وأهدافها مع برامج الدولة الوطنية وتطلعاتها .
زرنا القوات البحرية وإستمعنا لعرض مهامها في حماية حدودنا وامننا ، ونادي الزوارق الملكي ورحلة البحر ، ومعرض الأحياء البحرية ، وجامعة العقبة ، والأسواق الشعبية ، ونشاطات الشبيبة ، وأغاني البحر ، وثراء العقبة بالحضور الشعبي من المدن والمحافظات الأردنية وإفتراشهم الحدائق والساحل مع ضيق الخدمات وفقدانها ، في دلالة على رغبة الأردنيين في التحرر من المتاعب وتجاوز الفقر وحاجتهم للفرح والشاطئ وإنحيازهم للحياة ، بينما قلعة العقبة مغلقة مع متحفها ، وتقصير فادح من دائرة الأثار ، وفاضح بعد أن تحول المحيط المجاور لهما إلى مكرهة صحية لقضاء حاجات الناس وهي تبعد أمتار عن بيت الشريف حسين أبو الثورة العربية وقائدها ، وتمثاله المطل على سارية العلم وساحته ، مما يؤكد أن المحافظ الجديد ورئيس المفوضية لم يصلا للمكان ، لأنهما لا يحتاجان لقضاء حاجة في المكان أو المكان لا يعنيهما .
العقبة التي نراهن عليها كي تكون أداة جذب سياحي الأقرب إلى البتراء ووادي رم ، والإطلالة الأردنية الوحيدة ، ومتنفس فقراء بلدنا على الفرح والبحر والحياة ، تحتاج إلى ما هو أرقى وأعذب ، وإلى تفاني يرتقي إلى مكانة عقل بلتاجي ومحمد صقر وأمثالهما ، لا أن يشعر الموظف المعين بدرجة محافظ أو مفوض أنه مُعاقب أو أنه رجل أمن فالأجهزة قادرة وناجحة على تحقيق فعل الأمن ومتطلباته ، وبالمناسبة لماذا لا يكون للعقبة رئيس بلدية ومجلس منتخب أسوة بباقي بلديات المملكة والأكيد أنهم أحرص عليها من موظفي الحكومة ؟؟
ولماذا نتوهم أن متطلبات التطوير يتعارض مع حقوق الناس الدستورية والقانونية في الإنتخابات ، وإستمرار عقلية التعيين ، فها هو التعيين لم يوفر لأهالي العقبة النظافة والخدمات الضرورية لدى أكثر المناطق والمشاريع الملحة والبرامج الترفيهية حساسية ووطنية وشعبية . الشكر لرومي الملكاوي إبن الشركة اليابانية الذي قدم لنا شرحاً وافياً عن إستثمارات التعدين بإعتبارها أحدى شركات الفوسفات الناجحة التي توفر عملاً ودخلاً وعملة صعبة ، ولصديق الجمعية فارس الفيومي الذي لم يبخل علينا وأكرمنا وفاء للعقبة وأهلها ، ولفندق المنارة – سرايا العقبة كتحفة خدماتية غير عادية .
كنت في دبي ، فلماذ هناك خدمات أوروبية متطورة وناس منضبطين ، وهنا في العقبة كأنك في منطقة مستباحة ؟؟ هل المال وحده مصدر النظافة والتنظيم والتقدم أم أن الإنسان هناك متقدم وعندنا ليس كذلك
تابعوا القبة نيوز على