من هو الشهيد علي قوقزة
- تاريخ النشر : 2018-08-17 13:13:37 -
القبة نيوز-بعد ثلاثة أشهر، ستحل الذكرى الأولى لزواج علي قوقزة، رجل الدرك الذي استشهد في تفجير عبوة ناسفة استهدفت دوريته على مدخل مدينة الفحيص الأسبوع الماضي. لن يكون علي حاضرًا ليحتفل بالمناسبة مع زوجته ناريمان، ولن يكون أيضًا حاضرًا، بعدها بأشهر قليلة، ليحتفل بولادة طفله الأول.
وفاته المفاجئة في عمر الثلاثين كانت صفعة لجميع من عرفه، وبالتحديد لأبوين كان أول فرحتهما، وكانا حريصين عندما اتخذ قرار الزواج ألا يكون هذا الزواج سببًا في أن ينقص حضوره في حياتهما، فعمّرا له بيتا صغيرًا ملاصقًا لمنزلهما في قرية سوف في محافظة جرش.
كان هذا البيت يُستخدم للنوم فقط، كما تقول ناريمان، فهي وزوجها، مع أخيه وزوجته، اللذين يقيمان في الطابق السفلي من بيت العائلة، كانوا يعيشون ضمن عائلة ممتدة، يتناولون جميع وجباتهم معًا، ويسهرون معًا، ويخرجون مشاويرهم جميعها معًا.
إلى جانب هذا المنزل هناك برميل مفتوح من الجانبين بداخله قطعة موكيت، تقول أمه إنه خصصه للقطط لتلجأ إليه في «الكوانين».
التحق علي، وهو الأكبر بين خمسة أبناء وبنات، بالأمن العام عندما كان في التاسعة عشرة من عمره، ثم نقل إلى الدرك عام 2009. لم يكن قد أفلح في الثانوية العامة، فعمل لمدة سنة في أعمال متفرقة، منها بائعًا في محل ألبان، إضافة إلى العمل في أرض العائلة من فراط الزيتون وغيره، إلى أن تمكن من الالتحاق بالأمن العام. تنقل أثناء خدمته بين جبل التاج في عمان، والزعتري في المفرق، والكفرين في الغور، وأخيرًا السلط التي نقل إليها قبل أقل من شهر.
كان علي، كما أجمعت عائلته وأصدقاؤه، مليئًا بالحياة، ولم يكن يطيق البقاء في المنزل. فكانت سيارته، كما يقول والده، جاهزة دائمًا للرحلات. ففي صندوق السيارة هناك دائمًا إبريق شاي، ومصابيح، وسماعات، وصاج لعمل «الصاجيات». تقول أمه إنه «كان ييجي من الدوام يتغدى ويقول جهزيلي حالك، أوديك وين ما بدك». في إجازته الأخيرة، تقول إنه أخذها مع زوجته وزوجة أخيه إلى أحد كروم المنطقة، «نزلنا من السيارة، وقال لي يمّة ديري بالك من الشوك والأحجار. وقفنا على منطقة عالية كثير، وقال هون بتشوفي سوف كلها».
كان من المقرر أن تنتهي خدمته بعد تسع سنوات، وكان يخطط أن يتعلم مهنة ميكانيك أو كهرباء السيارات، ويفتح محلًا متخصصًا بذلك. وكان هذا الحلم منسجمًا مع غرامه بالسيارات. يقول أبوه إنه اقتنى ما لا يقل عن ثماني سيارات. وكانت هوايته هي الاعتناء بها، تغيير ألوانها وتزيينها ثم بيعها.
في الحوادث الإرهابية السابقة في الكرك وإربد، تقول أمه إنها كانت تصاب الرعب عليه. وعندما كانت ترى صور الشهداء «أصير أعيط عليهم، وأقول الله لا يبلاني يا رب». أما والده فيردّ على الناس الذين يحيّونه على صبره: «والله مجابرة!».
تقول ناريمان إنهما كانا قررا أن يسميا الطفل «أصيل» إن كان ولدًا، لكنهما اختلفا على اسم البنت، التي كان علي مصرًا أن يسميها ألما. «ظليت أقول له لو تشيل الحرف الأخير بتصير ألم».
تقرير دلال سلامة ويزن ملحم
تابعوا القبة نيوز على