facebook twitter Youtube whatsapp Instagram nabd

بعد أربع سنوات إلاّ نيّف تحمّلتَها بصبر وشجاعة ...اشتقنا لك.. دولة الرئيس القوي

بعد أربع سنوات إلاّ نيّف تحمّلتَها بصبر وشجاعة ...اشتقنا لك.. دولة الرئيس القوي
موسى الصبيحي لا أنكر أنني كنت من أعند المعارضين للسياسات التي انتهجتها حكومة دولة الدكتور عبدالله النسور، ولا سيّما النهج الاقتصادي الذي ألحق بالمواطن مزيداً من العنت والمعاناة والضغوط في حياته المعيشية، ولكنني لا أنكر أيضاً بأنني كنت أرقب أداء الرئيس بإعجاب كبير.. وبالرغم مما كتبته ناقداً معظم سياسات تلك الحكومة ونهجها الاقتصادي، وأسلوب تعاملها مع مجلس نواب منهك ضعيف، إلاّ أنّ ذلك لا يعني أن نتنكّر لما حققته حكومة الدكتور النسور من إنجازات على صُعُد مختلفة، وإنْ كانت هذه الإنجازات مثار جدل بين مؤيد ومعارض، ولعلّ أكثر ما يُلفِت المراقب وربما المواطن العادي أيضاً، هو أداء الرئيس نفسه الذي اتّسم بالحكمة والصبر والثقة والشجاعة في اتخاذ قرارات صعبة على مستوى عالٍ من الحساسية والخطورة الاجتماعية والشعبية، كما أنه لم يُجامل أحداً عند اتخاذه لمثل هذه القرارات، ولم يختبيء خلف شخص جلالة الملك هروباً من المسؤولية الثقيلة، كما كان يفعل غيره من رؤساء سابقين، وإنما كان يتخذ قراراته متحمّلاً مسؤوليتها بنفسه، فكثيراً ما شاهدناه يضرب على صدره برضا وثقة معرباً عن استعداده لتحمّل عواقب قراراته، وهو لهذا شخصية سياسية وصاحب دولة قويّ يُحْترم ويُقدّر.. يُعجبك الرئيس النسور وهو يقف تحت قبة البرلمان في مواجهة النواب، مدافعاً شرساً عن قرارات حكومته ونهجها الاقتصادي، مُفنّداً لكل آرائهم وأوجه نقدهم بأسلوب يتّسِم بالهدوء والمنطق والثقة واللغة السلسة والإقناع، مُتسلّحاً بالمعلومة والرقم وغزارة المعرفة، ما يدلّ على أنّه رئيس قارىءٌ ومتابعٌ من طراز فريد، على الرغم من ضخامة مهامّه ومسؤولياته، وهو ما لم نلمسه لدى كثير من الرؤساء السابقين..! أقول لدولة الدكتور عبدالله النسور، لقد اشتقنا لطلّتك البهيّة، وأنتَ مَنْ صبرتَ على كلماتنا القاسية، كما صَبرَ الشعبُ على بعض قراراتك القاسية، وأعْلمُ أنّ ما سلكتَه من نهج كان عن إيمان منك بأهميته ونفعه للدولة إنْ لم يكن على المدى الآني أو العاجل، فعلى المدى الآجل، وثمّة مَنْ آمن بقراراتك ونهجك، وقد أعذرتَ مَنْ عارضَها وانتقدها، وكنتَ كبيراً كما أنتَ دائماً في تحمّلك لقساوة المعارضين، وشراسة السياسيين المناوئين من خارج حدود البرلمانيين..! أخيراً، أقول: أربع سنوات إلاّ نيّف تحمّلتَها دولتُكم بصبر وشجاعة، وتحمّلها الأردنيون بصبر ونجاعة، ولا ندري فيما لو عادت بك الأيام إلى الوراء هل كنت ستتخذ ذات القرارات وتسير على ذات النهج..؟!
تابعوا القبة نيوز على
 
جميع الحقوق محفوظة للقبة نيوز © 2023
لا مانع من الاقتباس وإعادة النشر شريطة ذكر المصدر ( القبة نيوز )
 
تصميم و تطوير