حادثة المعتمرين والباص السعودي "السكراب" تكشف عورة قطاع النقل بالاردن وتفضح المستور عند الهيئة!!
القبة نيوز - كشفت حادثة باص المعتمرين الاردنيين عن "شلل" كامل في آداء وقرارات واجراءات هيئة تنظيم قطاع النقل بالاردن ورفعت عن عورات وخبايا خطيرة تؤكد ان المسؤولين عن هذا القطاع ينامون في سبات عميق بعد ان توضحت حقائق وتفاصيل صادمة عن هذا الباص السعودي "السكراب" ودخوله الى الاراضي الاردنية "يصول ويجول" ويلتقط المعتمرين الضحايا من لا ذنب لهم لتأتي النتائج المريعة التي تتحمل مسؤوليتها بالدرجة الاولى هيئة تنظيم قطاع النقل التي غابت عن دخول "الباص المتهالك" الى الاراضي الاردنية دون فحص او تدقيق.
والسؤال الان.. كيف يدخل باص سعودي فارغ الى الاردن من موديل 1995 ويتحايل بتزوير الرخصة الى تاريخ 2006 ولا يصل العاصمة عمان ويتجه الى الزرقاء ليحمل المعتمرين ويتحرك بهم نحو المصير المجهول بالوقت الذي تفرض فيه هيئة النقل وادارة الترخيص ودائرة الحج والعمرة والامن العام شروط قاسية للحصول على التصريح ويتم شطب الباصات المخالفة تحت شعار "لم ينجح احد" وتحرص هذه الجهات المسؤولة على التدقيق والفحص في عمر الحافلة التي حددتها بــ 2008 للحافلات ذات المنشأ الاوروبي و2009 للحافلات ذات المنشأ الاخر وتشترط عدد المقاعد وطريقة تثبيتها من مساند ظهر ورأس وحافظة تبريد وارتفاع المقاعد والمسافة بينها وكثافة الدخان ونوعية الاطارات وحتى الطاولات والخدمات.. وبالمقابل دخلت هذه "الخردة" بسائقها السوداني المعفي من التأشيرة وقد ملأ خزان الوقود من السعودية ويقع الحادث الاليم الذي اودى بحياة سيدة واصاب 36 آخرين.
ويسارع رئيس هيئة قطاع النقل صالح اللوزي ووزير الصحة الشياب للاطمئنان على صحة المصابين في اهتمام غير عادي وسرعة قياسية وتصور الكاميرات وتكتب الصحف.. بيد ان الاجدى هو فتح تحقيق كامل حول هذه الحادثة وتفاصيلها والمسؤول عن حدوثها ومحاسبة المقصرين.. ولا نعلم هل جاء اللوزي ليطمئن على المصابين ام على الباص السعودي الذي يكشف المستور والمعلن في ازدواجية القوانين وفوضى القرارات التي ضربت قطاع النقل بالاردن وابقت الملفات عالقة لسنوات تبدل وتغير فيها العديد من الوزراء في سنوات قليلة والحال يسير من سيء الى اسوأ وبات قطاع النقل غارقا وتائها بلا بوصلة وخارج اهتمام هيئة النقل المسؤولة المباشرة عن الارتقاء به وتطويره وانقاذه.
ويأتي الباص السعودي ملتقطا انفاسه الاخيرة بالوقت الذي توجد فيه شركات نقل سياحي اردنية عريقة تغطي الوطن العربي وتمتلك احدث الحافلات وبمواصفات عالية وتشغل الاردنيين وتحرك شركات التأمين والقطاعات السياحية الاخرى وتلتزم بالتعليمات والمتطلبات وتتفوق عليها وتدفع الضرائب والتراخيص والتأمين والكروتية والمخالفات والصيانة وتتحمل ارتفاع المشتقات النفطية... الخ ثم تجد نفسها امام منافسة مقيتة بكل المقاييس وتحارب من مظلتها-ان صح التعبير- وتغرق في ظلمة اجحاف هيئة النقل وقراراتها غير المدروسة لتصل الامور الى ما نرى ونسمع ونتحسر..
ويعود التساؤل مرة أخرى ماذا لو كان الامر معاكسا ووقع هذا الحادث لباص اردني قديم منتهي دخل فارغا الى الاراضي السعودية دون رقابة او فحص؟؟ علما بان السلطات السعودية وضعت مؤخرا تعليمات كثيرة ومعقدة ادت الى تراجع اعداد المعتمرين الى النصف ومنعت التصاريح عن كثير من الحافلات ما ادى الى تراكم الخسائر على اصحاب المكاتب واغلاق كثير منها .
اما السؤال الاخطر .. من يعوض ذوي المتوفية ويعالج المصابين وهل التأمين يقع على حساب شركات تأمين اردنية ام سعودية وهل المطلوب السفر الى المملكة السعودية للمطالبة بتكاليف العلاج.. هذه الاسئلة وغيرها تقبع اجوبتها فقط لدى الوزير وليد المصري ورئيس هيئة قطاع النقل صالح اللوزي.. ولا نعلم هل تطوى هذه الحادثة المروعة وتنتهي بمعاودة المصابين ومواساة عائلة المتوفية وكأن شيئا لم يكن وهل الارواح لا تساوي الكثير أمام فوضى وتخبط هيئة النقل...؟!